-2 -
هل وجد المنأى
من ذلك الاذى ؟
قد عشت ُ احداثاً
شاب لها الولدان ُ
ومت ُ مراتٍ
ولم ازل احيا
كانني انسان
وما وجدت منأى
من ذلك الاذى
-3 -
قد كنت في الكهفِ
محارباً عدوي
واسمه الحيوان
مخترعاً اسلحتي
وكاتباً على جدار كهفي
اسطورتي العظيمة
اسطورة الانسان
ميَزني عقلي
وميَزت وجوهها
انيابها
وكان لي وجه جميل ٌ مرةً
ومرةً اقبح ما فيه
اناقة ُ الاسنان
تسكنها وحشيةُ الانياب
ذاك الذي قد كانْ
وكان في الارض ِ
متسعٌ ومنأى
-4-
اذ لم تكن حدودها
حديدْ
ولم يكن بارودها
بريد ْ
وحزنها في اللحن ِ كان مرةً
ومرة ً في الحدث السعيد ْ
لكنه مؤقت ٌ ولم يكن شديد ْ
(وكان في الارض ِ
متسع ٌ ومنأى)
اذ كان في الشريان
دم ٌ نظيف
لو سال في الارض ِ
تكرهه ُ الارض ِ
وقيل ان الارض
لا تشرب الدماء
لانها كانت تحب ُ صاحبه ْ
صديقها الانسان
-5 -
(وكان في الارض ِ
متسع ومنأى )
لانها لم ترَ بعدُ منظر الجنودِ
في ملابس الحديد ْ
ولم تر َ الحديد َ في ملامح الجنود ْ
ورغبة القتل
تصرخ في شهادة الشهود ْ
وذلك الانسان
يحلم بالبراءة ْ
لانه بريء
ولا يريد ان يسمى
من بعد قتله ( شهيد )
(وكان في الارض منأى )
لانها لم ترَ بعد ُ قاتلا يقود ْ
او سارقا يسود
او شاهدا زورا
(في الحد قد جلد
وهو ضنين في النسب)
ويدَعي بانه الحق
والكل ُ حول عرشه ِ شهود
وكانت الحدود
متاهة ً يحبها الانسان
لأن فيها ذلك المنأى
لو ظُلم الانسان .
-6 -
(ولولا كونكم في الناس ...)
وكان ذو القرنين
قرن ٌ به اراد َ ان يفقأ كل َ العيون
وقرنه الآخر
تلك الجيوش استبدلت
بعقلها القرون
(كل الحقول احتفلت بمقدمه ْ
أن خلعت اخضرها
لابسة ً احمرها
وجفت العيون )
(ها قد سجدنا كلنا
لكن بلا رؤوس
ها قد نظرنا كلنا
لكن بلا عيون )
(يا مرحبا ً بذلك العظيم
دك َ الديار كلها
بغابة ٍ من القرون )
(لو كان في الارض ِ
منأى من الاذى )
اذن لكنت هاهنا
اروي لكم ما كان
لكنني جمعت ُ اوصالي
كي اكمل القصيدة
فانهرست ْ ولم اجد
منها سوى يدي
تحمل صورة العظيم ِ ( ذي القرنين )
-7 -
( فلاقطعن َ ايديكم وارجلكم من خلاف )
لافتة ُ بعرض هذي الارض
من قطبها لقطبها
قد لفَت البلدان
والناسُ راكعون
لا تُرفع العيون
الا كي تدعو
(طول البقاء ِ ربنا
لسيدي فرعون )
وارتفعت له
اروع ما شيده ُ الانسان
(اهرامنا هذه
تحفظه ُ..سيدنا ..فرعون )
(عظامنا تحتها
لو شُيدت
لانهارت الاهرام
حزناً على الانسان )
(كليوباترا ....
اين من عينيك ِ هاتيك َ المآسي
اين من عينيك ِ بحرٌ من دموع
تلك اهراما ورثتِ
ذاك انسانا ً سحقت ِ
قادك العقل الرهيب
عقلك ِ الامر من موقعه ِ
ذاك المكين
مابين فخذيك ِ )
هل ان في الارض ِ
منأى عن الاذى
- 8-
(كان الواحد منهم يحمل خنجر)
امام عشرةِ مسلحين
يقتلهم وهم وقوف ْ
ايديهم مشلولة ُ
كأنما الله
انزل َ في قلوبهم رعبا
(حتى الخيول
حنو ٍلهم لا تاكل النبات
بل تأكل اللحوم )
جنكيز يا جنكيز
جنكيز _خان _
لكنه ما خانه انسان
خوفا ً من القرار ِ رقمه ُ ....
ذاك الذي يقضي
من خان َ جنكيزا ً
اخرجه جنكيز
من عالم الانسان .
(ولا ادري بقاؤك َ ما الذي يعني
وانَك جثة ٌ
في ظل ِ جنكيز ٍ
وكيف لجثة تعدو
وتهتف عاش جنكيز )
(ذاك كل ُ ذاك قد جرى
فهل في الارض ِ منأى للكريم عن الاذى
-9-
(سبع ٌ عجاف ُ اكلت ْ سبعا سمان )
(وانا اعصر خمرا ً)
ذلك الخمر اراني
ان الفا ً جائعات ْ
لدم الانسان
ثم الفاً هائجات
بجنون البقر ِ
ثم الفا ً ناطحات
بقرون البشر ِ
ثم الفا ً اكلات
للحوم ِ البشر
ثم الفا ً عاميات
لضياء النظر ِ
ثم الفا ً طافئات
لضياء الفكر ِ
ثم الفا ً زانيات
هاتفات ٍ (كلنا نحن العذارى
امهات لجذور البشر )
ثم سبعا قائلات
بحياءٍ ( قد أكلنا )
اكلتنا كل ُ هاتيك الالوف
من سمان الزانيات
انما نحن امهات البشر ِ )
(هل كان من هذا
منأى عن الاذى ؟)
-10-
(ولولا ثلاث ٌ هن من عيشة ِ الفتى
وجدك لم احفل متى قام عودي )
كانت له ثلاث
من اجلها قد عاش
خمرٌ وامرأة ْ
ونجدة ُ المحتاج ْ
(بالسرعة ِ الفائقة )
كانه ( السرحان )
-11-
(واني امرؤٌ عاف ٍ انائي شركة ٌ )
قد كان وردياً
في كل احلامه
(وعروة ً ) قد كان
في كل احزانه ْ
وزهرة ً قد كان
في جدب صحرائه ْ
قصيدة ً قد كان
في صورة الانسان
رائعة الالوان
طاهرة ً اللسان ْ
-12-
(وما الحرب الا ما علمتم وذقتم ُ
وما هو عناه بالحديث المرجم ِ )
وكل ٌمن معك ْ
قد عاش حاضرك
وكلُهم تقاتلوا
وكلهم قد نشروا
ما بينهم (عطور َ منشم ِ )
ان ْ كانت الصحراء
قد خلقت شرهم ُ
قد خلقت غلظتهم ْ
فما الذي قد خلق السلام َ فيك غابة ً
وماالذي قد جعل المحبة ْ
دورتك َ الصغرى
دورتك الكبرى
تلك التي جرت ْ
وعطرت ْ دمك ْ ؟
لو انني عشت ُ معك
لكنت قد دعوت ُ للنبوة ْ
لكي تكون خاتما ً
في اصبعك
13-
(سئمت ُ تكاليف الحياة ِ ومن يعش ....)
(واذا الشيخ ُ قال اف فما ملَ حياة ً
ولكن الضعف َ ملا )
(واذا المنية ُ انشبت اظفارها
الفيت َ كل تميمة ٍ لا تنفع )
اكنت َ قد سئمتها
لذلك الضعف ِ
في جسمك َ النحيل ْ
ام حاجة الاُذن ِ
لذلك الترجمان
ام كنت قد سئمتها
لذلك الجهل ِ
وذلك القتل ِ
وذلك الفشل ْ
في ان تكون لست َ منهم ُ
وان تكون وحْدك َ الانسان ؟ )
14-
(اريني جواداً مات هزلا ً لعلني
ارى ما ترين َ او بخيلا مخلدا )
وقد كان عيوق الثريا حاضراً
او كذاك قد كان السديف )
اكنت تريد الدليل
اما كان يكفيك َ كل الشهود
الوف الضيوف
اراني بكيت طويلا ً
لذلك الحصان
وتلك الدماء
تسيل شهادة ْ
ويفخر ُ بالمجد ِ انسان .
15-
(ارى لي َ وجها ً شوه الله ُ خلقهُ ...)
كرهت َ دنياك
في ذلك الزيفِ
ام قلبك َ العطشان
في ذلك الصيفِ
(عطشان للمحبة
وكاره ٌ للجوع
وعاشق ٌ صغارك الزُغبا
وعاشق ٌ هدية َ الاباء
في لحظة ِ الرجوع .
كذبت َ في تلك ِ
لو لم يكن وجهك في صفائه ِ
لو لم يكن قلبك في جماله
لكنت َ فجا ً فارسا ً همام ُ
وخالدا ً في حومة ِ القتل ِ
تلك التي كان اسمها (بطولة)
يكفيك من كل ذاك
براء ة ً
حبك َ للطفولة
(نقيٌ انت َ من دنس البطولة
بهي ٌ انت في ظُلم الظلام ْ
جميل ٌ انت والله
لانك صادق ُ الشكوى
فقيراً كنت في الصدق ِ
(وغيرك َ طاعم ٌ كاسٍ
ويقصد ُ ناعم َ المأوى )
16-
كلكم راع ٍ وانت َ
لست سلطانا عليهم
انما انت مُذكرْ
فلتذكر ْ:
وجعلناكم من الماء ِ ولستم ْ
غير هذا الماء ِ مكسوا ً بطين ْ
منه كانت نطفة ٌ
بين صلب ٍ وترائب
صرتم منها شعوبا ً وقبائل ْ
كل من دب َ عليها
فهو شعب ُاو قبيلة
ان ارادت
كان في الارض سنابل
ان ارادت
كانت الارض خرائب
رغم ان الارض تكفي
كي تعيشوا في محبة
غير ان الشر َ طبع ٌ
فاندفعتم بالمعاول
بالخناجر
بالسيوف اللامعة
غطت الرايات
(بيضا توردون
ثم حمرا ً تُصدرون )
هذه الارض دماء
وانا ما كنت غائب .
فلْتذكر
واستوى نوح ٌ
على الجودي يبكي
اذ رأى الطير نجاة ً
وابنه ليس بناج ِ
وانا وحدي عاصم
وانا وحدي من اطلق
فوق الماء ِهاتيك الحمائم
وانا وحدي من ينجي ويهلك
كلكم فان ٍ رماد ٌ
وانا وحدي َ قائم ْ
فلْتذكر ْ :
(فاما ثمود ُ
فبالطاغية
وعاد ٌ بريح رهيبة
وصالح انجينا
لكي نوصل الخير بالشر ِ
ونوصل حجاج َ ثقيف ٍ
بصالح
كذلك ادعى
واني اراه ُ
وما كنت عنه بغافل
لقد امنَ بي
ليجعل عرشي على رأس ِ كل ِ جريمة
(وما كنت عن ذاك بغافل )
(اسفت ُ كثيرا لاني خلقت ُ خنازير لهذي الدماء
يصولون باسمي
قساة ً وحوشا ً حميرا بغالا ً كلابا ً اسودا ً
ويتلون اني خلقتهم
في احسن التقويم
(هم العدل والانسان
هم العدل والسلطان
وفيهم دماءٌ تنز ُ
وفيهم عروش ٌ تُهز ُ
فيصلون نارا بدنياهمُ
وها اني احضرت ُ كل الشهودْ
لاجعل منهم شواءً ينقي الحقيقة
بذاك الدخان الكثيف
دخان الجحيم
دخان الحقيقة
فلْْتذكر ْ :
انهم يدعون من دوني اناثا
من حجر
ويقولون (بناتي )
وبناتي يؤدون
دون ان تذرف دمعة
هم قساة قاتلون
وانا رب ُ المحبه
انهم لي كارهون
فلْتذكر ْ :
ابن حرب تاجر ٌ
انه صاحب عيرٍ ونفير
وابو جهل منافق
جهله فيه شهيق ٌ وزفير ْ
(ليت هندا ً انجزتنا ما تعِدْ ....
وعدها اكل ُ الكبود
ستقول
(أنبي ٌ وحقود ْ )
انه ابن الوليد
سيفوز في اثنتين
انها الاولى (أُحد )
وتكون الثانية
(رأيتُك َ في يده
قاتلا ابن نويره
مستبيحا زوجه
ناثرا مال العباد
بين ايدي الشعراء
(لو انها كانت معه
لباركته قائله :
انت الذي كنت حبلا من مسد )
(فجرا ً تقول ُ أحَدٌ احد ْ
وفي الظلام انت صاحبي
واللات ُ ام مجدنا
الهنا الاحد
لو مُد في عمر ابي جهل ْ
وقال مضطرا ً
(ان لا اله الا الله ...
لكان قائدا عظيم
ندرس سيرته ْ
مثلك َ يا ابن الوليد )
لكنني اعلم
لست سلطانا عليهم
انما انت مذكرْ
لكنهم سيجعلون منك ذلك السلطان
ذاك حديث الغدير
ذاك حديث الاربعاء
وهؤلاء نصروك
وهؤلاء معك قد هاجروا
وذاك سعد ٌ بن عُباده
وذاك عمر الخطاب ْ
(وسوف لن يلتقيا
بعد الذي كان ْ
في تلك السقيفة . )
وعلي ٌ حائر ُ العينين
(هل مات اخي
هل مات ابي
هل مات النبي )
ويسمع الصدى
(من كان يعبدُه ْ
فانه قد مات
من يعبد الله
فالله قائم وحي ْ
وانتم الاموات )
لكنها الدنيا
بعدك سوف تنتفض
مهووسة ً بالذهبِ
مهووسة ً باللعبِ
على حبال مسرح ٍ كبير
حبالهُ الارض ُ
من فارس ٍ للهند ِوالصين ِ
وارضه ُ من ذهب ٍ مذاب ْ
الاصفر ُ
لون عصا من امسك الدنيا
والاحمر ُ
لون الذي عاش على اديمها
كان اسمه ُ رعية َ الله ِ
ويصيحون بعدها
رعية السلطان .
تبت يدا ابي لهب
ومن معه ْ
وبعدها اليك ما جرى
(ثلاثون الفا ً
رؤوسا سقطن َ
اياد ٍ قُطعن َ
دماء ً سُفكن َ
وكان الجمل
الها ً لحرب بسوس ٍ
وليس لعبس ٍ
وليس لذبيان فيها دخل ْ
فهل كان يدري الجمل ْ
بما كان حول السنام ْ
أكان مع الحرب ام كان َ
يحلم ُ حلم َ السلام ْ
(حلمت ُ بأن الجمل
قضى كل َ ايام حربه ِ
بكاء ً بكاء ً بكاء ْ
على كل رأس ٍ سقط ْ
على كل كف قُطع
وكان تمنى على ذاك السنام ْ
يحط ُ الحمام ْ
ليبرك َ يركع َ يسجد
يبرأ َ من اي روح انتقام )
لقد كان يعشق عاقولَه ُ
وكان صديقا لذلك العطش
وينقل ماءً
ويرعى دماءً
(افلا ينظرون الى الابل ِ كيف خلقت )
(او لا ينظر الانسان انا خلقناه من قبل ُ ...)
الا تنظروا اخاكم قطيع اليدين
وكان وما زال احلى اثنتين
(العاقل ُ وغيرُه البهيمة
العاقل ُ وغيرُه ُ البهيمة )
سواءٌ عليهم أأنذرتهم ام لم ....
فهم كافرون
افلا يتدبرون ؟
لكنها الاقفال
شدَت على القلوب
( ألا لا تظالموا ....)
وكان الوداع ْ
وعادت حليمة ْ
ديدنها الظلم ُ
وهمها الغنيمة
ابدلت ْ الولاة ُ بالاصنام
وعُير ابن ياسر
بانه عبد ٌ
من بعد ما حرره ُ الاسلام ْ
وجاء (مسلم بن طاهر )
ليستبيح َ حَرة َ المدينة
وتحمل النساء
من جُنده ِ سفاحاً
ويذبح َ الانصار
ثأراً لما قد كان في بدر ٍ
(لكن على اسم الله
قد ذبحوا كأنهم نعاج )
وبعده سار (عبيد الله )
ليستبيح كل مسلم ٍ
في كوفة ِ الدماء
وبعده قد ثأر المختار )
ليأتي ( مصعب ٌ )
من بعده
ليذبح البقية
وبعده ياتي ( فتى ثقيف )
يخوض في نزيف
من دم كل طاهر شريف
(مات السلطان ْ
عاش السلطان
رنت ْ في الحان ِ الالحان
القى الشعراء ُ الخصيان
قصائد تعلو بالسلطان
فوق الانسان
ومن خلق الانسان )
وخارج اسوار السلطان
( الجوع غذاء ْ
والداء ُ وباء ْ
والموت شفاء ْ )
17 _
(ليلتي هذه عروس من الزُنج
عليها قلائد ٌ من جمان )
ما كنت ُ اعمى
بل زمانُك كان اعمى يا بصير ُ
ونهارهم تلك العروس
وفكرك الصافي جمان ُ
انكرت َ عزتهم باثم اميرهم
انكرت َ قوتهم بضعف ِ فقيرهم
ناورت َ حبل َ قضاتهم
كي لا تموت بكذبة ٍ
هم صانعوها
من بعد صُنع ٍ قدسوها
(قف بالمعرة وامسح خدها الثريا ...)
قف واسأل العملاق
اعمى انت ؟
ام نور ٌ اضاء َ عمى البصيرة ْ ؟
علَمت كل الناس ان لا يخجلوا
من انهم عميان رغم عيونهم
حتى يقولوا :
الظلم ُ اسود ُ كالح ٌ
حتى وان سرق َ القمر ْ
والحق ابيض رائع ٌ
حتى وان سحقته ُ اكوام ُ الصخر
(الحق شمس في الظهيره
والظلم ُ عار ٌ في العشيره )
( غير مجد ٍ في ملتي واعتقادي
نوح ُ بال ٍ ولا ترنم شاد ِ
وشبيه صوت من يصرخ في عز الولاده
بصراخ الام في موت الوليد )
(يا حمامة ْ
لم َغنيت ِ ...حزينة ْ
يا حمامة
لم غنيتِ ....سعيدة ْ
يا حمامة...
ذلك الغصن ُ
وفاةٌ ام سلامة ْ ؟
يا حمامة ...
(اعرفت ِ ان الشاعر الاعمى بصير ْ
اعرفت َ ان ظلامه ُ لغز ٌ منير
اعرفت ان الحيرة الكبرى لديه ِ
حين يحتار ُ : حمامة )
يا حمامة
لا تخوني ذلك القبر َ
باطراف ِ المعرة
انه في ذلك القبر
وانت ِ
وحدك الان له
غصن المسرة .
لانه وحينما احتُضِر ْ
قالو له
حمامة
مذبوحة ً تاكلها
وتُكتب ُ السلامه ْ .
كم كان محبا ً تدرين
كم كان مريضا ً
تدرين
كم كان حزينا ً
تدرين
لكنها السعادة
لكنها الحياة
لكنها السلامة
في انه يموت
لكي يرى الحمامة
سالمة ً مغنية
في غصنها المياد ْ
وحيرة ً الخَلْق .
في لحنها الاخاذ ْ
(اتراها لكثرة ِ العشاق ِ
تحسب الدمع َ خلقة ً في المساقي )
ام تراها لكثرة ِ الاموات ِ
تحسب َ الضحك َ
روعة ً في النفاق ِ
( والذي حارت البرية ُ فيه
بالتاويل ِ كائن ٌ ذو نقود ِ )
والنقود ...
ما لقيصر ْ
فاعطه ِ حق َ السيادة
(غضب ٌ سجن ٌ اعدام )
اما حق الرب
فالرب ُ رحيم
والزمن طويل
(لكن
كي لا تنسى
فتذكر
القيصر ميت ٌ
والله الباقي
القيصر موت ٌ
والله ولادة )
انت اعطيت القيصر
ما اراد
خجلا ً ثم اعتذار
باللسان
غير َ ان القلب مملوء ٌضغينة
ثم اعطيت لذاك الرب في قلب السماء ْ
كل ذاك الوهْج ِ في العين الحزينة ْ
كل ذاك الدمع ِ في الرؤيا السجينة )
(اتراه ُ خذلك ْ
اتراه ُ لم يكن ذاك المحب ْ
اتراه ُ قتلك ْ ؟
في ظهور من تُحب
قاتلا ً كل ظلوم ٍ ظلمك ْ ؟
( واني وان كنت الاخير زمانُه
لات ٍ بما لم تستطعه ُ الاوائل ُ )
والسؤال : ما الذي انت َ استطعت َ ؟
انه الاعظم ُ فيما يستطاع ْ
( انت وهبت َ النور
من بحر الظُلمة ْ
وتجرعت السم ْ
من اهل النقمة ْ
لكنك لست الاول ْ
سقراط ُ اخوك
لكنك لست الاخِر ْ
فالظلم امام ٌ بعدك
والظلم ُ امام ٌ قبلك
(وثورة الفكر تأريخ يحدثنا
بأن الف مسيح ٍ دونها صُلبا )
كنت تريد ُ ان يكون خاتمة ْ
لذلك الطغيان
زمانك الخوان
ولم تدر ِ
فقد مُت َ
وشاخ َ الحق ُ في القِدم ِ
وافعى ذلك الظلم ُ
وافعى ذلك الجهل ُ
(شباب ٌ دائم ٌ يعلو
وتنزع ُ جلدها دوما ً
وجلدُ الحق محترق ٌ
ونور الحق في الظُلَم ِ )
أبا العلاء ْ
لم تدر بالذي جرى
من بعد ذلك البلاء
صار غناء الناس
من فجرهم لليلهم بكاء ْ
اُسقطَ في ايديهم ُ
فلم يعد بينهم ُ
مصباحهم (ابو العلاء )
بل صار في ايديهم ُ
دجالهم
(ذاك علاء الدين )
وذلك المصباح.