انكفأت على نفسي وانا اغادر المستشفى. رائحة الموت تنتشر في كل مكان.
نادتني الممرضة تجاهلت صوتها.اسرعت الى الممر اصبحت قريبا جدا من الباب.
كانت نفسي تراودني ان انظر الى الخلف. قاومت هذه الرغبة وبسرعة اخذت سيارة اجرة
الى شارع السعدون
خمسة الاف
فتحت الباب وجلست
الله بالخير
كان صوتها رخيما
اخوية الله بالخير هاي وين
التفت الى السائق . الجو حار
شسوي افلوس ماكو نصلح التبريد. كل شي غالي .شدكول
صحيح
حاولت ان اغلق الحديث معه. اخرجت سيكارة التفت الى النافذة.
كانت الشظية حادة اخترقت الجانب الايسر من صدرها. نزفت بشدة قبل ان ننقلها بسيارة اجرة الى مستشفى اليرموك. لم يكن الانفجار سوى عبوة انفجرت اثناء مرور سيارتنا بالقرب من تقاطع سكة الحديد في اليرموك.
شاهدت الدخان والغبار الكثيف امامي.
سمعت بعض الاصوات تصرخ. بعدها لم اسمع شيء من شدة الانفجار
رايتها تبكي. وتصرخ لم يتجاوز عمرها سبعة عشر عاما. ركضت نحوها.
الدماء غطت جسدها. حاولت ان انهض
اسرع .قابلني على حملها.
رايت كثير من الشباب يحملون الجرحى في سياراتهم
صرخ بي سائق السيارة
احملها من قدمها
الدماء تترك اثرا.
.........................................................
رائحة الدم تنتشر في ارجاء المستشفى.سالت الممرضة كيف تتحملين هذه المشاهد
ارفع معي واكرمني بسكوتك؟
ماذا تقرب هذه الفتاة اليك"
كانت معي في السيارة وحدث الانفجار.
لااعتقد تعيش . جرحها كبير وينزف بشدة.
تعرف اهلها لا.
فتش في حقيبتها. وابحث عن اي مستمسك.
..................................................................
العصف الذي خلفه الانفجار بعثر السيارة الى اجزاء . كيف يمكن ان اجد حقيبتها.
حاول . اذهب الان
كانت لهجة الممرضة حادة. وجدت نفسي قرب التقاطع مازال الناس متجمعون حول مكان الانفجار فالمسافة بين المستشفى ومكان الانفجار لم تكن بعيدة.
.............................................................................
اخونا بشارع السعدون وين؟
قرب التمثال
زين مابقى شي
حاولت مرة اخرى ان اتجنبه.
اسمها هدى حسين محمد تسكن في البياع طالبة في الصف السادس اعدادي هذا ما تعرفت عليه من خلال اوراقها.
رميت اوراق بوجه الممرضة وصرخت بها انت اتصلي اما انا لا. ماذا اقول لاهلها. انت تعرفين ماذا تقولين
تركتها............
تفضل اخويه وهذا التمثال.
........................
بغداد/ |