في ظل هيمنة الدين على الشارع العراقي في كافة مجالاته السياسية والثقافية والأجتماعية بل والامنية والاقتصاديةيتداولالصفوة من العراقيين تململا ظاهرا من الاحزاب الدينية والقومية وغياب الصوت الليبرالي او العلماني كما تسميه اغلبية المتململين ودائما ما تسمع عن اياد علاوي على انه الممثل المفضل لطموحات هولاء في الاصلاح .

والمشكلة في ان الدكتور علاوي وجد نفسه في قائمةواحدةمع اشخاص لا يشعر هو او هم بأدنى توافقولقد ظهر هذا الأختلاف جليا عندما أنسحب الدكتور مهدي الحافظ من هذا التجمع الذي يلغي مسميات كبيرة وكيانات عريقة كالحزب الشيوعي العراقي والحركة الأشتراكية العربية وبقايا بعثيي ماقبل أنقلاب صدام ليلة 16 تموز 1979ويحصرها في القائمة التي تتبع اياد علاوي شخصيا .

قد يشعر الدكتور علاوي نفسهبأنسجام في العمل مع فلح النقيب او راسم العوادي او عدنان الجنابي ولكنه بكل تأكيد يصعب عليه تقبل شخص مثل القاضي وائل عبد اللطيف الرافض للعداء اللامبرر من العراقية لقائمة الائتلاف العراقي بسبب او بدونه والدكتور علاوي بكل تأكيد لا يرتاح كبعثي سابق وليبرالي حالي الى ماركسي شيوعي كحميد موسى او مفيد الجزائري يرفضان اقتصاد السوق الحر الذي ينادي به الليبراليون اليمينيون والدكتور علاوي كرجل علماني قوي جدا بكل تأكيد يستغرب وجود عمامتان من اللون الاسود يلبسهما ليبرالي يطالب بترك رجال الدين للسياسة كالسيد اياد جمال الدين او سادن الروضة العلوية الشريفة رضوان الكليدار الذي لم يستطع ترتيب زيارة هادئة للدكتور علاوي لمرقد أمام المسلمين علي بن ابي طالب وعمامة بيضاء بصرية كالشيخ خير اللهالبصري عضو القائمة عن البصرة

قد يكون هولاء السادة معذورون في انضوائهم تحت قيادة الدكتور علاوي كرئيس وزراء سابق له علاقات مخابراتية واسعة مع مخابرات المنطقة ومع الدولة المحتلة ولكن باقي الليبراليون العراقيون او العلمانيون هل هم معذورون في الانزواء سياسيا بسبب غيابهم عن البرلمان؟؟

هل اصبح الدكتور اياد علاوي الليبرالي الوحيد الذي يطالب به رافضو الاحزاب الدينية الحالية؟؟هل يستطيع الرجل الذي يسكن عمان المحروسة أن يعيد الامن الى أزقة الفضل والعدل والعامرية والعامل؟؟؟؟هل يستطيع الرجل وهو البعيد عن اسواق العراق الداخلية ان يقفز بالعراق القابع تحت سيطرة أقتصاد موجه بقدرة قادر كما يحاول الامريكان منذ اربعة سنوات الى أقتصاد حر مدمر لطبقات الشعب كافة؟؟؟

هل غادر الليبراليون العراقيون الشارع العراقي ليعجزوا عن طرح شخصية ليبرالية مقبولة شعبيا لقيادتهم؟؟ لقد نسف الدكتور اياد علاوي بأصطفافه مع جبهة طائفية كجبهة التوافق ضد التحالف الحاكم والمكون من اغلبية برلمانية طائفية شيعية وقومية كردية كل خطوط الرجعة للشارع العراقي داخل العراق تحديدا فالناس الذين تستهويهم هكذا طروحات لا يعيشون داخل العراق ولا يعانون من ممارسات طائفية متبادلة بين الاطراف ولا أعتقد ان الرجل بعد اليوم يستطيع ان يواجه القوم على انه ليبرالي معتدل بهذا الاصطفاف اللامبرر مع احد الفريقين الطائفيين المتخاصمين

لقد خرج اياد علاوي من صف الاعتدال فمتى يجد المعتدلون قائدا يقودهم الى الشارع العراقي ؟؟

dhaferalmokhtar@hotmail.com