في ظل خيمة أنتصبت في نقابتنا و في ارض مشبعة بالحب والوفاء وارتفعت بأعمدة النور الصحفي الوهاج ... حطت اجنحت الكلمات واسرجت خيول الانتصار لرجال شقوا غبار الزيف و الحقد والكفر والانانية وبزغوا في منبر البحث والكتابة والدراسة والتامل وقول الحق مهما كان الثمن فكانوا كينبوع يسقي العقول والقلوب المتلهفة للحقيقة والحق وكانوا يعملون ويتحركون نحو الخبر ونقل معاناة الناس ويحدوهم الامل ويملكون شوقا كشوق الطائر ويحملون صبرا كصبر النخلة .
وبجهد شخصي منهم وتحت وابل الرصاص والانفجار ... يدفعهم ويسوق ركب جمالهم حبهم لمهنتهم وناسهم وشعبهم و وطنهم ومؤازرة للكلمة وشرفها وللصحافة وقدسيتها .
اختط شهداء صحافتنا لانفسهم طريقا تثبته وترسم ملامحه اقلام حملت اصرار البدوي وفراسة القلب العاشق للمهنة والتضحية في سبيلها , ومالذي يحتاجه شهيد الصحافة والمسافرين معه عبر طريق اختط لملامحه صورة اخرى؟! ونموذجا اخر من طرق الوفاء للوطن والكلمة , أثرت ولازالت تؤثر في نموذج للشجاعة والتواصل والعطاء , مالذي يحتاجه شهيد القلم اكثر من ذلك .
رصاصة غدر صغيرة اخترقت جسده النحيف, ومن ثم توضا بالسحاب وتحول دمه الطاهر الى نخلة في ارض السواد , وكانت وصيته ان لاتزرعوا نخلتي بعيدة عن ارواح من اشتشهدت من اجلهم ولا تتركوها تتقاصفها اشرعت الرمال ! وتضيع نواة اثمارها تحت بساط الخمول والياس والاستسلام لقدر التقاطع من سبل التطلع لزمن يحيك خيوطه باناة وتامل
ومن خلال نظرتي ومعاشرتي لاكثر زملائي الشهداء شاهدتهم يركضون في مضمار خلا من المتسابقين !! كنت اتسال هل كان نزار ومحمد وعلي وفليح واطوار وعباس و و و وغيرهم يسابقون أ نفسهم ام يسابقون طموحا دفعهم للخوض او السباحة في نهر ملغوم بالمغامرة والاندفاع والدفاع والتضحية ام هم يسعون لتاسيس تلك المبادرة
مبادرة التضحية والشهادة التي جمعت بين صفة الرجولة والاقلام وترك الاحبة ......... والمؤتمر والمهرجان والاحتفال والتكريم اليوم في نقابتنا ... وفي هذه السنة بالذات سيطرز التكريم والاحتفال بالاسماء المبدعة والمضحية وحتما سيحضر التكريم زملاء سياتون من اماكن ساخنة متحدين الموت بارادرة صلبة من اجل الحضور لهذا المهرجان والحفل التكريمي واتمنى ان يحضره دولة رئيس الوزراء او من يمثله وذلك من اجل اكتحال نقابتنا وعوائل الشهداء بضيافته ومتعة حديثه واتمنى ان يحضر معه أخرون يحملهم طائر العشق الينا ليرتشفوا من مناسبة تلونت بامواج الشهادة الخالدة , واتمنى من أخرين ان يفتحوا اقفاص كلماتهم وافكارهم لتملى المكان بحمائم بيض فرشت باجنحتها الجميلة لتلقي بعطرها في جو صنع من جراح الحسين الشهيد عليه السلام قلائد من نور وهاج .. وسوف تتشرف صدور القائمين على هذا التكريم والحاضرين والناثرين كلماتهم في انحناء متواضع لتلك الاسماء الخالدة , كنت اتمنى كالاخرين احمل سلتي تحت عثوق النخلة التي اثمرت بوهج التشرف بحضورها ولكن المرض وعدم يسر الحال سيحول بيني وبين بغداد وشهدائها .
ولكن املي بك يا ابا ربيع( شهاب التميمي ) لكبير ان تستثمر هذا التجمع اليوم وتؤسس عبر كلمة مثمرة وسط رواد الكلام والكلمة وشرفها والصحافة واعلامها , غابة من الجهد و الابداع الفكري ولا يفوتك ان تثني على زملاء امتلكوا زمام المبادرة والفكرة لبناء اساس سيرتفع بايدي طموحة صبورة ...تحاول اعادة الوجه الجميل للصحافة و للثقافة العراقية التي طالها الكثير من التغيب والتحريف والتشرذم ... ودع دعوة طموحة لتعبيد مسالك اخرى للبناء الصحفي و الثقافي الجديد الذي يجمع شتات الابداع ويصوغ معالم فكر شريف, وكلمة حرة صادقة نظيفة من ادران المداهنة والارتزاق الملوث تفالت كثيرا وفتحت ستائر الحلم لاستقبال خيوط نور اخرى تتغلغل الى وجدان تعطش الصحافة ابتدأت ( بنخلة سقاها القلم والدم ) اشكرك يانقيبنا ومن شاركك شرف المشاركة الصادقة المحبة للصحافة وشهدائها... واخيرا
ان شهدائنا زرعوا كلماتهم وافكارهم ليثمر نخيل اكثر وسواق من الماء تتغلغل في بستان الصحافة و الثقافة العراقية الجديدة
كتبت موضوعي هذا و عيني تهمس بدمعة ساخنة اخجلها الصمت المطبق واججها ضمير اصم لم يتحرك... فتحية من القلب لاؤلئك الرجال الشهداء وطموحهم الفكري الجميل وحلم البناء للصحافة وللكلمة التي ترفد العطاء الثقافي وتشد نسيج التواصل مع ثقافة وصحافة العالم المتسارع وتكبر قافلة الابداع والشهادة والتضحية نحو ارض خصبة بالنمو والتالق والصدق والاخلاص
majid_alkabi@yahoo.com |