البارحة المباركة ، وصلني طارش طيب من صاحبي القصّاص حسن دعبل . دعبل من سكنة خاصرة جغرافيا دلمون المفترضة . في المساء ، يأتيه البحارة بلذيذ الشراب ، وفي الليل يشتل جسده فوق رمل الخليج ، كارعاَ كأساَ فوق كأس ومزته مناحات تندلق من عمق حناجر صيادي اللؤلؤ والمحار واشرطة دموية مخلوقة من ونّات داخل حسن وسلمان المنكوب وعبادي العماري ورياض احمد وسيد جليل وسعدي الحلي ووحيدة خليل في تنويمة " دللّول يلولد يبني دللول " . حبة رمل وسكيب دمع حار وانولاد لؤلؤة من فرج القهر . حسن لم يكن قناص لؤلؤ . ربما كان جده قد غاص في بطن الخليج وهناك خانته المحارات وحبال النجاة . الطارش اسمه عارف الحمدان وقد حمل بيمينه هدية من حسن هي حقيبة مصنوعة من مال وجلد أرامكو العملاقة . حسن يموت على العراق واذ ينطق اسمه فأن بؤرة العين تترقرق وتتلألأ والقلب يتحطم واللون ينخطف والكبد يتشمع والحيلة تقل والشق كبير والرقعة صغيرة . حملت الحقيبة الجديدة وتركت القديمة المتهرئة تنام مع السكراب والعتيق والفائض . تلك كانت ديباجة ملحّة لتسويق مشهد فوائض المنازل التي لا ترمى وبمقدورك الآن ان تذهب في غزوة جادة الى ارض المطبخ لتجد ماعوناَ مثلوماَ وملعقة معووجة وقوري شاي من دون قبق وماطور ثلاجة محروق وبرغي سايف وساعة منضدية معطوبة وسكينة بلا مقبض وسدادة مغسلة وزنجيل وغطاء بالوعة وحبل وكلابتين مزنجرة وصوندة مزروفة وفرامة من دون يدّة وقوطية جكليت فارغة وبكرة نايلون وجطل بثلاث أسنان وعصارة فواكه عاطلة ولفة سيم وعصا ممسحة وتلفون أرضي تصليحه أزيد من سعره ونظّارة فقدت سحرها بعد رمد العين ووصلة بوري وكيس أزرار وخشبة ونعال مقطوع وقيطان قندرة وشمعة بلا خيط ومعجون مال جام وميدالية حزام وجرجوبة صورة بائرة وراس حنفية ومفاتيح واكياس نايلون وجرايد عتيقة وخيوط مخلبصة وقوطية نيدو فارغة وتلفزيون ابيض واسود خربان وقفل باب ضاع مفتاحه ايام حرب الخليج الأولى وجزدان نمنم غير آمن وسبحة مقطوعة ، أما ان كنت تملك سطح دار ، فأدعوك لأن ترتقيه الآن لتجد على أرضه الشاسعة ، برميل ماء مدور من الصنف الذي يستعمله العمّالة ويسبحون فيه عند أول العصر ، وايضا لديك ربع شيلمانة وبوري طويل وسرير مكسورة رجله وخزان ماء مزروف وسبع طوّافات وباب كنتور وبدن مبردة وتاير سيارة وكومة طابوق وشوية جص وسفطة كاشي وتنور حديد يهرّب غاز وقطعة جينكو وباب كنتور وسركي وحبل وتنكة صبغ يابس ورزّة واربع بلوكات وسمّاعة فاتحة وقنفة مهمومة وأريل نص عمر ومجمدة مخلوع بابها وأخشاب متفاوتة الأوصاف وقرّاصة بلا سبرنك وحبل مقطوع وسرج بايسكل وظرف صاروخ أصفر ولعابة بلا راس وسطلة وبطل بيبسي فارغ وكرسي نايلون مفطور وجزمة ومنشار أعمى وقوطية بسامير معوجة وباتري سيارة مخزوق وتوثية وكيس اسمنت متكلس وشفرة مسحاة وفاسة وصوبة علاء الدين تحتاج الى فتيلة وقبق ولحيم وجامة ، وبسطال روماني وراديو روسي ابو تسعة دنانير كانت تستورده الشركة الأفريقية تفعيلاَ لمعاهدة الصداقة بين العراق والأتحاد السوفيتي البائد وايضا أستجابة لرجاءات الحزب الشيوعي واملاءاته لرص الصف وتمتين الجبهة وصد هجومات المتخرصين والمتخرصات ومن لف لفّهم ولفّ لفهنّ ، وهذه الشركة كانت مزروعة قبل ساحة مظفر ان رحلت اليها راكباَ او ماشياَ من ساحة خمسة وخمسين بجوادر مدينة الثورة ، والساحة تلك كانت انحفرت في ذاكرتي بعد مشاهدتي لأول عرض مسرحي فوق ثيّلها وقد أدى فيه الولد كاظم ابن اخت جسومة ام القيمر دور فتاة عاشقة وتتخيلف وبعد انتهاء العرض بأسبوعين شال كاظم وعائلته من المنطقة لانه لم يحتمل ملاحقتنا له تالياَ مع طقطوقة : موت الكرفك كاظم وطيح الله حظك يا خنيث يا مريّة . شكراَ لكم حبيباتي وأحبتي ويوم الثلاثاء القابل سأحدثكم عن المعنى اللابد الكامن الخاتل خلف هذا الهراء .
alialsoudani61@hotmail.com |