(إشارات إلى عراق الفترة المظلمة)
شهرزاد المياهُ تلامسُ أقدامَنا والسريرُ طفا في المياه السريرُ طفا أين يحملنا الآن؟ هل تبصرين الحكاية طافية؟
أتسمّين تلك القرى والطلول.. مدائنَ تلك الفلول.. جيوشاً وهذي الضواري بشرْ؟
أيّ ليلٍ عبرناه؟ أيّ دمٍ أو مياه؟ وأيّ الممالك أيّ المماليك؟ جنكيزُ خان؟ سليمانُ خان؟ سليمانُ باشا وحاجي محمد وحيدرُ آغا وبكتاش؟ أيّ المماليك أيّ الممالك؟ دولة هذا الخروف وذاك الخروف؟ قطيعين صارا خرافاً تَدافعُ هل تسمعين الثغاء يردّدهُ الأفق؟ هل تسمعين (القره آق)، ثغاءٌ.. ثغاءٌ.. ثغاء وتلك الحكاية أين انتهتْ؟
شهرزاد اقلبي الصفحة، الصفحتين بلغنا النهاية هل نبدأ الآن.. ؟
«أراد الوالي المملوك أن يخمد الفتنة في قلب البصرة، فاستدعى إنكشارية، يقيمون بأطرافها. وحين وصلوا كانت الفتنة قد خمدتْ، لكنّ حرائقها لم تخمدْ في الأطراف وقد عاث بها الجند»
أسوار تنهدّ.. خيولٌ تعدو هائمة موتى يطفون وأهراءٌ يجرفها السيل وأسلابٌ يتركها الفارّون ولا يقربها أحدٌ
ما للنجمة تخبو؟
والٍ يجلس في الظلمة ينتظر السيّاف ورأسٌ يقترعون عليه وشحّاذ يلبس تاجاً ويمدّ الى المارّة يدهُ (من مال الله..) وأشباحٌ .......... .......... يا أفراسياب حضر التجّارُ جميعاً الحنفيّ الشافعيّ الأرمنيّ اليهوديّ أما من غائب؟ يا أفراسياب
ألا ترى من شرفتك البصرة تهوي؟ بمراياها وسفائنها ومنائرها الألف إلى ..
لا لن أروي ستروي عنّي النخلة: في يومٍ قائظْ دخل الأعراب وحوشاً كاسرةً يلتحفون الصحراء ليقتلعوا أشجاراً كالأطفال وأطفالاً كالأشجار ويغتسلوا ـ وهمو من لا يغسلهم ماء أبداً ـ بالدمّ
وقالتْ: مباركٌ أيها النهر أنت مباركٌ أيها النهر تشربُ منهُ الملائك ؟
وقالتْ:
أغرب ما في تاريخ البصرة أن الناس وقد فاضت أنهارهمو بالماءْ عطشوا
_______________
[ أفراسياب: والي البصرة للفترة (1612ـ 1624)
|