|
|
في زيارته الى السعودية .. نجم والي يهاجم المثقفين العرب |
|
|
|
|
تاريخ النشر
09/05/2010 06:00 AM
|
|
|
في سياق التعاون بين وزارة الخارجية الألمانية والأندية الأدبية في السعودية، جاب الكاتب العراقي نجم والي أربع مدن سعودية، متحدثاً في نواديها الأدبية عن تجربته الروائية وهموم الأدب العربي وحضوره في أوروبا حيناً، وقدّم قصائد لبعض شعراء ألمانيا الكبار مع إضاءة على تجارب هؤلاء. وكان يفترض أن يشارك الشاعر والمترجم اللبناني فؤاد رفقة في هذه الجولة، لكن تأخر تأشيرته إلى السعودية حال دون تنفيذ البرنامج كله لا سيما في الرياض، عدا مناسبة واحدة كانت في مدينة جدة، وتحدث فيها عن علاقته بالأدب الألماني وترجماته إلى اللغة العربية. وتطرق رفقة إلى تجربته الشعرية واشتباكها بالفلسفة، في ما يشبه التأثر بالشعراء الألمان، لا سيما الكبار منهم. وفي الواقع كان جمهور الشعر في السعودية، ينتظر صاحب «أمطار قديمة»، بل إن رئيس أحد الأندية الأدبية الكبرى كشف عن أن دافعه للتعاون مع الألمان، هو حبه لهذا الشاعر وترجماته العديدة. ظروف فؤاد رفقة وتأخره، أتاحت لنجم والي، المقيم في ألمانيا، متسعاً من الوقت، ومزيداً من المدن، ليجول ويلتقي المثقفين السعوديين، سواء في المناسبات الرسمية، أو على هامشها. وكانت لافتة الحفاوة التي لقيها الكاتب العراقي لدى هؤلاء، وقد أظهروا متابعة جيدة لما يكتبه، وحماسة في النقاش معه حول رواياته وتجربته الثقافية في ألمانيا. ولئن اختلفت المدن وتباينت وجوه الحاضرين، من نادٍ أدبي إلى آخر، فإن أسئلة بعينها، ظلت تطارد صاحب «تل اللحم»: ما الذي دفعك إلى زيارة إسرائيل، وما الهدف منها؟ وهل فعلاً هاجمت فيروز وإدوارد سعيد، لتتقرب من الإسرائيليين؟ لم يكن مستغرباً أن تُلقى مثل هذه الأسئلة، التي عبرت عن استنكار واندهاش، على الكاتب العراقي الذي زار إسرائيل عام 2007 وأصدر كتاباً عن رحلته عنوانه «تقرير عن رحلة غير سياسية»، غير أن ما بدا لافتاً لدى بعض الحضور، تلك الثقة وذلك الهدوء اللذان تحدث بهما نجم والي. فلم يعتره الارتباك، ولم يظهر عليه أنه فوجئ بأسئلة المثقفين السعوديين، حتى حينما كان في مدينة بريدة، المعروف عنها التشدد. ربما تبادر إلى أذهان هؤلاء أنهم سيسمعون تعبيراً عن شعور بالذنب، أو كلاماً عن ندم أو تأنيب ضمير، لأن والي زار تل أبيب وصافح العدو وامتدح ثقافته، لكنه لم يتفوه بأي شيء من ذلك، مخالفاً كل ما توقعوه. وطاب لبعض هؤلاء أن يفسر الأمر بأن نجم تحدث كألماني وليس كعربي، وإن الجنسية الألمانية، التي يحملها، تحميه وتوفر له الطمأنينة والأمان. أجاب والي على أسئلة المثقفين السعوديين، قائلاً إن رغبته في التعرف الى طريقة عيش اليهود في فلسطين، كانت الدافع الرئيس لزيارة إسرائيل عندما سنحت له الفرصة. وأكد أن زيارة تل أبيب أمر يخصه وأنه شيد كل مشروعه، بل حياته كلها، على الحرية والاستقلالية، وبالتالي فلا أحد يمكنه أن يقنعه أو يقول له لا تذهب إلى هذا المكان أو إلى ذلك. لكنه، في المقابل، عبّر عن انزعاجه من ردود الفعل العنيفة لدى المثقفين العرب، ووصفها بـ «السخيفة» و «غير المؤدبة». ولفت إلى أن هؤلاء المثقفين زايدوا كثيراً على زيارته إلى إسرائيل، مؤكداً أنهم لم يقرأوا كتابه الذي ألفه عن الرحلة. واتهم صحيفة «أخبار الأدب» ورئيس تحريرها جمال الغيطاني بارتكاب المغالطات في حقه، موضحاً أنه لم يقل إنه يحب إسرائيل ويكره إدوارد سعيد وفيروز. وقال إنهم في «أخبار الأدب» نشروا ذلك «في طريقة سوقية» على طريقة شعبان عبدالرحيم. وأضاف: «لو أن الغيطاني يبحث عن الحقيقة لكان اتصل بي»، مشيراً إلى أن الروائي المصري يعرف عنوانه. وكان لا بد لوالي من الاعتراف بتأثير زيارة إسرائيل في طباعة كتبه في الوطن العربي. وأوضح أن أكثر من دار نشر عربية رفضت إصدار روايته الجديدة «ملائكة الجنوب»، قبل أن تطبعها دار كليم الإماراتية، وتدفع له مبلغاً محترماً من المال، وتدعوه إلى معرض أبو ظبي للكتاب. وهاجم والي، دور النشر العربية، وقال إنها لا تخدم الكتّاب الذين ينشرون عندها، في حين امتدح كثيراً دور النشر الأوروبية، وتحديداً الألمانية، التي يتعامل معها، لافتاً إلى أن ترجمة رواية واحدة من رواياته إلى الألمانية تكلف دار «هانزر»، التي تعد من أعرق دور النشر الألمانية، نحو ثلاثين ألف يورو، وربما أكثر، من دون احتساب كلفة الطباعة والترويج. وتطرق صاحب «ليلة ماري الأخيرة» إلى التواصل الألماني - العربي، وقال إنه اقترح على وزير الخارجية الألماني السابق، التعاون مع الشعوب العربية في المجال الثقافي، من خلال الأدب، باعتبار العرب أمة شعرية، «وأن عليهم أن يقدموا ألمانيا كأمة مثقفة، وليس فقط أمة اقتصادية وصناعية». وتناول تجربته مع الأدب الألماني، وقال إنها تعود إلى اطلاعه عليه مترجماً، منذ أن كان في السادسة عشرة، كما تحدث عن تأثير هذا الأدب في طريقته في الكتابة وفي التفكير، متوقفاً عند رواية «كل شيء هادي في الجبهة الغربية» لأريش ريمارك، التي قال إنها أثرت فيه عميقاً. بعد تسعة أيام في السعودية، وجولة على عدد من أنديتها الأدبية، يعتقد نجم والي أن مسؤولي هذه الأندية لديهم فرصة ذهبية، لكونهم يملكون حرية العمل: «التحدي المُلقى على عاتقهم كبير، لأن الحرية مسؤولية كبيرة ليس من السهل التصرف بها، والإبداع في ظل الحرية لا يترك للمبدع المجال للف والدوران والالتباس». وقال إن على الأندية أن تتخلص من الرقابة الداخلية قبل الحديث عن الرقابة الخارجية. |
|
رجوع
|
|
مقالات اخرى لــ احمد زين
|
|
|
|
|
انضموا الى قائمتنا البريدية |
| | |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|