بوِسعي
بوِسعي ، أن أغيّرَ مسيرَ الحياة ،
عَلَناً أبدأُ بجَني الليل ، و أجمعُ النجوم .
أقصُّ جناحَي الريح ، أمنعُها من الطيَران ،
أصطحبُها الى البيت .. كي ترويَ لي قصةَ همومِها .
بوِسعي ، بمساعدة الصراخ ،
أن أضعَ مباديءَ قواعدِ لغةِ الصمت .
باستشارة الأشواكِ و الأدغال
أن أضعَ قانوناً لكيفية اشتعال النيرانِ و إطفائها .
بوِسعي ،
بقبضتينِ من الظلال ،
أن أجعلَ عجينةَ المعنى أكثر نعومةً ،
عندها أطبخها على وميضٍ هاديء .
بوِسعي ،
أن أكتبَ نوطةَ سقسةِ العصافير،
أن أحدِّدَ الدروبَ التي سلكها الدُخان
حين يصعدُ الى السماء .
أنحتَ من الضبابِ هيكلاً للحبيبة .
أهبُ قلبي
أهبُ قلبي لشجرةٍ تكنسُ ظِلَّها ،
تنصحُ الريحَ
ألاّ تمتطيَ فرَسَها و تعدوَ خلفَ الليل .
عليها أن تُشاورَ السهولَ و الهِضاب ،
كي لا تتساقطَ الفراشات ،
كي لا تذهلَ الغِلالُ
و تهولُ وَجَلاً .
أهبُ قلبي
لمطرٍ يحكُّ رأسَ الأرض
خلالَ الفصولِ الأربعة .
يُلقِّنُ الأشجارَ دروسَ الرياضيات ،
و العُشبَ قواعدَ اللغة .
و يعرفُ أن يمشِّطَ شَعرَ السماءِ جيداً .
أهِبُ قلبي
لنهرٍ لا ينقلُ غضبَ النبع
و مكرَ الغيوم ،
يجمعُ الشتلاتِ المُعارِضة ،
يوزّعُ عليها الخريرَ
و يُردِّدُ لها أغنيةَ الغابة .
أهِبُ قلبي
لنغمةٍ لا تصدأ .
تنتشرُ في منعطفاتِ السفوحِ و الوديان ،
تُستَقبَلُ دائماً .. في السهولِ و الهِضاب .
أهِبُ قلبي
لأمرأةٍ لها برنامجٌ لعَصْرِ الوميض
و تعليقِ الأغاني على حبلِ الغسيل ،
تعملُ دائماً لإذابةِ نزوةِ الوَحدة .
تطبخُ التعايشَ الجسديَّ ثلاثَ وجباتٍ في اليوم ،
تعرفُ كيفَ تغسلُ الندى ،
و تغربلُ السقسقة ،
تستطيعُ ليلاً ، بصفعة الضحِك ، أن تطاردَ شبحَ الإنفصال ،
تطردُ الثرثرةَ من البيت ،
و تحسُّ بالفارقِ بين ..
النظرةِ الخشنة
و الهمسةِ المَلساء .
الرباعيةُ الأولى :
الموادُ الأربع
كُنْ حذِراً
لا تدَعْ تلكَ الريحَ تنحني
فتقطعُ عنّا الدَرب .
كُنْ حذِراً
لا تَدَعْ ذلكَ الماءَ ينام ،
فيحلمُ أحلاماً عفِنة .
كُنْ حَذِراً
لا تَدّعْ تلكَ النارَ تُشوى أكثرَ
فتتفحَّم
و يتعذَّرُ تناولُها .
كُنْ حَذِراً
لا تَدَعْ ذلكَ الترابَ يشتَمُّ الرائحة
فيختلُّ توازنُ الأرض .
كُنْ حَذِراً
لا تدعْ تلكَ القصيدةَ .. تعطس ،
فتنتشر أوبئةٌ لغوية .
الرباعيةُ الثانية :
الفصولُ الأربعة
لو كنتُ أعرفُ ،
في هذا الربيع ،
أنَّ ملحمةَ الإخضرار لا تُكتب ،
لأمرتُ ... بحَلِّ المجلسِ الأعلى للأمطار .
لو كنتُ أعرفُ ،
في هذا الصيف ،
أنَّ مساحةَ الحرارةِ لا تُقاس ،
لأحِلتُ .. مديرَ أشعةِ الشمسِ على القضاء .
لو كنتُ أعرفُ ،
في هذا الخريف ،
أن دُخانَ التساقُطِ لا يغطّي الغابة ،
لأحِلتُ بُستانيَّ الذبول .. على التقاعد .
لو كنتُ أعرفُ ،
في هذا الشتاء ،
أنَّ مخطوطةَ الثلجِ لا تُطبَع ،
لأغلقتُ .. دارَ الغيمةِ للطباعةِ و النشر .
لو كنتُ أعرفُ ،
في هذا الفصل ،
أنَّ الشعرَ لا يُجهَّزُ مع حصةِ المواد التموينية ،
لوزَّعتُ سلاحَ البلاغةِ المحشوَّةِ بالكلماتِ النارية ِ على الشعراء ...
و هاجمنا وَزارَ التجارة . |