الاحتكام الى العقل صيرورة قدرية واخلاقية ومشاورة الملا بالامر مدعاة فخر واعتزاز .... وقال الخبير العليم ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ( وامرهم شورى بينهم ) ( وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل على الله ( صدق الله العلي العظيم
اما العاطفة والاهواء التي تؤدي بصاحبها الى الخسارة والخذلان
ومن خلال هذين المرفقين يتضح للمرء حقيقة الامر ومنهما يخرج بلبوسة الحق و حكمة الباري جل شانه ... لكن الشطط والتعصب يلبسان المرء الاندحار والتواري والضياع .
وامامنا عبرة النظام البائد حيث لم يجف مداد حكمة الدكتاتوري المقيت الا وجاءت هجمة بربرية عاتية وكيانات وكانتونات سياسية وسلفية ودينية تنخر جسد العراق العزيز بعد ان اوغل صدام بهذا الجسد طغيانا وتهديما .
لقد من الله على العراق بتلون الاعراق وغزارة الاجتهادات وكثرة الحضارات التي يندر وجودها في دول العالم .... فقد حط ادم عليه السلام رحاله في العراق وابحرت سفينة نوح في ارض الرافين وسار موسى في الوادي المقدس وخرج ابراهيم معافى من نار النمرود المحرقة وتقول الحقائق ايضا ان يسوع المخلص ولد في ارض كربلاء المقدسة هربا من فلسطين وان شجرة الميلاد هي النخلة المقدسة وسار نبو خذ نصر في جيشه العرمرم من بابل الى اورشليم ( القدس) وخط حمورابي بانامله مسلته الخالدة وتحطمت الامبراطوريات العاتية على ارض العراق العظيم فقد لفظ اسكندر المقدوني انفاسه في الجنائن المعلقة ( بابل ) وسالت دماء ابراطور ساسان في بطائح المدائن وتوارت سنابك خيل التتر على تخوم بغداد وسقط اولاد عثمان وجيشهم الانكشاري في معركة كوت عماره وتقطعت اوصال الجيش البريطاني بقيادة مود في الرميثة والرا رنجية وتهشمت قيادة تشرتل في سن الذبان والحبانية وطرد ويفل وحل بدلا عنه اؤكلنك بعد احداث ثورة مايس واحد واربعين واكتسح ثوار تموز حلف بغداد صبيحة 14 تموز 1958 اذن من حقنا ان نفخر ونتباها بين الامم لاننا فسيفساء عرقية ودينية وحضارية ومذهبية لامثيل لها في الدنيا وعسانا ان نكون عوننا بعضنا للاخر في عتمة الاحداث المتلاحقة وليس وبالا في خضمها .
ان الحقب الزمنية التي عاشها ابناء دجلة والفرات تسخر بالمواقف الانسانية والاخلاقية وكان المسلم يحتضن اليهودي والمسيحي يناصر المسلم والصابئي يبكي الشيعي والسني ينتخي لاخيه الكردي والله انها الحقيقة ولاغيرها ويقول الرسول الاعظم ص ..( المسلمون في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) صدق رسولنا الكريم .....
تعسا لهذا الزمن لاننا خلفنا اؤلائك العظام فهذا امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام يشد على قنبر ويقسو عليه لانه لمح احدهم يتسؤل وقد افترش قارعة الطريق يستجدي فقال ماهذا ياقنبر قال له قنبر انه صاحب دين اي انه مسيحي فشد عليه وقال اعطيه كما تعطي المسلمين لانه نظير لك في الخلق .
واليوم تجرنا الاحداث من حيث ندري ولاندري وتعشعش في جنباتنا النوايا الشريرة وتدفعنا الى الاحتراب وتصفية بعضنا البعض انها والله قسمة ضيزى فهل يعقل ان ابناء الموصل الشرفاء الذين جا ء وا في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي يعلموا ابناء الجنوب في ذي قار والعمارة والبصرة وينشئون اجيالا من المثقفين بل ان نساء الموصل من المعلمات اسبغن نعماء العلم والمعرفة لبنات ذي قار والجنوب .... وهل يعقل اليوم ان يقتصوا من احفادهم في تلك الضياع انه هراء وزندقة وان ابناء الرمادي الشرفاءتناخوا بالعمل في الجنوب ان يبقروا بطون اخوتهم ابناء البصرة وهل ..... وهل وهل ؟؟؟؟؟
ربنا ارحمنا بنعمائك )) ان التاريخ لن يرحمنا في عمقه وانها سابقة خطيرة وعلامة سوداء في هذا الزمن الردى وهل يصح في قاموس العراق تعاطي كلمة التصالح نحن اخوة وابناء بلد عظيم وان اختلفنا في الراى والمعتقد والمذهب والعرق نحن اسوياه وتجمعنا حضارة وادي الرافدين فضلا عن اننا موحدين ونمقت الكفر والكافرين اننا اؤلائك السومرين والبابلين والاشورين ونحن دجلة وكذلك الفرات انتم ونحن ابناء ابراهيم واحفاد محمد وعلي وعثمان وعمر وكل الصالحين ...... والله بكسر الاخر انها لفتنة جاءت من وراء الحدود تصلي بنارها الحارقة جباهنا وتطحننا بفسادها المقيت وتقطع اجسادنا اوصالا لتسهل عليها عملية الافتراس...... ان الفقه والتشعب المذهبي نور يكتسح الظلمة والعتمة والكفر وطريق فرشه الائمة من كل النحل للتمسك بحبل الله ودينه الحنيف ان الذي يحصل اليوم تغييب الراي الاخر ويعتقد البعض انهم الاقرب الى الله زلفى ورايهم الصواب وغيره العدم ...... وان الله ودينه وانبيائه لهم دون سواهم .....يدخلون البشر الجنة حيث شاءوا وليذهب الباقون الى الجحيم بذات.... الوقت يقيمون المحاكم الدنيوية ويصدرون احكاما ويصنفون عباد الله على اهوائهم ورغباتهم ويختارون وسائل القتل والتعذيب والتنكيل وكانهم مفوضون من الله (( معاذ الله )) وهو القائل ان الارض يرثها عبادي الصالحون وقد البس الله الحياة لبوسين الخير والشر والليل والنهار والقبيح والجميل والعتمة والانبلاج وقد هدى الجميع النجدين فمن اختار الخير فسوف يثيبه الله ويكون مثواه الفردوس ومن اختار الشر فليس له الا جهنم وطعامها الزقوم فبئس من اختار الزقوم على الحرير ...... ومازالت الفرصة سانحة لنا جميعا لنبدا من الصفر ونغسل الوجوه التي مازالت ناعسة .... بماء التوبة .. والمغفرة.... والصحوة.... ونركل الخلافات والافتاء الذي لم ينزل الله به من سلطان ..... ونغلب الوطن وحبه على شهواتنا واهواءنا الذاتية الانية وان نضع حبيب الله وحبيب قلوبنا المصطفى صلوات الله عليه نصب اعيننا وانجعل سيرته عنوانا لحياتنا الجديد ة امتعكم وامتعنا الله فيها ....... قال تعالى ....... ( بسم الله الرحمن الرحيم ( ومامحمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل فان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ( ولكم في رسول الله اسوة حسنه ) ( صدق الله العلي العظيم
نتوسل اليك ربنا ان تهدنا سواء السبيل وتلبسنا لبوسة الحق والعقل وتصب جام غضبك على الارهابين والمنافقين والعتاة والاعبين بالنار في المخابي والزوايا والدهاليز ومروجي الباطل ونافخي ابواق الشيطان ربنا اربط على قلوب العراقيين بحكمتك الالهية ودلهم على طرايق الصواب وتشد من ازرهم حتى ينشدوا التصالح والؤئام ليبنوا بلد الخلفاء عمر وعلي وعثمان والائمة الاطهار الحسن والحسين وابو حنيفة والكيلاني وكل الصالحين ربنا نرجوك ان تثلم رماح وسيوف الماكرين والمارقين وانعم علينا بالعز واليمن والبركة وقرب قلوبنا من الالفة والتاخي لنقطف ثمار التحرر الذي حدث في 9 / 4 / 2003 ونرسي صرح عراق ديمقراطي تعددي اجتهادي يحتضن الجميع
alwaaeli@yahoo.com |