عن دار الحصاد بدمشق صدرت الرواية الجديدة للروائي والكاتب العراقي سلام عبود.رواية تجتاز افق التاريخ الى مشكلة الغربة والتغرب.
ابن زريق البغداديّ! أهو شخصيّة حقيقيـّة أم أنـّه محض خيال أدبيّ نسجه الرواة؟ وإذا كان خيالا فمن كتب قصيدته الشهيرة: "لا تعذليه"؟ ومن يكون ذلك الشاعر الجواد الذي تخلى طوعا عن ملكيّة واحدة من أثمن درر الشعر العربي؟ ولماذا فعل ذلك؟ يجري البحث عن ابن زريق في بيئة ثقافيـّة، تزخر بأهمّ علماء وكتاب وشعراء الحقبة، ( من قرطبة الى نيسابور)، ولكنه سرعان ما ينقلب الى بحث عن سيّدة المدن: بغداد، والى بحث عن الذات وعن الهوية. بين عشق المرأة وعشق القصيدة يرتحل نص سلام عبود في أجواء الصراع العقليّ والطائفيّ والسياسيّ، وفي ظلّ التفكك العربيّ والصراع بين قوى محليّة ودوليّة للاستحواذ على العراق وعلى أجزاء الممالك العربيّة الإسلاميّة المتخاصمة. ما يميز هذه الرواية عن غيرها من الروايات التاريخيّة أنّها تجعل الهامشَ يحتلّ مركز الصدارة في إدارة الحدث التاريخيّ، فهو منطقة الرصد ومنطقة الفعل ومنطقة ردود الفعل في مواجهة القوّة المركزيّة، المالكة للسلطة. نصّ يفتح للقارئ نافذة واسعة لرؤية ذاته، كفرد وكجماعة، من خلال سفر أدبيّ، فيه قدر كبير من الامتاع، بالإضافة الى ما يحويه من تحليل وعرض توثيقيّ لخفايا التاريخ وامتداداته العميقة. |