اثبت انسحاب جبهة التوافق من الحكومة العراقية تاثير النفوذ الاقليمي على السياسية والساسة العراقيين بشكل كبير جدا, فانسحاب الجبهة لم يكن بدوافع عراقية كما ذكرت الجبهة بل هو استجابة لاوامر من وزير الخارجية السعودي ,قبيل لقاءه مع رايس وغيتس لتشكيل ضغطا على الحكومة الامريكية بتغير بوصلة السياسة في العراق فقد نشرت صحيفة الوطن السعودية والمقربة من الحكومة مقالا تحت عنوان: كلمة في اذن الوزيرة رايس جاء فيه(حان وقت هزّ المنظومة السياسية في العراق، وإعادة تركيبها من جديد، فالأمور لا يمكن ان تسوء اكثر من ذلك . غيروهم قبل أن يقلبوا أسلحتهم ضدكم بأوامر إيرانية)
وفيه ايضا
: " ان العراق سيصبح حليفاً إيرانياً، لأن من يمثل العراق اليوم سياسياً يدين بالفضل لإيران قبل أمريكا في بقائه (" .
طبعا هز المنظومة السياسية في العراق واعادة تركيبها لايتاتى وجبهة التوافق ممثلة فيها اذ لابد لها من الانسحاب كي يقال ان السنة مهمشون وخارج العملية السياسية, وتغير المنظومة السياسية يجب ان يكون سعوديا,
وليس ايرانيا,
الصحافة الايرانية لم تكن بعيدة عن التاثير الاقليمي في العراق فهي سارعت الى تحليل الانسحاب من وجهة نظر ايرانية .
صحيفةايران(يومية تصدر في العاصمة طهران)المقربة من سلطة المحافظين تقول :
")برغم ان جبهة التوافق بررت انسحابها من حكومة المالكي بما يتعرض له وزراؤها من تهميش في صناعة القرار، إلا ان هذا الانسحاب جاء في الحقيقة نتيجة لتنامي نفوذ التيار المتشدد داخل الجبهة بزعامة عدنان الدليمي، مقابل تراجع في نفوذ تيار طارق الهاشمي المعتدل نسبيا.") (ورأت الصحيفة في هذه الخطوة تعبيرا عن الصراع الإقليمي في العراق وجزء مما سمته "حرباً" تشنها التيارات السلفية ضد "الحكومة الشيعية".)
ماهي التيارات السلفية:
الفكر الوهابي المتجذر في السعودية ويجد امتداد له في الخليج والعراق من خلال المتشددين في جبهة التوافق.
فبقدر ما اردنا انسحاب جبهة التوافق عراقيا كي تنظم الى صفوف المعارضة البرلمانية لتصحيح اخطاء حكومة المالكي والضغط عليها من اجل الارتفاع بمستوى اداء وزرائها وتقديم الخدمات. والخروج من حالة الشد الطائفي التي اعتدنا عليها, بقدر كل هذه الامال,اطاحت جبهة التوافق باخر بقايا الامل في وجود سياسيين غير مصابين بلوثة الدول الاقليمية,
واصبحت سياستنا ترسم لنا من خارج الحدود , وتحديدا في السعودية وايران ,
من اجل تنفيذ هذه او تلك الاجندة على حساب التطلعات المشروعة للشعب العراقي, فقد استطاعت السعودية بشكل او باخر الحصول على معونة عسكرية هي الاكبر في الشرق الاوسط بلغت 20 مليار دولار, بفضل الشد الطائفي الحاصل في العراق ,
واستطاعت هذه الدولة او تلك من الدول الاقليمية ان تتاجرا في العراق والحصول على مكاسب سياسية واقتصادية وعسكرية, والحصول على نفوذ في العراق, بفعل الشد الطائفي الذي اجاد لعبته سياسيون سنة وشيعة خدما كل منهما المذهب على حساب الوطن,
اضحت الوهابية وولاية الامر, اهم من العراق وشعب العراق, حتى بات الحديث الدولي عن تقسيم ناعم للعراق, سيكون كل الشعب العراقي خاسرا فيه والرابح فقط هي الدول الاقليمية. وتحديدا السعودية وايران. |