|
|
صدور كتاب الدكتور ضرغام الدباغ: تطور نظريات الحكم والسياسة العربية- العصر القديم |
|
|
|
|
تاريخ النشر
14/04/2011 06:00 AM
|
|
|
يعدّ كتاب "تطور نظريات الحكم والسياسة العربية: العصر القديم" للكاتب والاكاديمي العراقي د. ضرغام الدباغ عملا بحثيا هو الأول من نوعه في تطور نظريات الحكم والسياسة العربية في العصر القديم، ومن الواضح أنه جزء أول من عمل أوسع. وتعود فصول الكتاب الى حيث بدأ الإنسان يشيد أولى المدن في بلاد ما بين النهرين، ومن ثم في منطقة شرقي الفرات إلى ساحل بحر آمور العظيم، وحضارة وادي النيل وملوك الفراعنة. ويتناول امتزاج الحضارات، فيستعرض قيام دول البتراء، وتدمر، الحضر، والغساسنة، والمناذرة. كما انه يغطي نشأة وتطور الدولة المعينية، ودولة قتبان، ودولة أوسان، ودولة حضرموت، ودولة حمير، ودولة سبأ، ويعود الى وسط شبه الجزيرة، ليتناول ظهور إمارة كندة، ونشأة وتطور اول نظام سياسي واجتماعي في مكة. ويقول المؤلف في كتباه الصادر عن دار "اي كتب" للنشر: "ليس بالضرورة أن تتماثل التجارب الإنسانية لنقول بالتالي أن هناك فكراً سياسياً عربياً، فالمرتكزات الأساسية للفكر السياسي تمتلك تراكماً تاريخياً، وقد خلقته تيارات وعواصف الممارسة الفعلية عبر تجارب ثرية ليس للأمة العربية فحسب، بل للإنسانية جمعاء، أن هذا الفكر هو نتاج تجربة جماعية فريدة من نوعها ساهمت فيها عقول مفكري الأمة كما ساهم فيها المهندسون والعلماء من جميع الاختصاصات، والمهمة الملقاة على عاتق علماء العلوم السياسية العرب المعاصرين، هو أبراز تلك الحقائق التاريخية، وعدم الاستهانة بأي منها ووضعها في مكانها اللائق". ويضيف المؤلف: فكما كانت شريعة حمورابي ومنجزات سنحاريب العمرانية الهندسية أو الدبلوماسية والعسكرية الباهرة، وكذلك دبلوماسية الأشوريين والبابليين والكلدانيين، كذلك كانت رائعة تجربة تدمر السياسية والأنباط وسبأ، مثلت وثيقة يثرب التي وضع فيها الرسول(ص) أولى قواعد العمل السياسي الداخلي في التاريخ، ثم كل ما جاء به الإسلام من منجزات سياسية مهمة أثرت في الفكر السياسي العربي الإسلامي، وروعة الأعمال السياسية / الاجتماعية لأبن خلدون، وأبي حامد الغزالي، وابن رشد وتقي الدين ابن تيمية وغيرهم". ويصدر المؤلف عن منطلق يقول: لقد أسس العرب والمسلمين دولة وإدارات وقضاء وجيوش، واليوم يدرك الكثير منا، رجال دولة، وسياسة وفكر، أو رجال إدارة وقضاء وقادة عسكريون، أن إدارة دولة بكل علاقاتها الداخلية والخارجية أمر بالغ التعقيد تكتنفه صعوبات جمة، فكيف إذا كانت هذه إمبراطورية عملاقة مترامية الأطراف؟ كيف استطاع رجال الإدارة العرب من تنظيم الضرائب وجبايتها وتنسيق سائر الشؤون الإدارية من جباية الأموال وتقسيمها وشؤون الأرض والممتلكات، وكانت الدولة الإسلامية قد ورثت نظماً إدارية ومالية مختلفة (بيزنطية ورومية وفارسية وساسانية) متناقضة في بعض الأحيان، وكيف تمكنوا من تأسيس سلطة قضائية دقيقة الأداء شهد بدقتها وعدالتها حتى خصومهم، وبرز من صفوفهم قادة عسكريون عظام يعترف الفكر العسكري العالمي حتى اليوم بنبوغهم وبعبقرية خططهم، وإدارة كل تلك الفعاليات بتوقيت سليم وفكر ثاقب صاف، وبقرار سياسي حاسم حازم. ويقول المؤلف: يُبسّط بعض الكُتّاب بغير موضوعية الإجابة على هذا السؤال إلى درجة السذاجة، بأن العرب المسلمون قد تعلموا كل ذلك من الفرس والروم. بيد أن سؤالاً منطقياً يطرح نفسه، ترى أبهذه السرعة تعلموا كل ذلك وتفوقوا عليهم؟ ولربما أن سؤالاً مهماً آخر يطرح نفسه، إذا كان العرب قد تعلموا كل ذلك من الروم والفرس، فلماذا لم تسعف هؤلاء تلك العلوم في حماية دولهم؟ ثم هل يكفي أن يتعلم فرد، أو دولة كل تلك العلوم في غضون سنوات معدودة وتكتسح المنطقة متفوقة بما لا يقبل أي شك وتفسير أو تأويل؟ انه حقاً سؤال مهم، وهذا الكتاب هو محاولة متواضعة للإجابة على هذا السؤال الكبير، أو على جزء منه. إن المنهج الذي جاء به الإسلام يمثل دون شك ينبوعاً رئيسياً، ولكن ذلك لم يكن كل شيء، فقد دلتنا دروس التاريخ، أن المنجزات العظيمة لا يمكن أن تكون أحادية الجانب، بل أنها حصيلة تظافر عوامل عديدة صبت في مجرى واحد، ولا بد أن ذلك المجرى كان تاريخياً، أي منسجماً مع الحصيلة والتراكم التاريخي كمستحقات. وتورد مقدمة الكتاب القول: إن الأسلوب القيادي والنموذج والمثال الذي طرحته شخصية الرسول (ص) كمثال لصحابته، كان مهماً، ولكنه يمثل رافداً مهماً من روافد ذلك النهر العظيم فحسب، لا سيما أن الفترة التي أصبح فيها الرسول زعيماً سياسياً وقائداً للدولة كانت قصيرة جداً. كما أن الصحابة أنفسهم كانوا دون شك على ذلك المستوى من الرجال التاريخيين، والخلفاء الراشدين منه بصفة خاصة، أبو بكر الصديق الذي تصدى لأكبر فتنة وخطر واجهه الإسلام طوال تاريخه القديم وربما الحديث، ونعني بذلك الردة. الصديق بما عرف عنه من لين ورفق، تصدى بتلك البسالة والحزم للردة عسكرياً وسياسياً وأيديولوجياً، حتى عزم على محاربة الممتنعين عن دفع الزكاة. وأسست خلافة عمر بن الخطاب، مدرسة إدارية وعسكرية وسياسية وفن إدارة الدولة، أدار فيها تلك التحركات الهائلة للفيالق والجيوش والإدارات بكفاءة منقطعة النظير، وعثمان بن عفان وعلى بن أبي طالب ولكل منهم مآثره وإسهامه في بناء وتكوين الدولة، وكانوا بعفتهم ونزاهتهم واستقامتهم وعدالتهم يضربون الأمثلة الساطعة على ما ينبغي أن يكون عليه رجل الدولة من مزايا وصفات. وكل تلك العوامل مهمة بلا شك، وبعضها رئيسي، ولكن هناك أمر آخر مهم وأساسي بتقديرنا لا ينبغي أن نغفله في زحمة الأحداث الكبيرة والشخصيات التاريخية، وهو وجود تراكم كمي ونوعي في خبرة العمل السياسي تبدأ أسسها الأولى من الخبرة في قيادة القبائل، تحالفاتها وفعالياتها السياسية والاقتصادية، وحروبها، بالإضافة إلى عامل جوهري آخر، هو الاستعداد الروحي والخلقي، بالإضافة إلى ذكاء الأفراد في تقبل واستيعاب تجارب الأمة نفسها، وتجارب أمم أخرى، بل وأيضاً استنباط مناهج جديدة يكون جامعاً لصفات وملامح وأصالة المجتمع القديم وملامح وإيجابيات مناهج وتجارب أمم أخرى وأدراك مستلزمات المرحلة المقبلة، فتلكم هي صفات الأمم المنتجة للحضارات الكبيرة. |
|
رجوع
|
|
|
|
|
|
|
انضموا الى قائمتنا البريدية |
| | |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|