... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  منتخبات

   
قصائد كريستين سڤاڤا

تاريخ النشر       04/01/2013 06:00 AM


                          ما الذي يمكن فعله لقلب جاري  

شاعرة آيسلندية مواليد العام 1985. تُعدّ من الأصوات البارزة في المشهد الشعري اليوم. لها مجموعتان شعريتان هما "مفردات رقيقة للسباب" (2007) و"معرض البرابرة" (2011). وبالإضافة إلى نشاطها الشعرية، تقوم سڤاڤا بترجمة نصوص لشعراء آخرين من الإنكليزية، الإسبانية والبرتغالية.


تحية متصفة بالاحترام

أنت، أيها الرجل البهيّ، المتّقد الذهن،
الإعجاب المنسوب إلى التبجيل
الذي لطالما شعرت به حيالك
أحاول الآن ترطيبه/ إخماده
بأن أتصوّر الأسلوب الذي تقبل به فتاتك في الصباحات
قبل أن تطلق - غير عابئ
ضرطةً
تحت الحرامات
لأنك تعرف بأنها تحبك
رغم ذكائك المفرط وطيبتك المهولة
والتفاهة التي أشعر بها حيال كل اعتبار من هذا القبيل
نحن كلانا جسدان فانيان
وبحسب هذا، تراني أسلّم عليك
دونما حقد بل وبدماثة
حينما نلتقي في طريقنا إلى بركة السباحة:
رفيقي، أيا رجلاً – فلتكن السَكينة رفيقتك
في هذا الترحال!


معرض السفاحين


كراش، بووم، أنباء تراجيدية
الحرب حاضرة في يومنا.

على جدران البئر
أظافر مكسورة
ثمة من سبقني إلى هنا.

على جدران البئر
أظافر مكسورة
في محرك الطائرة ريشات مدماة

ثمة من
هوى نحو الأرض،
سبقني.

بوينغ
هكذا تنزل مطرقة السيدة الطاعنة في السن
على رأس ضابط شرطة.

بام
هكذا تحمل المفرقعات نفسها
في السماء.

صَوْصوصو
هكذا تذهب العصافير الصغيرة
مزقزقة داخل محرك طائرة

كل هذا يموت
يموت ويموت ويموت
من دون أن يتمكن من سماع نفير البواخر يهبُّ
وسط رعود الانفجارات في السنة الجديدة.

بام
هكذا تمضي المفرقعات النارية في السماء.

كل هذا يمضي في حياته
دائساً الموتى
بابتسامة قذرة.

ثم نتظاهر
أمام النصب التذكارية نتظاهر،
في الاحتفالات السنوية
ثم دقيقة صمت
نشبك شفاهنا مقفلين إياها بتركيز تام
لكنه الصِغَر الذي في استعدادنا:
غالباً ما يهز
أقلُّ هسهسة في تنفّس تلميذ عنده زكام كبير
هذه الذبابة البلا أجنحة عند عتبة النافذة.

صَوْصوصو
هكذا يذهب رمز الحريات في المحرك.

هنا
ثمة من أصغى لصدى صراخه
بعد عودته عن الجدار
قبلاً منا.

كان يوماً
أتى وذهب ثم لم يعد بالإمكان إيجاده
في مصادر المعلومات
وافق القاضي على اللاحكم
لكنه بدا مشتتاً في الخارج وسط العاصفة الثلجية
المزارعون كاتبو المذكرات اليومية
يمشون بتثاقل
بلا أقلام
وسط الثلوج المندفعة.

وقبل أن يدركوا ذلك
يكون النهار قد تلاشى إلى ظلمة
كي يلقوا حتفهم في الخارج فوق الخضرة برفقة كمنجة على ظهرها
لكن ذكرى ما تنبثق كتمثال جليدي
صاعدة من قبر رطب.

في الأزمنة الغابرة
لم تكن قد وجدتَ بعد
والآن إنه الأمر نفسه
يحدث مرة أخرى بعد استراحة قصيرة
لكن قلبي الصغير
لا ينسكب من جرعة كأس فوق القبر
من أجل أن يبتكر معنى كبيراً
حيث لا شيء هناك عدا الصمت المطبق.

فكّرْ. ليس بكاسيتات الأرشيف في الراديو الوطني،
بل بالأفلام التي بُهتت تدريجياً، بآلات سحق الابهامات التي جذبت غبار
عظام ذكور ونسوة وخناث
بالمنارات التي تشير إلى طريق العودة
إلى المنزل
لا تفكر بكعك البيوت التقليدي
ولا بآثار السفن فوق الماء
لا بالتراث المخبأ في الزخرفات العتيقة
إنها مسالك لأفعى تحتك،
بل اسألْ
ما الذي يمكن فعله لقلب جاري الآخذ في التحلل؟

لا. فكّرْ أكثر بالبراميل المشتعلة وداخلها ملفات سرية

سيدي الشرطي! هل أضرم النار في هذه أيضاً؟
أجل، أيها الصبيّ.

بالمتاحف المدمرة بالحريق
بالمنارات المشتعلة
فكّر بالصفحات الفارغة،
بالشهوة.

متّحدين نزحف ببطء
منقسمين يصبح وجودنا مقتصَداً
لما نحن هنا
إن لم يكن كي نُشهِّر بالمقدسات الخطأ؟
(تبزغ وتضمحل)

فكر بالكأس
وما تحتويه
وكم ليكون جيداً
حين يجري السائل نحو بطنك المقهقهة
وأنت تسكبه فوق النار

 

أوقات حسنة

تلك كانت أوقات حسنة. حينذاك كنت أعمل بصورة متقطعة على الورق، ممضية مسائي بالضرب على آلة الكاتبة تغلّفها غيمة من دخان. وأثناء النهار كنت ألتقي بالفتيات. كنا نجلس في المقاهي لساعات، غالباً في مقهى سِلِكْتْ الباريسي، حيث كان يعرّفنا النادل، فنشرب القهوة ونتناول فواتح الشهية. واحدة منا تقرأ بعض السطور من قصيدة جديدة أو من مقال في الفلسفة، وأحياناً نكتفي بتصفح كل هذا بين الأوراق. كثيراً تكلمنا، كثيراً ضحكنا، وتجوّلنا أيضاً في الشوارع مندفعين بلوثة نبوغنا. هناك كنا، سيمون، وأنا سڤاڤا، غرترود، إمّا وروزا والأخريات. أما فكتوريا فكانت لتنضم إلى الزمرة لولا ضربها اكتئاب شديد مصاحباً دوماً ملكة نبوغها. كنا تماماً فتيات معوزات وجدن في كل الأوقات طريقة لشق سبيلهن معاً للحصول على فواتح الشهية إضافة إلى آخر أعمال شاعر ما نختاره لجعله مادة للسخرية في لحظة معينة. معظمنا، انتهى أمرهن بأن تزوّجن، كما يحصل عادة، أما الحياة الأليفة والدافئة فظلت فاتنة، لكن إلى حد معين – غير ذلك، فقد واظبنا على الالتقاء، ودائماً في أماسي أيام الخميس، فنحتسي الكحول معاً ونذهب من بعدها إلى بيوت الدعارة، حيث نناقش مسائل مختلفة مع أكثر عاهرات باريس حدّة قبل أن نمضي برفقتهن إلى الغرف الخلفية.


في المجتمع

أقفلوا الطريق خشية انهيار ثلجي. وأقفلنا الطريق بدورنا. وها نحن نسير على الطريق ولا يمكننا اجتيازها إلى أبعد لأنهم أقفلوا الطريق. ولقد قمنا بإقفال الطريق بدورنا ولم يعد بمقدورنا أن نتابع.

هم يسنون قوانين لحمايتنا. ونحن بدورنا نسنّ قوانين من أجل حمايتنا. ويسنون قوانين لحماية أنفسهم. ونسن قوانين لحمايتهم هم. نسن قوانين كي نحول دون أن نضطرب أمام سؤال من قبيل إذا ما كان بناء كل ذلك قد كلف الكثير.

يراقبوننا. ونراقب أنفسنا بدورنا. ويراقبوننا نحن، كي لا نقوم بارتكاب فعل ما قد يلحق الأذى بنا. وهم يراقبوننا كي لا نقوم بارتكاب فعل ما قد يلحق الأذى بهم. ونراقب أنفسنا كي لا نقوم بارتكاب فعل ما قد يلحق الأذى بنا نحن.

ويغلقون الحدود. ونغلق الحدود بدورنا. ويغلقون الحدود درءاً لأي خطر قد يتهددنا. ونغلق الحدود فلا يتهددهم أي خطر ما. وإذا ما أغلقنا الحدود تماماً فلا يمكن أن يتهددنا أي خطر ولا يمكن أن يتهددهم هم أيضاً أي من الأخطار.

ترجمها عن الانكليزية مازن معروف


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%





 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni