يقترح السرد العراقي محاولته في قراءة مشهد الحياة العراقية وإضاءة جوانبها التي ظلت أسيرة الركن الخفي من المعاينة الإبداعية، لتقدم القصة مقترحها في قراءة المشهد مثلما تواصل الرواية سعيها وهي تضيف إلى مبنى الرواية العربية إسهامات فاعلة.
ومن بين خطوات الرواية العراقية الجديدة صدرت مطلع عام 2011 للروائي العراقي لؤي حمزة عباس رواية بعنوان (صداقة النمر) عن دار العين في القاهرة (في 176 صفحة)، ليواصل لؤي خلالها تشكيل مشروعه السردي برؤية مضافة تقدمها روايته وهي تعمل على رصد لحظة زمنية مؤثرة في حياة العراق، لم يكن الخوف فيها إلا ظلاً يتأرجح بين حقيقة ووهم، هذه اللحظة التي تحرّك العنف خلالها مثل مياه جوفية دائمة الجريان، والرواية بانتقالاتها الدقيقة وتفصيلات عالمها تشكل عبر قدرتها على الرصد والمعالجة نسيجاً يكاد يكون لا مرئياً في معالجة موضوعه والارتقاء به، وهي تفتح، كما جاء في تقديم دار العين، باباً خفياً للدخول إلى الحياة العراقية، بتفاصيلها التي تغيب معها المدينة في لحظة تتكرر بين حياة وموت، إنها اللحظة التي تقترحها الصداقة: صداقة الحلم والوهم والجنون، في انتباهة حيوان كاسر، لحكاية مدينة تنوء تحت صمت غريب.
ضم الكتاب إلى جانب الرواية عدداً من نصوص الكاتب التي أشارت لخصوصية مشروعه السردي والتقاطاته القصصية المميزة وقد جمعت تحت عنوان (حلم صامت لا ينتهي) شكّلت القسم الثاني من الكتاب، نصوص مثل: قطرة دم لاكتشاف الجسد، وإغماض العينين، والعدسة، والنوم على العشب، وعلى درّاجة في الليل. |