يحدثنا التاريخ الطويل الذي مرت به البشرية منذ ولادة ادم وطوفان نوح وهجرة إبراهيم الخليل قيعان العراق وانهزامه من النمرود وناره الحامية التي سجرها له فصارت بردا وسلاما وغادر ارض بابل وأسدها الرابض على أعتاب الجنائن المعلقة والانسانيه المعذبة تتعرض الى الأذى والتخويف والتشويش الفكري من قبل الكهنة ورجالات الدين المتخذين من الملكوت المقدس وجنانه وناره الحامية أرباب لهم منذرين أبناء البشر بهما لغرض أن يدين الجميع بالولاء المطلق لملوك والحكام الجائرين التي ابتليت بهم الشعوب والأمم مع علم أولئك الكهنة ورجالات الدين بظلم وقساوة أولئك الحكام وأنهم من ذوي النفوس الشريرة وبعيدون عن أخلاق الله الرفيعة ومبادئه السماوية القيمة ولا ينكر الانسان السوي أن المجاميع البشرية تتطلب قياده تاخذ بيدها الى بر الامان ويكون لها يعسوب تصطف معه يستحق منها الاحترام والطاعة وتنفذ برامجه العسكرية واللوجستيه والسياسيه لانها تعلم انه الحق وعليها الطاعه وعدم التمرد على ذلك اليعسوب والقائد الذي يتصف بالعدل والصدق والامانه والشكيمه وسعة العقل ورجحان المباديء وذي عاطفه محكومه بنوازع نظيفه واخلاقيه عاليه لاغبار عليها فمنذ فجر السلالات واور نمو وسرجون الاكدي وحمورابي ونبو خذ نصر والبشرية تلوك العلقم من اولئك الحكام الذين تربعوا على دسة السلطة واصبحوا رعاة الامم والشعوب ويعاسيبها وعلى الاجناس البشرية الخضوع والولاء المطلقين بدون راي ومشاورة .
نبدا بيزيد ونيرون وهتلر والحجاج وستالين وفيشي وساوشيسكو واخيرا صدام والقادم لم يعرف اسمه انهم شواهد شاذة وشريرة في عالم الحكم والتسلط ذاقت الانسانية منهم الذل والهوان ورموا بها الى الحتوف وفي مطلع القرن العشرين حتى نهايته شهدت الامة العربية والاسلامية نماذج شاذة وسيئة من اولئك الحكام يحكمون بنظرية التفويض الالهي ( المسؤول مصون غير مسؤول ) امثال ال السنوسي وال البدر في اليمن وال سعود في الجزيرة العربية وفي ايران محمد رضا بهلوي وسوهارتو في اندنوسيا وفي منطقتنا العربية ابتليت بحكام جائرين من طراز حاكم مصر الاوحد حسني مبارك وقذافي ليبيا وحاكم سوريا وابنه اما طاغية بغداد فلا غبار عليه لقد جاءوا بانقلابات عسكرية وعلى سرف الدبابات مدفوعة الثمن ومن خلال التزوير الانتخابي والسرقة والسطو وهم اسوء ما جاءت بهم الاحداث والاقدار ويحملون لوحة فاسدة في دنيا التاريخ الحديث وتكون نهايتهم مروعة كما حدث لصدام ولا تفيدهم عند ذلك أبخرت الكهنة ورجال الدين و وعاظ السلاطين ولا دعواتهم وعوذهم الشيطانية .
استبشرنا خيرا بسقوط الطاغية وزوال شيطنة عبادة الفرد ( الأوثان والأصنام المتحركة ) وكان املنا ان نوحد الله سبحانه وتعالى ونصلي على نبيه واله الأطهار واصحابه النجباء وان البشر مهما اوتي من العلم والعقل والحكمة يبقى ناقصا امام الله الا الانبياء والصالحين الذين هم اوتاد الله في لرضه يبشرون بوحدانيته .. المضحك المبكي اختفاء صنم وظهر أصنام في دنيا العراق وعلى الجميع الطاعة لهم والابتهال لهذه البضاعة الفاسدة فيعبد البعض العلوي والأخر شيخ العشيرة وثالث رجل دين واخر جده من قادة ثورة العشرين او من ارباب الشورجة القديمة وهذا من الطائفة الفلانية او من الحزب الثوري واليساري والقومي والديني الذي انقسم على نفسه ثنائي وثلاثي ورباعي لأهواء وشجون شخصية ولا يدري البسيط لمن يتبع .
العراقي يغرق في هذا الكم الهائل من ألافتات والعناوين وهل يكون ولاءه ديني مذهبي عرقي اجتهادي حوزوي تكفيري الذي يدفع له المال السخي ليصبح إرهابيا رغم انفه ليتوب بعد سنتين معاهدا نفسه على ذلك .. ايها العراقيون يا ابناء الرافدين اعزفوا عن عبادة الأشخاص والإفراد لأي اعتبار انهم نظرائكم في الخلق واقرانكم في الدين وأسوياء لكم في العشيرة والمجتمع ولا ضير في احترامهم ولا تلبسوهم قدرة فوق طاقتهم حيث يقعوا في غفلة في خطا قاتل يدفع ثمنه البسطاء .
بسم الله الرحمن الرحيم .. انما يخشى الله من عباده العلماء صدق الله العلي العظيم نرجوكم ونحثكم على نبذ رفع الصور مع تقديرنا للرموز لأنه التشضي والاختلاف وسبق الجاهليون وقتنا هذا بعمل مجسمات وأوثان اتخذوها أندادا لله ولا نريد ان نجاريهم علينا التمسك بالله وعترته الطاهرة ... ان التقديس الزائد لبني البشر يجعلهم يشعرون بالافضلية والنقاوة وفصيلتهم البشرية تختلف عن غيرها ويسرحون في عالم الخيلاء والغطرسة وينظرون للآخرين با الازدراء ويحصد من عملهم الدمار والظلم والخراب فلماذا نعبد أشخاصا نظراء لنا في الخلق ؟؟ أنهم يذلونكم ويجرعوكم العلقم وتأتون بفرضيات ومسلمات لم ياتي بها الله سبحانه وتعالى .
بسم الله الرحمن الرحيم وخلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم صدق الله العلي العظيم هل إنكم منتهون !!!
Alwaaeli@yahoo.com |