البنادق مرفوعة بالطول فوق الرؤوس كأنّ الجنود يعومون إلى الرقبة في طوفان البنادق مرفوعة بالطول والأصوات يشقّ بعضها بعضاً
العربات عائدة ببقايا الأحياء أكتافهم بلا رتب، وقمصانهم بلا أزرار أياديهم مجاديف في نهر جافّ من موجة يابسة إلى موجة نوح..نوح.. نوح بقايا أحياء، وأكتاف بلا رتب في حومة كهذه لا تهمّ الأطراف المفقودة بقيّة إنسان أيّة بقية تكفي المهمّ أنْ لا يختفي الإنسان كلية النجاة في الحرب هي الآنتصار الحقيقي أوّلاً وآخراً أيّة بقية تكفي. لا تهمّ الأطراف المفقودة في عداد الأموات والأحياء في آن واحد كلّ فرد في العربات العائدة في عداد الأموات والأحياء الشكّ واليقين، الموت والحياة مضفوران معاً الآن لحظات فقط ويتبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض سيكون الميّت ميتاً إلى الأبد، والحيّ حيّاً ولو جزئياً الأزمات الحاسمة قاصمة بلا ريب لأنها تنجي وتميت بلحظة كالصاعقة تهجم مرّةً واحدة وأنت غافل كالطوفان لا ينتظرك تجمع أثاثك أو تلبس ثيابك بحشمة في هذه الحومة سيكون الفرح فرحاً والحزنُ حزناً عالمان منفصلان تماماً والأنانية أشدّ طبيعة في الإنسان تلك آمراة تفتش عن آبنها تلوب كزورق تكسّرت ألواحُه وعلى بعد أشبار، عناقٌ، كأنّه أبديّ لا ينفصم العرس والمأتم شجرتان متداخلتا الأغصان و منفصلتان تماماً.
من قصيدة أطول بعنوان "هل وصلت الطائرة العراقية بعد؟"
|