قليلة هي المدن التى يقترن "اميجها" المتصور بشارع ما محدد فيها. فينوب، عندذاك، شارع مميز في مخطط المدينة عن تمثيل كيانها الحضري في الخطاب. وتعد بغداد ضمن تلك المدن النادرة في هذا المجال. اذ يستحضر شارعها الجليل: شارع الرشيد، صورة تلك المدينة التاريخية الى الذاكرةً.
ثمة خصائص عديدة ومتنوعة، اشتركت فيما بينها لتجعل من الشارع اياه ان يكون "ايقونة" المدينة ورمزها الحضري. وهذه الخصائص نابعة من طبيعة الشارع ذاته، وكذلك من خصوصية المدينة الواقع فيها. فالشارع كان الاطول في المدينة؛ و"نهره" المنساب من اول شمال بغداد، التى كانت، وقتذاك، مسورة؛ الى آخر جنوبها، يحاذي انسياب نهر دجلة الموازي له والقريب منه، ذلك النهر الذي اعتبر دوما "جادة" المدينة الرئيسية، وطريقها الرئيس منذ ان اُختطت في منتصف القرن الثامن الميلادي، كحاضرة للخلافة الاسلامية ولتكون عاصمتها الشهيرة. لقد اكتسب شارع الرشيد اسمه عام 1932، واشتهر به لاحقا. لكن الشارع لم يكن معروفا من قبل بل لم يكن موجودا اصلا، قبل ان يهتدي الى فكرته احد القادة العسكريين الاتراك اثناء الحرب العالمية الاولى. وسرعان ما تم شقه ضمن النسيج المديني المتضام والمكتظ،وافتتح سنة 1916، وسٌمي على عجل بـ " خليل باشا جادة سي"، تيمناً باسم القائد العثماني صاحب الفكرة الجريئة. بيد ان شقه لم يكتمل في حينه، واكمله الانكليز لاحقاً، مطلقين عليه اسم "هند نبرغ" وشارع "شارع النصر" ومن ثم " الجادة الجديدة". وما لبث هذا الاسم ان تبدل هو الآخر الى "شارع الرشيد"، عندما اتخذت امانة العاصمة في حينها قرارا في اطلاق تسميات جديدة على شوارعها الرئيسية. على ان اهمية الشارع لا تنبع، كما انها لا تقتصر فقط على طوله المديد، ولا على تماثل "نهره" مع مجرى النهر المحاذي له. ان اهميته بالتأكيد تعود ايضا بكون الشارع (وتخومه.. معاً) كانتا تمثلان مركزا اداريا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا وترفيهيا مهماً ولفترات زمنية طويلة. فمنطقة الرشيد هي مركز الحكومة ومكان لمقر معظم وزاراتها، بدءأ من الخارجية مرورا الى الدفاع والصحة والاشغال والشؤون الاجتماعية، فضلا على ان القشلة المجاورة للرشيد كانت مكانا لمقر رئاسة الوزارة ومقرا لوزارات عديدة منها المالية والداخلية والمعارف والعدلية وغيرها. وتتجمع في منتصف الشارع العتيد اهم البيوتات المالية والمصارف الاهلية والحكومية، بضمنها البنك المركزي العراقي. وعلى امتداده، وخصوصا في منطقة الشورجة، كان الشارع يستحوذ على المقدرات الاقتصادية باسواقه المختلفة والمتعددة الحافلة بالبضائع المتنوعة، ولهذا عُد ّ الشارع بحق عصب الحياة الاقتصادية، ليس للمدينة فقط وانما لعموم البلد. هذا فضلا على ما كان يتمتع به الرشيد بكونه مجالاًً لنشاط ترفيهي مكثف لما يحتوية من دور للسينما هي الأشهر في العراق ولفترات طويلة، كما انه المكان الاثير للنخبة المثقفة في عدد مكتباته الغنية بمطبوعاتها ومقاهيه المتنوعة بالإضافة الى وجود مقار لمختلف الصحف وامكنة طباعتها. والرشيد هو الحلقة الاهم في اتصالات ومواصلات شمال المدينة بجنوبها، وهو الممر الرئيس الذي يصل الكرخ بالرصافة؛ وبه تصب معظم جسور المدينة الأساسية سواء القديمة منها ام الجديدة. تخطيطيا، عُد شارع الرشيد بمثابة المفردة الحضرية الرئيسية، واهم حدث تخطيطي طال نسيج البيئة المبنية، وعلى غراره تم انشاء شوارع عديدة، سواء في الرصافة ام في الكرخ، مثل شارع الكفاح والشيخ عمر والجمهورية بالإضافة إلى شارع 14 تموز. وفيما يخص القيمة المعمارية، فالرشيد ليس له مماثل في عموم مفردات التخطيط الحضري لمدينة بغداد. وظل المكان الاثير لتجارب معمارية طليعية، اسست لظاهرة الحداثة المعمارية بالعراق. وعمارته المتنوعة ذات الاساليب الفنية المتعددة، كانت دوما تقرأ بكونها "البوم" العمارة العراقية الحديثة. ان معظم معماري العراق الرواد ان لم يكن جميعهم عملوا في الرشيد، بدءأ من نعمان منيب المتولي و احمد مختار ابراهيم، وحازم نامق ومحمد مكية وجعفر علاوي، وعبد الله احسان كامل ومدحت علي مظلوم ورفعة الجادرجي وقحطان عوني وقحطان المدفعي وهشام منير وناصر الاسدي وغيرهم، ما يجعل من المنتج المعماري "الرشيدي" ليكون افضل "مجموعة" معمارية حداثية في عموم العراق، وهي التى اعطت الشارع اهميته المعمارية والثقافية، بحيث بات الشارع بمنزلة ذاكرة العراق وخزين ذكرياته. هذا بالاضافة الى ما تتمتع به منطقة الرشيد من شواهد معمارية عديدة تعود الى ازمنة مختلفة كالمدرسة المستنصرية وجامع الخفافين ومبنى القشلة، فضلا على وجود امثلة مميزة لبيوت بغدادية بعمارة تقليدية، ما يضفي بعدا آخرا على قيمة هذا الشارع وتخومه. تعرض الشارع في الفترات الزمنية الاخيرة لكثير من الاهمال واللامبالاة والتخريب المتعمد، نتيجة عوامل عديدة، أهمها العمليات الارهابية الساعية وراء ايقاف الحياة في العاصمة (كجزء من اهدافها لافشال اية مبادرة تتطلع نحو التغيير والتقدم )؛ وما نجم عن ذلك من سلبيات التبديل السريع الذي طرأ على وظائف الشارع، والذي ترافق مع نقص التخصيصات للبنى التحتية وعدم قدرة المسؤوليين المعنيين، وربما عدم اكتراثهم في بعض الاحيان لقلة خبرتهم ومهنيتهم المنقوصة، في التعاطي مع مشاكل ادامة الشارع بصورة مهنية واحترافية. وقد اوصلت تلك العوامل الضاغطة على بنية الشارع ومجاوراته الى خراب تام نتيجة التغييرات الجذرية الحاصلة في وظائفه وعلى طبيعة رواده. كما عجلت قرارات منع حركة السيارات في اجزاء حيوية منه، بدوافع سوغت بانها امنية، من تسريع ضمور بنية الشارع وانهيارها. لقد افزعت تلك الحالة المأساوية التى آلت اليها منطقة الرشيد معظم البغداديين وكثر من العراقيين واصدقائهم، واثارت لديهم الاسى والحزن لحالة الخراب المزري الذي اصاب شارعهم الجليل. هم الذين اعتقدوا دوماً بان "قيام" الشارع ونهوضه، هو نهوض مدينتهم وبلدهم؛ ما يجعل من الجميع: مسوؤلين وغير مسوؤليين امام واجب التصدى لتلك الوضعية، وانتشال الشارع من محنته التى وجد فيها. وهذا هو الذي حدى بامانة بغداد، وهي الجهة المسوؤلة عن التخطيط الحضري للمدينة، الى تدارك هذه الحالة، معلنة في عام 2007 خطة باطار شامل لتخطيط منطقة الرشيد، مكلفة مكتبا استشاريا عراقيا،لاعداد ذلك التخطيط، الذي يستهدف تطوير واعادة تخطيط مركز المدينة التاريخي مع ايلاء اهتمام مماثل لحماية الموروث العمراني في المنطقة والحفاظ عليه. وهذا يعني تأمين معالجات متوازنة بين اجراءات التطوير والحفاظ. ويعرف المخططون جيداً، بان صياغة سياسات تخطيطية مستقبلية لاي مدينة كبيرة ، بمواصفات مدينة بغداد، يتعين ان تكون ذات بعدين؛ احدهما تشمل قرارات تخطيطية تسعى وراء انشاء وتطوير أحياء جديدة محددة في المدينة، والاخرى خاصة باقسام منتقاة في المدينة يراعى بها ان يكون الجهد التخطيطي والتطوير ضمن "خيمة" مفاهيم وآليات الحفاظ ومبادئه. بكلمات آخرى، ثمة جدلية ديناميكية تخطيطية تنطوي على "الثابت والمتحول" (اذا استعرنا مفردات القاموس "الادونيسي"!) يتعين حضورها بقوة ووضوح في صياغة القرارات التخطيطية الحضرية للمدينة. لكن فهم هذا " الثابت" وادراكه تخطيطيا ينبغي ان يكون فهماً خلاقاً ومبدعاً، وبالتأكيد غير"دوغماتي"!؛ بحيث يقبل التجديد والتطوير ضمن قواعد ومفردات صيغة النسيج التخطيطي وخصوصيته التى انبنت بتراكم عقود من السنيين، والتى يتعين "اكتشافهما" ورصدهما من قبل المخطط الفطن، توطئة لتوظيفهما في قراءة تخطيطية حضرية مجتهدة. ومنطقة الرشيد وتخومها، هي المنطقة المحافظ عليها تخطيطيا، لكنها المنطقة القابلة للتطوير ضمن مفاهيم الحفاظ ايضا. يتطلع المكتب الاستشاري المكلف ان تكون اجراءاته التخطيطية وفقا لمفاهيم تلك الاطروحة التى ذكرناها توا. فيوضح فلسفته التخطيطية للمشروع بكونها تتقصى" ايجاد توازن في صياغة التصميم الهيكلي لمستقبل المنطقة لتشمل سياسات محددة ومبتكرة للتطوير من جهة، ومبادئ الحفاظ على الموروث العمراني من جهة اخرى. الامر الذي يحتم تأمين مبادئ معالجة متوازنة بين الحفاظ والتطوير، وبالتالي تأمين المحافظة على ما تبقى من النسيج التاريخي وهوية المنطقة، بالاضافة الى تأمين احتياجات المستقبل وتعزيز موقفهما كمركز رئيسي للعاصمة". ومن اجل تحقيق مسعاه التخطيطي، (الذي يدعوه بالرؤية التخطيطية)، بصورة مهنية وعملية، فانه يقترح مؤشرات محددة تحرص على تحقيق تلك الرؤى، منها : اقتراح تصميم هيكلي ومخططات استعمال الارض؛ والعمل على صياغة الموازنة بين عملية الحفاظ على التراث وعملية التطوير الحديث؛ وتخفيف الضغط على النسيج التاريخي وتقديم فرص التطوير في مناطق آخرى، واخيرا خلق فرص استثمارية وبؤر ذات استعمالات مختلفة لتنشيط اقتصاد المنطقة. هذا ويتوق الاستشاري ان يكون مشروعه غير مقتصر على اعداد دراسات تخطيطية فحسب، وانما يتخطاها الى مراحل اعداد التصميم والمخططات التنفيذية التفصيلية، ومن ثم الى مرحلة التنفيذ والاشراف عليها ، ليكون العمل الاستشاري شاملاً ومتكاملاً. في خطته لإعداد التصميم الهيكلي يسعى الاستشاري وراء تقسيم منطقة الدراسة التى كلف بها الى ثلاث مكونات اساسية ذات خصائص باستعمال ارض مميزة شخصت في : منطقة الفعاليات الثقافية، ومنطقة الاسواق، واخيرا منطقة الفعاليات الترفيهية. وهذه المناطق الثلاث تمتد، في رأيه، على امتداد ثلاثة محاور هي محور شارع الرشيد، ومحور الازقة، ومحور ضفة النهر. يقدم الاستشاري رؤيته التصميمية التى تتعاطى مع اهداف اساسية يراها ضرورية في تطوير واعادة تخطيط الشارع، منها: تطوير وتحديث الواجهات المعمارية للمباني على جانبي شارع الرشيد؛ وابراز المباني التاريخية والتراثية وتجديدها وصيانتها؛ وتطوير المحاور الرئيسية مع شارع الرشيد؛ ووضع الضوابط التنظيمية الخاصة بالبناء والترميم، ومعالجة جبهة النهر وتطويرها بموازاة تطوير الشارع؛ وتأثيث المنطقة بمفردات حديثة وتطعيمها بالاعمال الفنية، وتحديد استعمالات الارض والفرص الاستثمارية، واخيرا تحديث الشارع والازقة وتنظيم العناصر المعمارية فيهما. لا يتوقف الاستشاري عند مرحلة الانتهاء من تقديم مختلف التفاصيل الضرورية الخاصة بمشروعه التخطيطي، وانما يثير، ايضا، قضية نراها ذات اهمية قصوى في تسريع تنفيذ المشروع الطموح والمهم والاساسي لمدينة بغداد؛ ونعني بذلك مقترح الرؤية الخاصة بتنفيذ المشروع على ارض الواقع. فهو يعي ان اغلب المشاريع الخاصة بالتطوير العمراني اخفقت في تطوير المناطق بصورة كاملة لعدم توفر السيولة المالية الكافية بالنظر لوجوب استملاك ارضٍ قبل البدء بالمشاريع، وبالتالي تعثر هذه المشاريع واحيانا توقفها باستنفاذ معظم التخصيصات المرصودة لتلك المشاريع. ويعتقد الاستشاري انه بالامكان تلافي تلك الاخطاء (والاخطار..ايضا!)، وضمان عدم الوقوع فيها‘ في حالة ضمان السيولة التقدية الكافية، وضرورة الالتزام بالبرنامج الزمني للتنفيذ ومراحلة، مع التأكيد دوما على أهلية المقاوليين المنفذين ومهنيتهم العالية في مجال اختصاصهم. لسنا في حاجة هنا التذكير، مرة آخرى، باهمية "مشروع شارع الرشيد" لمدينة بغداد وللعراق وحتى للمنطقة ككل. ذلك لان نهوض الشارع ومنطقته مرة اخرى واعادة تأهيليه وتخطيطيه والحفاظ على موروثه البنائي والمعماري، (كاحد تجليات الموروث الثقافي البغدادي خاصة، والعراقي بعامة)، سيعطى رسالة واضحة ومحددة عن وجه العراق الجديد وتطلعاته المستقبلية، وسيكون درساً تخطيطيا ومعماريا غاية في الاهمية؛ وحدثا مهنيا وثقافيا جديرا بالدراسة والتأمل من قبل الجميع: مهنيين وغير مهنيين. فالشارع المعني، ليس شارعا عاديا، كما ان منطقته ليسن عادية هي الاخرى. من هنا تنبع خصوصية الاهمية القصوى التى يتمتع بها هذا المشروع الحيوي، والذي يعول الجميع على انجاحه. لقد كتب في الاونة الاخيرة كثر من المثقفيين العراقيين حول حالة الشارع الآنية المحزنة، والمزرية في طبيعة الحال. وكانت معظم كتاباتهم حافلة بنداءات لضرورة الاهتمام بالشارع واعادة رونقه السابق. وقد يكون بعض الذين كتبوا عن الشارع لايعلمون بوجود مثل هذا المشروع الهام، والحيوي، الذي تبنته امانة بغداد مؤخرا، وان علموا به، فان كثراً منهم، ليس على اطلاع كبير على محتواه وتفاصيله. وهذا ينسحب ايضا على كثير من منظمات المجتمع المدني العاملة في البلاد. ثمة نزعة لعزوف تعزى الى عدم مبالاة "المستفيدين" الحقيقيين في التعاطي مع مشاريع التخطيط الحضري للمدن العراقية وعدم رغبتهم في المشاركة بالنقاشات الجارية حول تلك المشاريع او المتابعة الجادة لها. ولا يشذ، مع الاسف، عن تلك النزعة "مشروع تطوير شارع الرشيد"، رغم اهميته الحضرية وخصوصيته المتميزة. وبغية تقليل سلبيات تلك الحالة غير الصحية، وانطلاقا من طبيعة مشروع الرشيد وخصوصيته المتميزة، فان الامر يستدعي ان لا تستمر العلاقة حصراً بين الطرفين المتعاقدين، وهما: امانة بغداد والمكتب الاستشاري المكلف باعداد التخطيط والتصميم؛ وانما تتجاوزها لتشمل اشراك العديد من منظمات المجتمع المدني، مع دعوة المثقفين، والمهنيين بشكل خاص، للمشاركة والانهماك في قضايا هذا المشروع الضروري والطموح للمدينة وللبلاد. وان يصار الى تأسيس جمعيات ذات نفع عام مهمتها متابعة المراحل التخطيطية والتنفيذية والضغط من اجل انجاز هذا العمل بمستوى مهني مرموق وبمواصفات عالمية، تليق ببغداد ومكانتها المحلية والاقليمية والعالمية. وليس غريبا بالمرة، عندما ينبري البغداديون واصدقائهم لتبنى وتأسيس "جمعية اصدقاء شارع الرشيد" ؛ تستقطب متطوعيين ذوي اختصاصات مختلفة واهتمامات متنوعة كالمعماريين والمهندسين والفنانين والاطباء ورجال اعمال ونواب برلمان واعلاميين وناشطيين سياسيين، وعاملين في منظمات المجتمع المدني واساتذة الجامعات وحتى مواطنيين عاديين من محبي التراث البغدادي ومهتمين في الحفاظ عليه وتطويره، تكون مهمتها خلق راي عام قادر على لفت الانظار الى اهمية "مشروع تطوير شارع الرشيد" وان تتابع بدأب جميع مراحل التخطيط والتصميم وتشارك في النقاشات التى تنظم عادة بعد عرض نتائج كل مرحلة تصميمية من مراحل المشروع. وبديهي ان وجود مثل تلك الجمعية (الجمعيات)، يتعين ان لاتفهم كونها بديلا عن واجبات واستحقاقات رب العمل او المكتب الاستشاري، او تدخلا في شؤونهما. فوجود مثل هذه الجمعيات، اعتبر دوما امرا ضروريا وملحا ومفيدا، كما ان حضورها في المشهد يتساوق مع صيغ لممارسات وتجارب عالمية تدعو الى مشاركة فعالة من قبل جمهور المستفيدين وممثليهم في قضايا التخطيط الخاصة بمدنهم، وامكنة سكناهم. ليس كثيرا ان تمتلك بغداد مشروعا طموحا يعيد لشارعها الجليل ومنطقته الغنية بشواهد الموروث العمراني، القهما السابق، ويتطلع لان تكون منطقة الدراسة أهم وأجمل منطقة حضرية في العاصمة العراقية يتعايش فيها الموروث الثرّ مع متطلبات الحداثة. ثمة أمل حقيقي في "قيام" الشارع، ونهوضه من جديد، يراود الآن جميع المسؤولين وغير المسؤولين. دعونا، اذن، نغتنم هذه الفرصة التاريخية، ونعمل بجد من اجل تحقيقها وانجازها بمستوى مهني عال. |