السراب
سلي دمعي غداةََ سحا وسالا على الخدينِِ قطرا ثم جــــــالا
سلي عينيَ هل هطلا لخشفٍ تغنجَ حين أقبلَ ثم مــــــــــالا
تعززَ في تمشيهِ آختيـــــــالا وفاقَ بروعةِ الغنجِِِ الــــــدلالا
جميلٌِ في تبسمهِ كبـــــــــدرٍ وداسَ بطلعةِ الوجهِ الجمـــالا
لهُ ثغرٌ صغيرٌ فيـــــــــــهِ در تلألأَ حين يبتسمُ آختيــــــــالا
وأنفٌ لا ترى فيه آعوجاجا وفاقَ الثغرَ حسنا واكتمـــــالا
تغزلتِ العيونُ به طويـــــلا وصارَ المبسمُ العطرُ اكتحــالا
يودُّ الوصلَ منهُ كلُ قلـــــبٍ تزاحمَ كي يرى منهُ النـــوالا
تكسرتِ القلوبُ بجرفِ بضٍ أراها الوصلَ هُلكا أو محــالا
========================
لعنة وطن
قلوبٌ لا ترى فيـــها سوى الآلامُ تدميـــــها
ودارٌ طالما شبعـــت من الخيرِ الذي فيـــــها
فأمسى في نواحي الدار نعيبُ البومِِ يشديـــــها
فواأسفاً لتلك الـــدار وواأسفاً لبانيـــــــها
توّلتها كفوفُ الغــدر هدماً في مبانيــــــها
فلا أدري أسخطٌ حــلّ أم دهرٌ يكوّيـــــــها
ولا أدري أبعدَ البــوم يأتي صائحٌ فيــــــها
فتبقى مثلَ رمسِ الأمس سلواناً لباكيـــــــها
أما من صارمٍ شــرسٍ غيورٍ من ذراريـــــها
ُيجّدلُ َمن كساها الــذل يقصمُ ظهرَ ُمرزيــــها
وُيسكنُ تلــكمُ الأرواح عن الشكوى لباريــــها
وقالوا تلكَ دارُ الســوء أدمتها أياديـــــــها
فذاقت طعمَ ما صنعــت وجرت كأسَ ساقيـــها
فصارت كّلما نهضـــت زنيم جاءَ ُيدميـــــها
ُيريها من فنونِ الظلــم ألواناً يروّيـــــــها
فتترعُ في حياضِ الموت لاأنسٌ يواسيــــــها
ألهي أنتَ ربُ الكــون فارحمها وداويــٌـــها
sas_zuhairy@yahoo.com |