|
|
دبي تمنع الفائزين العراقيين بجائزتها الثقافية لعام 2009 من دخول اراضيها |
|
|
|
|
تاريخ النشر
06/12/2009 06:00 AM
|
|
|
هكذا إذن ... هكذا اذن وبكل اذلال منعنا من السفر الى ( دبي ) لحضور حفل توزيع جوائز جائزة دبي الثقافية الابداعية الدورة السادسة 2009 ، حاولنا نحن ( عمر عناز الفائزة بجائزة الشعر وسمرقند الجابري الفائزة بجائزة القصة وانا علي عبد النبي الزيدي الفائز بجائزة الرواية ) ان نعرف الاسباب الحقيقية وراء هذا المنع ، في البدء اخذوا نسخ من جوازات سفرنا ولمدة شهرين متكاملين نحن على اتصال مستمر مع منسق جائزة دبي ، وجرت الامور بشكل طبيعي لكون الجائزة عربية وكبرى وهي معنية بالادب العربي ، اي انها غير خاضعة للواقع السياسي العربي عموما ، بدليل ان شروط الكتابة للجائزة لم يذكر فيها اي شرط يشير الى الانتماءات او المواضيع التي تتعلق بالمشهد السياسي العربي على الاطلاق ، ومن هنا كما ارى تأتي اهمية هذه الجائزة اولا ولكونها مفتوحة للادباء العرب ثانيا ، ولكننا فوجئنا فعلا نحن ( الادباء الثلاثة ) عندما قرأنا في مواقع الانترنت ان الاحتفال اقيم في 20/10/2009 ولا نعلم ما حدث ، فنحن وقبل ثلاثة ايام من هذا التأريخ اتصلوا بنا وقالوا سنرسل لكم ( الفيزا ) فما الذي حصل ؟ الذي حصل اننا اتصلنا بالمشرفين على الجائزة فأخبرونا ان الموضوع ( سياسي ) وانكم غير مرحب بكم في دبي من قبل حكومتها ، ما هو السبب ؟ قالوا : العراقيون غير مرحب بهم في دبي ، ولم نستطع ان نحصل لكم على فيزا على خلاف كل الادباء العرب الذين حصلوا على فيزا خلال ساعات ، نعم ساعات ، تصوروا الحال ، تصوروا الاذلال والحزن والخيبة والالم الذي اعتصرنا نحن ( الثلاثة ) ونحن نواجه بتهمة الانتماء الى ( العراق ) هل صار الوطن تهمة حقا ؟ كيف ؟ ما الجريمة التي ارتكبناها عندما ولدنا في وطننا العراق ؟ ماذا فعلنا نحن الثلاثة ؟ هل اعتدينا على احد ؟ قتلنا مثلا ، فجرنا ؟ سرقنا ؟ من يستطيع ان يجيب على هذه الاسئلة من ساستنا او من مثقفينا الاحبة ؟ اي ألم عندما تبلغ انك عراقي ... وهذا يعني انك مجرم في نظرهم ، انهم لا ينظرون لك بكونك اديبا عراقيا ولك منجز ادبي محترم في وطنك ، قلنا لهم : نحن لا نعمل في السياسة ، اذا كانت السياسة العراقية الجديدة تغيضكم فعلا ، او التغيير الذي حصل في العراق تقفون بالضد منه ، وقلنا لهم نحن ادباء لسنا بارهابيين يمكن ان يفجروا في الامارات او يعيثوا في بلدكم الآمن خرابا ، نحن حتى لا نعرف كيف نرمي ببندقية او بمسدس ، سلاحنا الحقيقي هو القلم والورقة ليس الا . وهكذا احتفل كل الادباء العرب من الفائزين في الامارات بكامل التكريم والحفاوة ، واستلموا جوائزهم المادية والاعتبارية إلا نحن ادباء العراق اولاد الخايبه ، و( إلا ) هذه بدأت اكرهها لانها ادة استثناء سخيفة وحقيرة الى ابعد ما يكون السخف في عالم القواعد العربي ، ومن هنا .. ما الذي بقي عليّ قوله لكم ايها الاحبة من مثقفينا اولا ، وما الذي بقي عليّ ان اقوله لكم ايها السياسيون في البرلمان وحكومتنا المنتخبة رغما عن انوف من يتربع على العرش الى يوم القيامة ثانيا ؟ بالرغم من التهميش العربي المقصود ، جاء التهميش العراقي ليكمل الحلقة .. وهو اشد مرارة واقسى مايكون الالم ، ففوزنا العربي وتربع ادباء العراق على الجوائز العربية لم يحرك احدا للقول ( مبارك ) لكم ، لا احد الا بعض الاصدقاء من الادباء المحبين لنا ، في حين عندما تفوز الفرق الرياضية وفي العاب حتى لا نعرفها تقوم القيامة ولا تقعد ، الاحتفالات ونشرات الاخبار والتبريكات والتهاني والسبتايتلات من مكتب رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء والبرلمان العراقي ووووووووو ، ربما سيقول احد الاحبة من مثقفينا نحن لا نهتم بكل هذا ، المهم فوزكم .. فأقول له : لا ايها الصديق ، الاديب يحتاج ان يحتفى به في وطنه وهو حي يرزق ، يحتاج ان يرى الاحبة من ( اهله ) ومن دمه ولحمه وهم يهتمون به ويستقبل التهاني من هنا وهناك ، فما اعز ان يحتفي الوطن بمبدعيه ، وما اروع ذلك .. وهو اسمى مايكون في حياة الاديب ، فهو شرف له ، فنحن جزء من الامة العراقية البهية باسمها ، والجميلة بوجود ابنائها المبدعين من مثقفي العراق الحبيب ... انني اطالب الساسة عندنا في العراق اتخاذ موقف واضح من الحكومة الاماراتية وخاصة حكومة دبي ، واستدعاء السفير الاماراتي للاستفسار عن هذا الموضوع ، وامكانية قطع العلاقات الثقافية على اقل تقدير مع الحكومة الاماراتية ، واذا لم يجب السفير الاماراتي في العراق على اسباب منع الادباء من السفر الى الامارات .. بحث امكانية طرد السفير من العراق ، وهذا موقف مشرف وعظيم يحسب لحكومتنا المنتخبة بشرف ، سيذكره التأريخ لهم باحرف من نور ، لانهم وقفوا مع الثقافة ضد السياسة العربية المهينة على الدوام للمثقف العراقي ، وبذلك سيوجهون رسالة لكل الحكومات العربية : إن ادباء العراق ليسوا بإرهابيين . Zaidi65@maktoob.com |
|
رجوع
|
|
مقالات اخرى لــ علي عبد النبي الزيدي
|
|
|
|
|
انضموا الى قائمتنا البريدية |
| | |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|