الصورة الأولى
رسا قلبي أخيرا بعد شد وجذب في زقورة أور الأزلية وبالقرب من مضارب بني شيبان العربية وتخندقت مع إنسانة لكي أبدء معها ملحمة الحب المقدس !! .. قلت لها يا ... فلانة ) تعالي نمسح أتربة الزمن العاتي عن وجه ألحبوبي الرابض وسط مدينة - حسين رخيص - وطلقاته الموجعة , قلت لها علميني كيف أغازل بنات الهوى في عكد الهوى , تعالي نستمع إلى عنادب بستان زامل السعدوني التي تغرد سموفونية الناصرية , تعالي نفترش صباحات شارع النيل ومقهى أبو احمد ونتدلى بضفائر شبعاد السومرية وهي تعزف بقيثارتها تراتيل المكير والريل وحمد , تعالي نمتطي القطار الصاعد إلى بصرة الفراهيدي ( مدينتك ) والزبير ومنارة حيدرة الكرار .
التقينا أنا وهي في عرس أسطوري وإلياذة جميلة يعطرها بصوته الرخيم داخل حسن وحضيري أبو عزيز بدفئه الجنوبي , ويسرج له حسين نعمة بنجمته الفضية , ويسرد محسن الخفاجي قصصه بشوق ولهفة , ويمسرح العزاوي في مضايف الأحبة
(( بهو البلدية )) ويمتشق الموسوي ريشته الواعدة يرسم ويخطط الوعد والحب السومري ويطلق المرحوم السيد نعمان رجليه بقوة صوب كرته المدورة علها تدخل الهدف الحضاري الذي قاري الأتي من بطون التاريخ .
كان حبك بلسما نديا لجرح أصابته القروح وأدمته السنين , لأكنك هربتي من الحقيقة ولم تعتمدي الحوار .!! هربتي من ربوع ذي قار الجميلة ونهرها الساحر واهوارها الغافية ونخيلها الزاهي وثمارها المتنوعة ... صحيح إن شمال الوطن بارد وامن .. ولكن كم من مسكن يألفه الفتى وحنينه أبدا لأول مسكن.
الصورة الثانية
تحاور نفسك يا فلان يوما وليلة .. تحادثها ساعة بعد ساعة .. تلوم إياها .. تقسو في الملامة .. تعض الأصابع من الندم .. تقول : من ذا الذي دفعني إلى ما أنا فيه ؟ تسخط على نفسك أو ترضى . تبكي على حالك أو تبتسم .. سواء كلها لديك أنت في حيرة تنتقل إلى صفحة أخرى .. تأخذك الأماني .. تتخيل الأيام الثلاثة الماضيات .. وكنت تحلم في الأيام القادمات .. تطيب نفسا فتقر وتهدا أو تغضب فتلوم وتسخط .
في كل هذا أنت كا لقدر يفور بالذي فيه .. يغيب عنك أن هناك دواء لم تتجرعه اسمه الصبر .. أنصحك لا تميل إلى الأماني وتنخدع بسرابها .. تميل أليها وما تدري إنها أحلام في أحلام أرجوك لا تتعلق بذا السراب وذا السراب .. نعم أدرك وأتحسس إن أيامك متعبة وثقيلة لأنك مشدود إلى حبيبة ممتنعة اسمها ( .........) ومشدود إلى حبيبة لا يأمن غدرها اسمها الأيام طب نفسا وقر عينا واستمع معي .
العقل ابلغ من عزاك من جزع والصبر اذهب بالبلوى من الأجل
ونستلذ الأماني وهي مردية كشارب السم ممزوجا مع العسل
وكيف نعذل من يبكي لميته ونحن نبكي على أيامنا الأول
الصورة الثالثة
حينما ينغرس الحب في قلبك وتتمكن أسبابه ودوافعه في نفسك وتتعمق أصوله في دخائلك تتصفين من شوائب الدنيا ومغرياتها وتتضائل أمام ناظريك زخارفها الخادعة ومظاهرها الكاذبة . فتتوجهين إلى حبيبك بإخلاص يتسامى بالاحترام ونكران الذات . ولكنك ومع الأسف بقيت متعلقة بالدنيا ومخدوعة ببريقها وحتى لم تتخذي الوسط أو التوسط بين حب الحبيب وحب الدنيا , وألان أنت لا للحبيب ولا أنت للدنيا . فا أنت كقابضة على الماء بكفيك ولن يكون نصيبك حينها ألا كنصيب الراكض وراء سراب .
الصورة الرابعة
هذا صوتي أليك تحمله أمواج كتابات , تحمله عبر المسافات الشاسعة , يخاطبك .. يناديك .. يناجيك .. يجد في همه همك .. وفي معاناتك معاناته .. وفي مرضك مرضه .. جرحنا واحد .. الكلمة التي جنت عليك هي الكلمة التي جنت علي .. أنها كلمة الرغبة .. الرغبة الخبيثة التي سلبت منا حبنا .. وانتهكت عشقنا .. وغلت إرادتنا .. أنها كلمة قيس منذ عهد ليلى .
وستمر الأيام سراعا سيدتي يطوي ليلها النهار وننطوي نحن بينها فما يبقى لحبنا بين جناحيها ألا ما يبقى للطيب بعد فنائه أو للخبث بعد تلاشيه .
الحب الصادق يبقى طيبا يعطر الألسنة والظن السيئ يبقى سيئا تشمئز منه نفوس العاشقين .
أنا وأنت يا ( فلانه ) نتحول إلى ذكرى قد تكون طيبة بأفعالنا وقد تكون لعينة بها أيضا . علينا أن نغتنم الفرص قبل فواتها فالباقيات الصالحات والعشق الطيب كالكلمة الطيبة تبقى ما عاش الحب بل وتعقبه بعد موته .
Majid_alkabi@yahoo.com |
