أرتكب السيد نوري المالكي رئيس وزراء العراقي خطأ كبيراً حينما قام بزيارة طهران في يوم 8-8 وهو ذكرى أنتهاء الحرب العراقية الإيرانية التي راح ضحيتها حوالي 2000000 شاب من كلا البلدين الجارين !!!
طبعاً لكي لا تذهب تأويلات القرٌاء بعيداً عن مقاصد صاحب المقال أقول بأنني لست ضد الدخول في علاقات إستراتيجية وودية مع أيران أو أي دولة أخرى تلتقي مصالحها مع مصالح العراق سواء كانت في الوقت الحاضر أو في المستقبل..ولكن يجب أن تكون هنالك معايير ثابتة للتعامل مع هذه الدولة أو غيرها تتمثل في مصلحة العراق العليا بمجموعه وبكافة مكوناته وأطيافه المختلفة.
وأما ما حصل اليوم والخطأ الكبير الذي أرتكبه سيادة رئيس وزراء العراق نوري المالكي فهو قيامه بهذه الزيارة وفي هذا اليوم بالذات, أذ في هذا التاريخ _وكما يعرف جميع العراقيين_ قد ألقت الحرب العراقية الإيرانية أوزارها وتوقفت بعد ثمان أعوام من المعارك الطاحنة التي راح ضحيتها آلاف الشباب من كلا البلدين , وهو يوم فرح وحزن بالنسبة للشعب العراقي والإيراني على حد سواء _ ولا شأن لي برأي السياسيين _ أذ أن أنتهاء الحرب في منظور كلا الشعبين يعني أنتهاء قوافل الموت والعذاب والقبور ...وأنا بهذا أرفض زعم البعض من كلا البلدين على أنه قد أنتصر في حربه المزعومة!!!
قل لي بربكم أي انتصار هذا ؟ وماذا جنينا نحن والإيرانيون من وراء هذه الحرب المدمرة ؟ الم يسمع هؤلاء المتقاتلون بآلاف الضحايا والأرامل والأيتام والثواكل التي زرعتها الحرب في كلا البلدين!!!
ومن هذا المنطلق كان على السيد المالكي أن لا يذهب إلى إيران في هذا اليوم الذي انتهت فيه الحرب لأن هذا اليوم وان كان يوم فرح إلا انه في نفس الوقت يوم حزن كما أشرت أعلاه أذ في هذا اليوم تساءل الكثير من العراقيين :
لماذا فقدنا كل هؤلاء الشباب ومن أجل من كان كل هذا, وهاهي الحرب تنتهي بلا نتيجة ؟
كان على السيد المالكي أن يفكر ألف مرة قبل أن يرتكب هكذا خطأ , إذا كان من الممكن أن يذهب قبل هذا اليوم أو بعده لكن أن يذهب في هذا اليوم فهذا مالا أقبله أنا شخصياً_ كما لم يقبله غيري _وأرفضه تماماً خصوصاً أذا مالم يكن هنالك شيء يجبر السيد المالكي على الذهاب إلى أيران في هذا التوقيت الخاطئ تماماً اللهم إلا أذا أجبر البعض السيد نوري المالكي على الذهاب في مثل هذا اليوم وهذا ما أستبعده_ في ضوء معلوماتي _عن شخصية مثل السيد المالكي !!!.
ولكي أكون موضوعياً أكثر يمكنني أن أقول بأن البعض ممن يدافع عن سفر المالكي في هذا التاريخ يقول أن ألأخير أرد بذلك أن يعطي انطباعاً لأيران بان كلا البلدين إزاء عهد جديد سوف يتسم بالصداقة والتعاون والتنسيق المشترك في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية وغيرها وعلينا أن ننسى الحرب ومادار بيننا من مآسي ومن حمامات دم...ولكن هذه الحجة تسقط متهاوية أذا كان أمام هذا الإرضاء والرسالة سيكون هنالك أمتعاض وأهانة وجرح لمشاعر عشرات الألوف من العراقيين الذين ذهب أولادهم وأزواجهم وإخوانهم ضحايا وقود هذه الحرب العبثية .
ليتني أعرف الم ينصح أحد من مستشاري السيد المالكي الأخير بتأجيل زيارته في هذا اليوم ليكون ناصح أمين ومستشار صادق يٌبعد عنه الشبهات والغيبة ليكون مصداقاً لحديث الرسول الأعظم صلى الله عليه واله حينما قال " رحم الله أمرئ جب الغيبة عن نفسه "!!!
مهند حبيب السماوي
Muhaned.habeeb@yahoo.com |