مدينتي الوديعة الحالمة التي تغفو على ضفاف نهر الغراف الخالد وضفائرها الخضراء المخضبة بأريج الطلع الجنوبي , تمتد بعمقها البلوري صوب السماوات العلى تناغي أقمار الله الثلجية وسماواته الزرق , ترمق من بعيد ركام غيومها المتوسطية تبتهل وتتضرع دائما إلى الباري أن يرزقها سقوط القطرات المطرية الغزيرة كي تنعم قيعانها الدائمة بخضرة غناء وترفف في جنابتها أجنحة النحل القرمزية وتحلق أسراب الطيور الغادية صوب غدرانها الفاتحة صدرها الدافئ وتطلق عصافيرها الملونة السيمفونية الجنوبية المفعمة بالدرامي والشعر المحكي تعانق بنشوة ضحكات الصبية البريئة التي ولدتهم أمهاتهم توا .
فبعد هدم جمهورية الخوف ورحيل الطاغية وثلم سيوفه الخشبية وانهيار نظامه العاتي والتي شيعته الجماهير بالازدراء والعار الأبديين . بأسا لطاغية العصر ورهطه والمقت لأفكارهم الخاوية وعنجهيتهم الفارغة وأصواتهم الصدأ ه التي رفضتها الإنسانية ومابرحت أرواح الله وملائكته ترجمهم ليلا ونهارا على سوء عملهم السي وبعون الله سوف تصب السماوات الطباق جام غضبها عليهم وترميهم في مزابل التاريخ نعم أضحوا لعبة شيطانية ولعنة أبدية ( لعنة الفراعنة – لعنة صدام ) سيذكرهم الزمن والأجيال بسخرية وأضحوكة تتناقلها الأجيال في سرد قصص فكاهي .
أيها ألناشي يامجيد الخير ... مدينتك الجميلة البارة وشوارعها الحنونة ودهاليزها الأسطورية وأزقتها الكوفية لاتزال ترنو لك بأبنائها البررة بعطف وحنان أبديين , كم أنت مخلص لها ولأحفادها يا مجيد جئت تشاركهم أفراحهم وأتراحهم وتسبغ على مؤتمرهم الذي اطل بعنقه نحو حكومة الانتخاب الديمقراطي وفحواه استحداث قضاء باسمها والذي سلب منها أيام الذل والعبودية جئت مساندا ومناصرا فمرحا بك بين أحبتك .. كم هي جميلة كإمرتك التي تدور في جنبات القلعة ترصد وتسجل حضور الأهل والأقارب وناس الحارة أعددت أنفاسهم السومرية الغافية والتي فارقتها طويلا بكيت الإطلال والأحبة وطبعت القبل على الجدات والأجداد بلهفة حضيت برؤيتهم بعد فراق ناهز أربعة عقود جلست تقص الأقاصيص وتذكر الديار والذكريات الجميلة والحزينة جلست القرفصاء في تلك الدورات هكذا يسمونها عندنا ( الحدائق ) وأنت غبطا تسرد ذلك السفر العتيد لقد دارت الأيام وجاءت الطفولة فهذا السيد شبيب وذلك السيد داوود وهنا نهر المكبس وبستان الطحان والكواظمة وهذه الطبكة ( العبارة ) وتلك شريعة محمد القاسم واؤلئك إل بشكون والجنائب النهرية ( الدوبة ) ومن هنا تخرج المواكب الحسينية وهذا بيت مله عبد وبيت عريان السيد خلف السيد مسافر عفوا السيد محمد السيد خلف وهذا ملعب كرة القدم ومدرسة قلعة سكر جلست وسط عكد البغادلة وشارع الأكراد ودربونة الماكية ولا اريد ان أزيد .. نعم أيها العزيز ألناشي ديوانية الجند يل لازالت كما هي يخرج منها الموكب المحمدي القصبات باقية الجدوع – المشلب – الحاج عواد ال خير الله المعدان عكيل الصرفيين الحاج طوينه إنها تخوم خالدة ولا أخفيك ان معاول الزمن هدمت الكثير وسرقت الاختلاق ولكن مدينتك فيها الكثير من الرموز والاخلاق باقية بقاء الزقورة وقيثارة شبعاد وأطلال الكحلاء وانسياب الغراف الخالد انعم بدف الوطن وحنانه وحب الأمهات والعجائز وشموع يحيى ابن زكريا نرسلها اليك عبر شواطي الغراف شكرا لك وألف تحية لحلقاتك السبع الدسمة بمادتها القلعاوية والتي سردت فيها سفر مدينتك الخالد انك الأخ ورفيق الطفولة ونظير الشقاء وشغف العيش وعزة النفس وسعة البال وخبرة الصبر ورجل الإقدام . |