أربيل: شيرزاد شيخاني عن دار «المدى للثقافة والنشر» صدرت الطبعة الأولى من «الموسوعة الصحفية الكردية في العراق تاريخها وتطورها» للدكتور فائق بطي بـ884 صفحة من الحجم المتوسط.
يقول المؤلف في المقدمة: «إن للصحافة الكردية، تاريخ هام ومكمل لتاريخ الصحافة في العراق، وسجل حافل، فاعل، تفاعل بموضوعية وجرأة وصدقية مع مجمل الأحداث التي مرت بالعراق الحديث، ولعب صحافيوها الرواد دورا بارزا في تعميق أواصر الأخوة العربية الكردية، وعبرت بشفافية عن تطلعات شعب العراق عموما، والشعب الكردي على وجه الخصوص».
ويقسم المؤلف تاريخ الصحافة الكردية إلى عدة مراحل ابتداء من مرحلة الولادة في القاهرة عام 1898 بصدور أول جريدة كردية بعنوان (كردستان)، والمرحلة الثانية «التي كان طابعها صحافة رأي حاولت إلى جانب الاحتفاظ بالهوية القومية، نشر الدعاية لشعارات وطنية فرضتها وقائع الكفاح المشترك للشعبين العربي والكردي في العراق ضد الاستعمار البريطاني والأنظمة الإقطاعية والرجعية المتعاقبة على حكم العراق، حتى مطلع الخمسينات، ونجحت في إلهاب مشاعر الشعب الكردي وباتت تعرف بكونها صحافة داعية لمبادئ وحقوق هذا الشعب».
ويشير الباحث إلى نشوء صحافة الجبل خلال فترة الستينات ثم إبان فترة الكفاح المسلح 1977 - 1991 «والتي كانت تلعب دور المنظم بين قوى الثورة المسلحة والمواطنين في قرى ومدن كرستان من جهة، ومواقع وفصائل البيشمركة وقياداتها الموزعة في الجبال وفي خارج العراق من جهة أخرى».
ويذكر بطي أن «الصحافة الكردية عاشت عصرها الذهبي بعد انتفاضة آذار 1991، فقد صدرت خلال السنة الأولى بعد الانتفاضة، ما يقرب من 22 جريدة ومجلة، وبحسب إحصائية صدرت عن نقابة الصحافيين تشير إلى أنه خلال الفترة من 1992 إلى 2010 صدرت 400 جريدة ومجلة في كردستان جرى قيد اعتمادها في نقابة صحافيي كردستان. ولم تشهد الصحافة العراقية عموما خلال عشرات السنين منذ ولادتها، هذا الكم الهائل من مطبوعات منوعة (صحف ومجلات ونشرات) التي صدرت في كردستان العراق، قياسا إلى 15 محافظة أخرى في العراق.
يكرس الباحث الفصل الأول لبدايات نشوء الصحافة الكردية. ويقدم موجزا لعرض تاريخي لأصل الأكراد وتعدادهم ومساحات منطقتهم، ثم يتحدث عن تاريخ نشوء الحركة القومية الكردية التي ترتبط بها حركة نشوء الصحافة الكردية والتي يشير الباحث إلى أنها نشأت بصدور أول جريدة كردية في 22 أبريل (نيسان) عام 1898 بمدينة القاهرة.
ويفرد جزءا كبيرا من هذا الفصل للحديث عن صحيفة «كردستان» وهي أول جريدة كردية تصدر في تاريخ الصحافة الكردية، ثم يتحدث عن بقية الصحف التي توالت على الصدور في العراق منها «روز كرد» (يوم الكرد) الصادر في 19 يونيو (حزيران) 1913، و«بانكي كورد» (نداء الكرد) مجلة نصف شهرية صدرت في بغداد في 26 ديسمبر (كانون الأول) 1913 ثم جريدة «تيكة يشتني راستي» الصادرة عام 1918 وجريدة «بيشكة وتن» (التقدم) في 2 أبريل 1920، ثم يعدد الصحف والمجلات الكردية التي صدرت إلى منتصف الأربعينات من القرن الماضي والتي اعتبر الفترة السابقة لها بدايات تأسيس الصحافة الكردية.
وفي الفصل الثاني يتطرق الباحث إلى الفترة من 1948 إلى 1991 معتبرا إياها مرحلة تطور الصحافة الكردية، ويدرج المئات من الصحف والمجلات التي صدرت في تلك الفترة، والتي تعد مرحلة تطور الحركة الصحافية في عموم أرجاء كردستان وكذلك الصحف الصادرة في بغداد بتلك الفترة.
وخصص الباحث الفصل الثالث من موسوعته للحديث عن صحافة المنظمات والجمعيات والمؤسسات معتبرا هذه الصحافة جزءا مكملا لمسيرة الصحافة الكردية، مع إشارته إلى أنه «غالبا ما يكون مستوى الإصدارات لتلك المؤسسات من الناحيتين: محتوى المادة، والإخراج الفني لها، ضعيفا، بسبب شحة المتطلبات الضرورية لعملية التحرير والطباعة، وانعدام أو قلة الكادر المتخصص (الصحافي)، وعدم دراية المنتسبين إلى تلك الدوائر بالعمل الصحافي أو الكتابة».
ويذكر بطي عددا كبيرا من الصحف النسوية والطلابية والعمالية والفلاحية وغيرها من التي كانت تصدرها المنظمات الحكومية ومؤسساتها. ففي الفصل الرابع يتحدث عن صحافة الأحزاب السياسية في كردستان يبدأها بصحافة الحزب الديمقراطي الكردستاني ثم الحزب الشيوعي العراقي ثم الاتحاد الوطني الكردستاني، ويعدد صحف بقية الأحزاب والمنظمات السياسية الكردية التي بدأت منذ أربعينات القرن الماضي إلى التاريخ الحديث للصحافة الكردية بظهور صحف يومية في إقليم كردستان.
ويفرد الباحث جزءا من هذا الفصل لنشوء صحافة الجبل، إذ صدرت مطبوعات متعددة في جبال كردستان أثناء سنوات النضال الكردي بثوراتها المتتالية، والتي تشكل بدورها جزءا من تاريخ الصحافة الكردية. وكان هذا الجانب من تاريخ الصحافة الكردية مخفيا إلى حد ما عن المهتمين بتاريخ وأرشفة الصحافة الكردية.
الفصل الخامس من الموسوعة الصحافية الكردية، كرسه المؤلف للصحافة الكردية الصادرة في المنافي للفترة من 1975 - 2005 ويتحدث عن الصحف الصادرة في الخارج ومعظمها صدرت حسب الباحث في بريطانيا والسويد، فيما توزعت بقية الصحف والمجلات على عواصم العالم المختلفة التي وجدت فيها الجاليات الكردية.
وفي الفصل السادس، تناول الصحافة الكردية في ظل الانتفاضة للفترة 1991 - 2003 يتحدث في جزء من هذا الفصل عن الصحافة الكردية التي كان النظام السابق يصدرها في بغداد مثل جريدة «هاوكاري» (التضامن) ومجلة «الحكم الذاتي» ومجلة «روشنبيري نوي» ومجلة «بيان» وغيرها، والتي بحسب الباحث «حاول النظام من خلالها الإيحاء بأنه يعترف بحقوق الشعب الكردي، إلا أن الأيام الصعبة كشفت بالوقائع والأحداث المؤلمة ما ألم بمئات الألوف من أبناء هذا الشعب»، ثم يكرس الجزء المتبقي من هذا الفصل للحديث عن الصحافة في إقليم كردستان المحرر، وظهور بوادر الصحافة الأهلية والمستقلة في العراق وكردستان.
ويفرد الباحث الفصل السابع من موسوعته للحديث عن الصحافة الكردية بعد سقوط الديكتاتورية، وهي الفترة التي شهدت فيها الصحافة الكردية أوج ازدهارها بفضل الحريات الإعلامية المتاحة في الإقليم وصدور المئات من الصحف والمجلات الأهلية والمستقلة.
وكرس الباحث الفصل الثامن والأخير للحديث عن رواد الصحافة الكردية بدأها بتوفيق آغا «بيرة ميرد» ثم حسين حزني موكرياني، ومصطفى باشا الياملكي، وحسين ناظم، وصالح زكي صاحيبقران، وعلي كمال بابير، ورفيق حلمي، وخلف شوقي الداودي، وكيو موكرياني، والشاعر عبد الله كوران، وعلاء الدين السجادي، وإبراهيم أحمد، وشاكر فتاح.
ثم كرس جزءا من هذا الفصل للصحافيين الأوائل، منهم: فاتح الملا عبد الكريم المدرس، وجرجيس فتح الله، وشبركو بيكس، وعز الدين مصطفى رسول، وأحمد السيد علي البرزنجي، ومحمد نوري توفيق، ومحمد ملا كريم، ومحمد توفيق وردي، وفلك الدين كاكائي. وختم الفصل بالحديث عن شهداء الصحافة الكردية منهم معروف البرزنجي وأنور المائي ونافع يونس وصالح اليوسفي ودارا توفيق. |