1
ولك ايضا ان تتخيلي
خطواتي على الثلوج البعيدة
جارا خلفي كل ذلك التعب
وكل تلك السنوات الثقيلة
بما فيها
شجرة التسعيينات المثمرة
التي علقنا عليها قبلاتنا المبعثرة
قبلة خلف مبردة الهواء في الكلية
وقبلة سريعة في ركن مظلم في الوزيرية
وقبلة في مبنى الجريدة
قبلات لا تحصى
اخذتها معي
في رحلة الحياة
وسط عواصف ثلجية وامطار ليست رحيمة
واحيانا تحت شمس الله
ووحشة الساعة الحادية عشرة صباحا
بامكانك ان تتخيلي حياة اكثر ندرة
واكثر غرابة
بامكانك ذلك، مادمت مرمية وراء المحيطات كتمثال لقصة حب قديمة
2
ثم يجب ان تتذكري
كل شيء، كل شيء
مثلا جسر القطارات في الباب المعظم
ومثلا مدخل الجريدة في الشتاء
وكذلك ملامحي عندما اقول لك خذي الامور ببساطة،
انا اتذكر كل ذلك،
حتى عندما تضحكين بصوت عال قرب اكاديمية الفنون، انا اتذكر صديقنا الرسام، وصديقتك ذات العينين الخضراويين
والان عرفت لماذا كنت تطلبين لقائي في السابعة والنصف صباحا
كنت تستمتعين بدخاني ونعاسي
ربما، ربما
ولكنك لم تمنحيني فرصة ان اقبلك
في الثامنة مثلا، او العاشرة صباحا
لم اسألك حينها لماذا
وهكذا بقيت هناك اسرار كثيرة
لم افهمها،
ومن بينها ما فائدة سكة القطار في الباب المعظم،
عندما لا تكون هناك قطارات تروح وتجيء
أو
عندما
لا يكون هناك -باب معظم - في الاصل،
3
لا، ليس كذلك
استطيع ان ارسمك الان
في المكان نفسه
او في شارع الرشيد عندما
كان رذاذ المطر يلامس ضحكتك
وكذلك وانت تسألين صديقا عني
او انك تعودين من جهة ساحة الميدان
وبيدك مظلة
وكان حذاؤك طويلا نوع ما
او انك ببنطال اصفر في ساحة الاندلس
تشترين جريدة قديمة
استطيع ان ارسمك
وانت تدخلين مع شقيقتك الصغرى بناية الاقسام الداخلية
وها انا اقف في الجانب الاخر من الشارع وانت تعبرين
وانا ارسمك ايضا
بينما السيارات لا تتوقف
السيارات السريعة
لا تتوقف عندما ارسمك وانت تعبرين الشارع من جهة التمثال
يا لكآبتي حين لم اعد قادرا على رسمك
في ذلك المساء الحزين، عندما خرجنا من مبنى الجريدة وليس لدينا مايكفي لوجبة العشاء،
او في مساء كئيب اخر
عندما مشينا لمحطة الحافلات الحكومية
وكالعادة ، انت لجهة الكرخ،
وانا
للرصافة.
4
يجب ان اموت انا،
في مقبرة الانكليز
بينما تمثالك في كلية اللغات
و كتاب قصائدي
وبطبعته الاخيرة الملونة
يباع في الاكشاك الصغيرة
5
قلت لك ساسافر
واتذكر انك كنت تقولين
- ارجوك لا تتأخر
لكني تأخرت،
وها انا اتأخر منذ عام 1997 |