... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  أخبار و متابعات

   
اليونيسكو تدرج قلعة أربيل ضمن التراث العالمي

تاريخ النشر       27/10/2010 06:00 AM


أربيل: شيرزاد شيخاني
أعربت قيادات محلية بإقليم كردستان عن سعادتها البالغة بإدراج قلعة أربيل ضمن اللائحة المؤقتة للمنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، مما سيمهد لدخولها إلى اللائحة الدائمة، باعتبارها معلما أثريا عالميا توازي في أهميتها أهرام مصر والمعابد الفرعونية.
وكان محافظ أربيل ومدير آثار كردستان قد وقعا عام 2007 عقدا مع منظمة اليونيسكو لإدراج القلعة ضمن المعالم الأثرية العالمية، وتشكلت إثر ذلك هيئة خاصة تابعة لرئاسة مجلس الوزراء للإشراف على مشروع للترميم والصيانة، الذي بدأ فعلا أعماله أولا من خلال ترميم السياج الخارجي للقلعة التاريخية، يليها العمل بمشاريع سياحية وخدمية داخل بدن القلعة، والذي يترافق مع جهود التنقيبات الأثرية تحت القلعة، بهدف الوصول إلى اكتشافات أثرية مهمة يعتقد أنها مطمورة تحت تراب القلعة.
وأشار المتحدث الإعلامي لمحافظة أربيل، همزة حامد، في تصريح أدلى به لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «بعد إجراء الاتصال بممثلي منظمة اليونيسكو، أمس الأربعاء، أكدوا لنا أن القلعة دخلت ضمن اللائحة المؤقتة لـ(اليونيسكو)، وهذا قرار يبعث على ارتياحنا وسعادتنا البالغة لأنه سيمهد في غضون السنة والنصف المقبلة لدخول القلعة إلى اللائحة الدائمة وسيُتعامَل معها كمعلم أثري عالمي، مما سيسهل علينا تنفيذ الكثير من مشاريع التطوير والتحديث في القلعة».
وأشار حامد إلى «أن محافظة أربيل وقعت عقدا مع منظمة اليونيسكو بقيمة 13 مليون دولار لتنفيذ مشروع تطوير القلعة، وقد شكلنا هيئة خاصة بهذا المشروع بالتعاون مع المنظمة، ويقضي المشروع بإعادة ترميم 10 دور سكنية على البدن، إضافة إلى بناء 40 دارا أخرى داخل القلعة معظمها ستكون دورا تراثية، إلى جانب إيصال خدمات البنية التحتية لتلك الدور، أما في الخارج فهناك خطط لإنشاء منطقة خضراء حول القلعة (فري زون)، وتشمل الأحياء الشعبية القديمة مثل محلتي التعجيل والعرب وكذلك محلة خانقاه، فالمخططات تتجه إلى إخلاء أطراف القلعة من البنايات الحاجبة لهذا الأثر العالمي، والعمل على إبرازه بالشكل المطلوب».
وحول متحف القلعة، أشار همزة حامد إلى أن «هناك لجنة أميركية فرنسية تشيكية مشتركة تعمل على إحياء تراث القلعة، وخاصة الاهتمام بالمتحف فيها، وقبل فترة قصيرة افتتح المعهد التاريخي للشرق الأدنى، وهو معهد فرنسي، دارا للعلوم والتراث داخل القلعة، بعد توقيع العقد مع محافظ أربيل، وهذا يعتبر المركز التراثي العلمي الوحيد في العراق، وقد تلقينا وعودا من ممثلي (اليونيسكو) في العراق وأربيل بأن يكرسوا جميع خبراتهم في إعادة إحياء قلعة أربيل وحماية تراثها، إلى جانب البحث عن التمويل الدولي لمشاريع إعادة البنية الأساسية للقلعة وحمايتها في المستقبل».
وأشار المتحدث الإعلامي لمحافظة أربيل إلى «أن عمليات التنقيب ستتواصل بدورها بموازاة مشاريع ترميم البدن وبناء دور القلعة، وتقوم بها شركات تشيكية وفرنسية، هدفها البحث داخل القلعة عن الكنوز التاريخية التي يعتقد أنها مدفونة هناك، وخصوصا معبد الآلهة عشتار، التي أكد محافظ أربيل في لقاء سابق مع (الشرق الأوسط) أن صور السونار أظهرت وجود آثار لذلك المعبد مطمورة تحت تراب القلعة التاريخية». وقال: «إن الجزء الأهم من عملية الترميم والتجديد، هو التنقيبات الأثرية التي سنبدأ بها بالتزامن مع عمليات التجديد والصيانة، فلدينا الكثير من الوثائق التاريخية التي تثبت وجود آثار مطمورة داخل القلعة، والفحوصات التي أجريت بجهاز السونار على عمق 13 مترا، أثبتت وجود معبد عشتار التاريخي الذي تحدثت عنه المصادر التاريخية، فالمعروف أن تلك المصادر تتحدث عن هذا المعبد، ونحن نطمح إلى العثور عليه، وفي حال نجحنا في ذلك فإن هذا يعتبر مكسبا تاريخيا كبيرا لكردستان والعراق، خصوصا لتعزيز مكانة القلعة من بين المعالم الأثرية العالمية». وأضاف: «إن تعاقب الحضارات التاريخية القديمة على القلعة، باعتبارها مركزا للحكم ومدينة مأهولة بالسكان، منها الحضارات السومرية والأكدية والفرس والآشوريين، تؤكد وجود آثار أخرى مطمورة بالداخل، لذلك نحن متفائلون بالكشف عن الكثير من آثارهم التي ستكون لها قيمة تاريخية كبيرة».
يذكر أن قلعة أربيل التي تقع في وسط المدينة يعود تاريخها إلى عصر الآشوريين وإلى نحو الألف الأول قبل الميلاد، بنيت أساسا لأغراض دفاعية، حيث كانت تعد حصنا منيعا لمدينة أربيل في تلك الحقبة الزمنية. وقلعة أربيل كانت في بادئ الأمر وعند إنشائها تضم المدينة بالكامل. وأصبحت مقرا للأمير الأتابكي سنة 539هـ.
يبلغ ارتفاع القلعة 415م عن مستوى سطح البحر، وعن سطح المدينة يبلغ ارتفاعها نحو 26م، أما مساحتها فتبلغ 102.190 متر مربع. ولقد تسبب كهريز قلعة أربيل في إجهاض حصار هولاكو المغولي لها، حيث تزود منه أهلها بالمياه أثناء الحصار، وعن طريقه كانوا يخرجون منها ليعودوا بالمؤن إليها، ذلك اللغز الذي عجز هولاكو عن فهمه، مما أدى إلى فك حصاره عنها والانسحاب منها.
سميت أربيل، لأن القلعة كانت اسمها أربا إيلو، والمنطقة التي فيها القلعة كانت اسمها قبل إنشاء القلعة عليها أراستيوم، حيث إن هذا أحد الأسماء الآشورية القديمة، وكلمة أربيل مأخوذة من أربأيلو يعني الإله الأربعة في اللغة الآشورية، وسميت بالقلعة لأنها كانت عالية وكانت أشبه بالدرع عن الحروب. وفضلا عن كونها معلما آثريا ومعماريا قديما، فإنها أيضا تحوي الكثير من المباني والآثار الأخرى التي تحكي قصصا عن مراحل مختلفة وشخوص من المشاهير عبر تاريخ المدينة، ما زالت عالقة في أذهان أهالي المدينة المعمرين. ولقد أصبحت قلعة أربيل جزءا من التراث العالمي بقرار من منظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة وهي تشهد حاليا أعمال ترميم واسعة.


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%





 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni