منديل ورقي
هذي الورقة أحتاجُ إليها أحملها دوماً في جيبي أتفقدها احياناً كي أتأكدَ منها أفما زالت لابثة ً في موضعها ؟ فأنا أحتاجُ إليها في الثلج ِ وفي الريح ِ - أنا أبكي أدمعُ في البرد ِ ونظاراتي تحتاجُ اليها حين يحاصرني في الأشتاءِ ضبابٌ يفقدني القدرة كي أتأكدَ مني . . . أفما زلتُ كهاشم ؟ الصدفة إستأمنتُ النومَ بأشرعة ٍ تتخافقُ في ليل ٍ يترقرقُ ، يحملني مثل محارات ٍ فارغة ٍ مثل الأصداف المثقوبة ِ بالضوء ِ ، لذا في الليل ِ أرفرفُ مرتحلاً ليس كأنسيّ ٍ بل كمحار أفرغه ُ النوءُ كأصداف ٍ حتَّ النورُ جوانبها لا أعرفُ أين سأرفأ ُ ؟ في أيّ ِ مرافئ سأكونُ وأيّ فنار ٍ سيكون الهادي ؟ ماذا أنتظرُ هنالكَ ؟ أيّة ُ أسواق سأرى أيّة ُ أرصفة ستحار بشكلي المتنقل ِ في طائرة الأمواج كغواص ظلّ طويلاً، منسيّاً في قاع بحريّ ٍ والآنَ يسافرُ في أشرعة ٍ دون خرائطَ وبلا بوصلة ٍ في ليل ٍ يترقرقُ فيلفّ ُ شراع المركب ِ كالشال ِ عليه ويرحلْ . . . 6 - 3 - 2008 دعسوقة
في الريف ِ شبابيكي من أعشاب ٍ وجذور ٍ في الفجر تدق الشباك عليّ دعاسيقُ فأفتح جذراً كي تدخلَ أزياء خضراءُ تغطي أجساداً شفافة أسطيعُ أرى من خلف الجلد شرايينَ الدعسوق جهاز تناسله المتكوّن من أوراق ٍ والبلعومَ الممتلئ طحالبَ وأسطيعُ أرى مستقبله إذ ْ يتضفدعُ أسطيعُ أرى مسكنه ونقيق الآتي المدفون بزهرة توليبْ حين يؤلفه آناء الليل ِ وحين يموسقه بأناة ٍ داخل ساقية ٍ وشآبيبْ . سُترة سُترتي في الطفولة ِ كانت مثقّبة ً ، لا فلوسَ لديّ لكي ينزلَ الفلسُ منها ولكنها في الحقيقة ِ كانت منازلَ للطير ِ - بيتاً لبرد الشتاءات ِ - مأوىً لحبّات ِ ذاك المطرْ لذلكَ حين شببتُ إرتديتُ ملابسَ ضدّ الرياح ِ ملابسَ من نيكل ٍ وملابسَ من حجرْ وخطتُ ملابسَ من خشب الشجرات القديمة ِ كالحوْر والدلب ِ ثمّ مشيتُ بها باتجاه المياه لأنّ الصنيعَ مكين ٌ يساعدني في الحياةْ ظللتُ أرتدي سترتي طيلة الوقت خضتُ حروباً ثلاثاً بها وعبرتُ الموانعَ والساتر المتعالي ولكنني لم أمتْ مات دوني الطغاة ْ . 14 - 10 - 2007 بنطلون
بنطلوني القديمُ تمزّقَ في الريح ِ ، ذا البردُ فتّقَ بعض جوانبه ِ في الشتاءات ِ حتى أصيبَ بجرح ٍ بليغ ٍ فأودى ببعض الخيوط وأخرى أصيبَ بحرب ٍ مدمّرة ٍ نزفَ البنطلونُ جميع القماش الذي كان فيه حتى تخليتُ عنه لألبسَ في الحرب رملاً تراباً وما تترك الشجراتُ من القشّ والورق المستطيرْ . 7-4-2007 صارية
فتىً كنتُ أحلمُ بالصاريات ِ ملونة ً أو ملوّحة ً بالشموس ، وذات مساء ٍ وجدتُ خيوطاً لصاريةٍ أهملتْ في الشواطئ ثمّ على سطح ِ خيط ٍ رحلتُ يجرجرني في الموانئ . . هل كنتُ قرصانَ تلك الطفولة ِ أركبُ خيطاً وأبحرُ فيه ، أقرصنُ ما شئتُ من صدف ٍ ومحار ٍ وموج ٍ سمين ٍ أقرصنُ حتى الحصى والرمالَ بخيطي المسافر نحو المجاهل . . . ذات ضحىً في البعيد تقرصنتُ حقاً بسهم كيوبيد منطلقاً كان من كفّ حورية ٍ بزغتْ في السواحل من شِقّ صخر رهيفْ .
ناقوس
ناقوس ٌ في الحيّ يدقّ هنا بكنيسة كاثوليك فيوقظ أوردتي لتدور بدورتها اليومية يوقظ ناساً هلكى تطحنها الأشغال بناقوس الوقت لهذا الريحُ تدقّ على العظم ِ يدقّ الجوعُ على الجلد ِ يدقّ الشرّ الأسودُ ويحدّقُ في ساعته اليدوية كي يحصدَ قتلاه هنا في زاوية من نور . 9 - 10 - 2007 كرة
ولداناً كنّا في حيّ أكديّ ٍ من تلّ محمدْ نلعبُ بالأنجم فوق الأسطح ِ نلعبُ بالأقمار المنثورة في الساحة ، لا شيءَ يصدّ ُ دوافعنا ، نصنعُ من خرق ٍ كرة ً من رمل ٍ كرة ً من طين ٍ نهريّ ٍ كرة ً . . . حين كبرنا صار حميدُ الهدّافَ الأولَ في منتخب ٍ وطنيّ ٍ وأنا كنتُ أعلقُ صورة َ بيليه على قلبي اليوم َ . . . إحتلّ الملعبَ هدافو الجسد البشريّ ومن يلعبُ بالدمْ إحتلّ الروحَ غزاة ٌ وبرابرة ٌ يرتكضون هنا وسط حقول القتل ِ فيزدرعون الرعبَ ويبتذرون الهمْ الكرة ُ الآنَ مع القتلة ! 17 - 10 -2007
|