لا مَثيلَ لِلَوحَتي...
فَقَدْ رسمتُ الخريرَ... لا المَوجة
رسمتُ هيبةَ الجبلِ... لا الجبَلْ
ابتسامة الطفلِ... لا الطفلْ
بُكاء الخُبزِ... لا الخُبرْ
صُراخ الحجرِ... لا الحجرْ
رسمتُ حُب حبيبتي
وليس حبيبتي!
كابوس
أتمدّد
أغطّي ليلي بلحاف
عليه صورة نمر
الليل طويلٌ... والنمر طويل
أتلوى ويتلوى معي
أرى من تحت اللحاف
أنيابه مغروزة في عنقي
فينتابني خوف مخطط
أغمض عيني
حتى أنام
"أجدُ نفسي في سهب
وقد أصبحتُ غزالاً
يبصرني النمر
ويُطاردني
أركضُ وأركضُ والنمر ورائي... يقترب
يقتربُ مني حتى تمتزج أنفاسنا
يبعد مني شبراً
وفجأة... أنتفضُ
يتصبب مني خوفٌ باردٌ
أزيحُ اللحاف عني
إنه بيتي".
أمعن النظر
أرى النمر عند قدميّ
مُتكوراً ومحطّماً.
الزواج ببحيرةٍ أرملة
بعد الحربِ
وعلى صهوة غيمةٍ بيضاء
سافرَ لحنٌ وشعرٌ وقصةٌ معاً
لزيارة بُحيرةٍ أرملة.
نزلوا بخيوط المطرِ فوقها
تمشَّوا مع الريح حتى جدائلِ البُحيرة
صنع اللحنُ من الحُبِّ سماءً جديدة
صارت القصةُ طائراً بجناحين كبيرين
وطارت في السماء الجديدة
صار الشعر أُفُقاً فتياً
وفي أولِ أيام نوروز
تزوجَ من البُحيرة الأرملة.
الروائي
هذا الخريف روائي عبثي
كل مرة حين ينهي فصلاً أو فصلين أو ثلاثة
من روايته
ينفعل فجأة في منتصف ليلة ما
ويرمي بها بعيداً
ثم يمزقها صفحةً صفحة
ويطلقها للريح
انظر الى ذاك السهل
الى الخيال المنثال
وأوراق الكلمات المرتعشة
وصفحات الأنفاس الممزقة
ومقاطع الظلّ
والعبارات المجمَّدة
كلها ذاوية ومتساقطة
انظر الى ذاك السهل
الوقفة الأخيرة
إقتفيتُ آثار خطى الكلمة
فبلغتُ قِمّة الخيال
اقتفيتُ آثار خطى الخيال
فارتقيت سماء الشِّعر
اقتفيتُ آثار خطى الشِّعر
فوصلتُ سِحر الجمال
ولما اقتفيتُ آثار خطى الجمال
سكنني جمالكِ
فمكثتُ هناك!
قِصةُ رجل
نسج النسّاجُ حتى مماتهِ
نسجً السُجادَ... ونسجَ الورودَ
لكنهُ لم يملِك لنفسهِ
سُجادةً واحدة
ولم يضع أحدٌ
على قبرهِ
وردة!
عطاء
لا تحزني أيتها الفراشة
لعمرك القصير
لأنك وفي الغمضة تلك
منحت طولاً لعُمر الشعر
لم يعطه حتى "نوح"
فلا تحزني... أيتها الفراشة
عن الكردية: شاهو سعيد وأزاد البرزنجي