|
|
الفيلسوف الفرنسي ميشال أونفــراي: الفكر الفرويدي سحري! |
|
|
|
|
تاريخ النشر
10/02/2013 06:00 AM
|
|
|
اجرت الحوار: كاثرين غوليو ترجمة: الحسن علاج في القدس العربي * لوبوان (Le Poin) :: ستخصصون في سنة 2010 حلقتكم الدراسية بجامعة كاون ( Caen) الشعبية للفكر الفرويدي. كيف تتصورون شخصية فرويد ؟ ميشال أونفراي: جاء فرويد إلى الحياة صحبة عائق: فقد اعتبرته أمه مثل العجيبة الثامنة من عجائب العالم! عمل، في حياته، هذا الرجل الذي يستحوذ عليه زنى المحارم، على تعميم عصابه لكي يحكم لصالح أمه الحبيبة: عليه أن يكذب مؤكدا بأن تقنيته التحليلية تشفي، أن يقوض علائق كي يدفع إلى الاعتقاد أنه ابتكر من تلقاء نفسه، أن يقطع صلته بشكل عنيف مع أولئك الذين ساعدوه على الترقي، أن يخفي العديد من الاقتباسات، أن يصنع نسقا من أجل غزو العالم عبر مبدإ الكنيسة الكاثوليكية ـ مع أرثوذكسية، هرطقة، رسل، يهوذا، مجمع كرادلة، حرم، إلخ. * لوبوان: لستم طبيبا ولا عالما، إلا إنكم تنكرون المظهر العلمي للتحليل النفسي . فحتى أنكم تقولون بأنه تفكير سحري . لماذا؟ ميشال أونفراي: لأن فرويد لم يتوقف عن القول بأنه ليس ضروريا على الإطلاق أن يكون المرء طبيبا أو يجري دراسات علمية بغية أن يمدد أناسا على أريكته ثم يتخذهم موضوعا للعلاج ؛ لأنه ينكر كل أسبقية تشريحية، فيزيولوجية، بيولوجية في علم أسباب المرض التي يعتقد أنها ناتجة بصفة دائمة عن معضلات جهاز نفسي حيث أن وجودها يكون مرتهنا إلى المسلمة وليس إلى البرهنة ؛ لأنه كذب حول الحالات المؤسسة المتصلة بالصيغة الأدبية ! إنه تفكير سحري كونه يتوقف على ما هو إنجازي: إنه يشفي بعض الأشخاص كما يشفيهم أحيانا الساحر، المعزم أو ماء لوردس ( Lourdes) ... فلا شيء يعتبر غاية في العلمية في هذه المغامرة ! * لوبوان: ما هي الأدوات التي تسوغ لكم، بوصفكم فيلسوفا، البث في شرعية التحليل النفسي؟ ميشال أونفراي: ثمة مقترب كافر بكل تلك المغامرة التي تقدم نفسها حقا كأول دين ما بعد مسيحي ... حينما يتم اكتشاف أن 'نجاحات' فرويد تنتمي إلى الإشاعة (فأغلب الحالات التي أعلن عن إشفائها لا وجود لها أبدا ... )، بالإمكان الشك في صحة النظرية التحليلية . فعندما يبرهن تقرير من المعهد الوطني للصحة والبحث ( L inserm) بأن العلاج التحليلي لا يشفي علاجات أخرى كذلك، ثم إن ارتفاع صيحة بالقرب من تلاميذ المعلم بهدف إقبار ذلك التقرير (تلك كانت حالة ...)، فحينما تكون لدينا معرفة بأصدقاءـ حوالينا ـ يخضعون للتحليل منذ سنوات دون أن نمتلك القدرة على التأكد من زوال أعراضهم ... فبإمكاننا عندها أن نشك في ذلك . ومن تم فإنه ينبغي قراءة الأدب النقدي حول التحليل النفسي، مع تجنب الدعاية التي تحضر قراءته بدعوى تحوله إلى معاد للسامية، يميني، رجعي ... ثمة وقائع مذهلة . *لوبوان: إذا كان الفكر الفرويدي حقيقة فكرا سحريا، فكيف تفسرون الافتتان الذي أحدثه، خصوصا إزاء مثقفين من مستويات رفيعة؟ أليس من السهل نوعا ما الحديث عن انتساب ديني؟ ميشال أونفراي: إن تكرار كذبة عشر مرات تتحول إلى حقيقة. أقام فرويد جهازا قويا من مؤتمرات، جمعيات، انتسابات، مجلات، اختيار زملاء (مكتب سري مع توزيع أطواق للمنتخبين)، ترجمات هاجيوغرافية (إرنست جونز على سبيل المثال، الذي صنع الأسطورة)، وبفضل ذلك انتشر مذهبه على طريقة المسيحية البدائية . ينضاف إلى ذلك، أني أستغرب أنه بمستطاعكم أن تستغربوا كيف أن 'مثقفين من مستويات رفيعة' تمكنوا من الإنضمام إلى خرافات . أذكركم أن بعض المفكرين المنحدرين من 'أوساط عليا' كانوا فاشيين، نازيين، ستالينيين، ماويين، وأن الفكر السحري كان يهيمن كثيرا على أولئك الأشخاص بدلا من العقل المدرك والفطن . كما إني أعتقد أن أولئك المثقفين ذائعي الصيت هم غالبا ما يشكلون طريدة ممتازة لصالح الخرافات الأكثر هلهلة . *لوبوان: تتحدثون عن 'غنوصية' فرويدية . ماذا تقصدون بذلك ؟ ميشال أونفراي: تعتبر الفرويدية معرفة روحية (gnose)، لأنها جواب لكل شيء ثم إنها تشتغل وفق نسق مغلق: فما يصدر عنها تعمل على استعادته كمقاومة، ويدل هذا الرفض على المرض، بحيث يتم نقل الملحد على وجه السرعة إلى كرسي الاعتراف بحجة وجوب خضوعه للتحليل النفسي بهدف إزالة الصراع الأوديبي الذي تشير إليه مقاومته ... * لوبوان: لماذا كانت تعلن انتماءها، كما تؤكدون، إلى تيار الفلسفة المضادة ؟ إن المؤمنين بها [ الفرويدية ] يثمنون الحرية المطلقة التي يعثر عليها المريض بفضل التحليل النفسي ... ميشال أونفراي: الفلسفة المضادة هي تيار ينتمي إلى القرن الثامن عشر، تتعارض مع [ فلسفة ] الأنوار والموسوعية . فقد خلقت الأسطورة من فرويد فيلسوف أنوار ؛ والحال أن هذا الرجل المؤمن بالعدادة، والتخاطر، والرمزية، والذي يعلن عن تشاؤم صريح، أعاد الاعتبار لتجردية اللاوعي ضد المادية العصبية، الذي يكره الفلسفة بطريقة متكررة، والذي جعل من المرأة رجلا ناقصا مخصيا يفتقد إلى العضو الذكري، والذي أنشأ فكرا قضيبيا، إن هذا الرجل، والحالة هذه، لم يجسد الأنوار ... فأن يجد الـ'مؤمنون'، كما تعلنون عن ذلك بقوة، آلهتهم محملة بكل الفضائل فإن ذلك يبدو لي طبيعيا جدا ـ زد على ذلك فإن ما تقولونه لي يؤيدني في قراءتي ... فحينما يغادر المسيحيون كرسي الاعتراف، فإن حالتهم تكون أفضل: فهل ذلك يعتبر دليلا على وجود الله ؟ لوبوان: تتصدون للفكرة الفرويدية التي لم تكن سوى تشاؤمية تسلطية . لماذا ؟ ميشال أونفراي: قام فرويد بإهداء كتاب إلى موسوليني مع هذه الكلمات: 'إلى بنيتو موسوليني، مع التحية التقديرية لشيخ يعترف في شخص الحاكم بطلا للثقافة . فيينا، 26 أبريل 1933 '. هذا المديح اللامتوقع للدوق، تشاؤميته، مقاومته للشيوعية المؤكدة ونقده لكل تفاؤلية اجتماعية يستحق كل ذلك منا فتح الملف وعرضه للنقاش . *لوبوان: ما الذي تقترحونه على صديق يعاني من عصاب الهزيمة والذي يبحث عن مساعدة طبيب معالج ؟ ميشال أونفراي: أن يقرأ سينيكا ومواساته، مارك أورويل وأفكاره، إيبيكتيت وموجزه، أبيقور ورسالته إلى مينيسي، مونتاني وأبحاثه، ثم الشروع في البحث عن اهتداء ( كانت العبارة في أول الأمر فلسفية قبل استعادتها الدينية )يقوده إلى أن يعيش حياة فلسفية، المعلم الموضوعي لكل فلسفة قديمة قبل أن تفسد المسيحية هذا العلم النبيل . عن لوبوان (Le Point ) الفرنسية عدد ممتاز خصص لفرويد أكتوبر ـ نوفمبر 2009. Elhassan125@hotmail.com |
|
رجوع
|
|
|
|
|
|
|
انضموا الى قائمتنا البريدية |
| | |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|