لا أحد يزعم نجاحه التام في إحصاء قاموس المصطلحات الانتخابية التي سبقت الحملة الانتخابية ورافقت مجرياتها ومفاجآتها ثم ازدادت بعد إعلان النتائج بانتظار مفردات ومصطلحات أخرى.
الشارع العراقي كان يتداول وبإسهاب مصطلح "عالانتخابات الجايه" و"اشراح تنتخب؟، ومنو حتنتخبه؟"، بل أن البعض حوّر أغنية عراقية تسعينية على ما أظن وراح يرددها هكذا: "أنتخب لو منتخب.. هي وحده من اثنين" حتى فوجئ الشارع برياح "الشلف والنتف" من قبل هيئة المساءلة والعدالة التي أقصت عدد من المرشحين الذين ينطبق عليهم قانون المساءلة والعدالة بنظرها والمرشحين البعثيين والمرشحين المحرضين على العنف والإرهاب وفجاة خرجت جموع من المحتجين تنادي: "كلا كلا بعثية.. كلا كلا للارهاب.
وفي صبيحة يوم جمعة مشمس استيقظ العراقيون على إعلان رسائل الموبايل الانتخابية عن بدء الحملة الانتخابية ووعودها التي كشفت عن مئات الآلاف من اللافتات "الحضارية" ذات الأحجام التي وصل حجم البوستر الواحد منها إلى حجب واجهة عمارة "أم سبع طوابق في العديد من شوارع بغداد والمحافظات".

الإعلانات الحديثة اكتظت بشعارات ووعود وصور المرشحين وظهر معها مصطلحات انتخابية بالجملة: التمويل الخارجي ودول الجوار والدول الإقليمية والمليارات من الدولارات والهدايا السخية والولائم العامرة وجملة: "بله هاي المليارات لو صارفيهه على الخدمات مو أشرف".؟
الحملات الانتحابية مضت قدما وبثبات، أحد المرشحين استأجر دراجتين هوائيتين وثلاث "ستوتات" وعلّق صوره عليها وراحت تجوب الشوارع. والدعايات فاجأت زوار المقابر ولم يتمكنوا من قراءة آيتين من سورة الفاتحة إلا ومزجوا معها "انتخبوا مرشحكم"! ما أسفر عنها وعن غيرها مصطلح المخالفات الانتخابية وتغريم القوائم المخالفة.
الملفت للنظر دخول صور "المرشحات الجميلات" ولأول مرة سكوب ملون في الحملات الدعائية التي أشغلت سائقي سيارات الأجرة بدلا عن الانشغال بالصاعد والنازل والثكيل كما كان دأبهم.
الخطاطون "طكوا طكوك" وصاروا من أكثر المنتفعين من الحملات الدعائية "الكرف" حيث حولوا دوامهم إلى "شفتات" نهارية وليلية لانجاز الطلبات المغرية من المرشحين "التوب".
ولكن في هذه الانتخابات، والشهادة لله حسمت علاقة المرجعية الدينية مع المرشحين وشاع مصطلح "المرجعية تقف على مسافة واحدة مع القوائم كافة"، ولم تنفع فنون وتفنن البعض باستغلالها اطلاقا.
ومن أهم المصطلحات الخدماتية التي تم تداولهما من قبل المرشحين في دعاياتهما هذه المرة هما: الماء والكهرباء وكيفية معالجتهما باستيراد أحدث الوسائل التكنولوجية الحديثة ومن مناشئها الأصلية لتخليص الناخبين من معاناة شح المياه وانقطاع التيار الكهربائي، ولكن لسوء حظ المرشحين "الماء والكهرباء" قام أحد المقاولين بكسر الأنبوب الرئيسي للماء وبات نصف بغداد بلا ماء للشرب لمدة ثلاثة أيام.
الفضائيات توقفت عن قطع برامجها لنقل جلسة صاخبة جديدة للبرلمان العراقي بعد أن " تقاعد البرلمان " وهذا مصطلح انتخابي جديد، زيد عليه مصطلح: بات البرلمان "أحديده عن الطنطل" ثم شيع مصطلح حكومة تصريف أعمال تحسبا من مصطلح أخر هو شبح الفراغ القانوني.
وأخيرا تحقق حلم السابع من آذار وشاعت معه مصطلحات: المراكز الانتخابية وصناديق الاقتراع ومنع التجوال والاستعدادات الأمنية والحبر البنفسجي والعرس الانتخابي و"اسمي ماكو بأي مركز انتخابي" ورافق ذلك انتخابات الخارج ونقص الشهادات، وما أن انتهى نهار الانتخابات حتى انفجرت مصطلحات: التشكيك والتلاعب والتزوير الخطير والطعون واتهام موظفي المفوضية وطرد الموظفين واحتجاجات القوائم وأزمة الثقة بين المرشحين والإرادات الإقليمية والرجوع إلى المحكمة الاتحادية والمراقبين الدوليين وسطوع النجم الانتخابي المتألق قاسم العبودي.

كما طغى مصطلح فرز القوائم ومعه شاعت مفردات: المالكي/ علاوي وظهر الانزلاق الأمني ومقاعد البرلمان القادم والنزاهة والشفافية والتلاعب بالأصوات، وفجأة ظهر مصطلح فوز قائمة علاوي ومسيرات فرح أنصار قائمته وظهر معهما التزوير والبحث عن المشتركات والقواسم المشتركة والإخوة الأعداء وشكل الحكومة القادمة والأغلبية البرلمانية وحلفاء النضال والكتلة التي تحقق الأغلبية ونص زائد واحد والجلسة الأولى للبرلمان ومن سيكلف رئيس الجمهورية بتشكيل الحكومة المقبلة، وطبعا ظهرت مصطلحات نشوة الفائز واتهامات الخاسر والعد اليدوي وتقديم الطعون بعد ثلاثة أيام ويقابلها مصطلحات: تقبل الواقع بروح رياضية وماراثون بدء المفاوضات بين الكتل السياسية ولا توجد خطوط حمراء مع الكتل كافة ومعها ظهر إرهاب الدولة
ولكن أخطر مصطلح انتخابي بنظر المحللين السياسيين هو العودة إلى "المربع الأول" الله أيكفينه ويكفيكم شره، وطبعا ما زال القاموس الانتخابي مشرعا لمصطلحات جديدة والله الساتر.