إن معركة الانسنة التي ينادي بها أصحاب الرؤية الجديدة للكون قد أبدعوا في تسطير أفكار تلامس روح الإنسانية و تأسس لمذهب إنساني مغيب منذ وقت طويل و هذا السبيل ينحى منحى منهجية إطار اجتماعي جديد ينسجم مع مقتضيات فطرة الإنسان و لكن تبقى هذا المحاولات ناقصة لعددت أسباب و لعل أهمها غياب البعد الغيبي أو الروحي عند الإنسان حيث إن أصحاب هذا النظريات و الأفكار تناسوا أو اغفلوا جانب مهم من جوانب الإنسانية و هو ذلك البعد الغيبي بالإنسان فلا يعقل ان توارى غيبيا ته ليبقى الإنسان بلا تأملات فلسفية تقوده إلى منابع الغيب و الروح بشكليه الفلسفي والعرفاني فهناك جدلية أحادية الجانب في أعماق الانسنة تشعر الإنسان ببعده العقلي بزمن و احد إشارة لهذا السبب كان لزاما على أصحاب الانسنة ان ينتبهوا إلى تلك العلاقة التي أفسدت غيابها في الغرب علمانيته عليه و أدت الى ان يسقط الإنسان في أنانيته و ذاتياته و ربما إشكالية الغرب المعلّمن خير شاهد على ما وصلت إليه الانسنه من نصف ضياع ذلك الخطأ الفادح الذي حول الإنسان إلى نصف إنسان حيث أدت به ان يكون خاويا بل معنى روحي يرافقه بمسيرته التأمليه فصار الغرب يعيش حالة من الاختزالية الوضعية التي ضيعت الانسنة بمفرداتها و لم تكن يوما من الأيام ذات منهجية انتربولوجية كما هو المفروض لذا أبقى أكد مرارا إن الإسلام هو الحل و ليس هذا الإسلام طبعا ؟ حيث إن الإسلام يختزل بين طياته الكثير من مفاهيم روح الانسنة و لاسيما هو يعالج بشكل جدي موضوع جدلية تلك القضايا المتشابكة بين المادية و العقلانية و الروحية و الرمزية و لا يُحمل أحداهما على الأخر فهما مزيجان مختلفان لا يفترقان و هذا ما تجده في فكر محمد باقر الصدر و لعلي أكون منصفا حينما اعتبر أول من تنبه لذلك هو الصدر هذا الفيلسوف المغيب من محبيه و خصومه و لعل الصدر(رض) استفاد من تلك الآليات التي وضعها الإمام الصادق (ع) و هي لا جبر و لا تفويض كآلية لكل أركان التفكير البشري
دعوتي إلى كل الباحثين و المثقفين ان يقرؤوا محمد الصدر قراءة علمية و فلسفية و ليتناسى و لو للحظات انه كان شيعيا معمما حيث أني اعتقد بل أكاد اجزم ان سبب غياب فكر هذا الفيلسوف هو سببا سياسيا طائفيا و إلا انه لا يقل شانا عن غوشيه او لوثر او نيتشه على كل حال أتمنى على كل مثقفي الأمة قراءة هذا الرجل بموضوعية حتى لا نخسر مفكرا و فيلسوفا إسلاميا ربما نجد عنده ضالتنا أو نستطيع ان نخرج بفكره من دوغمائيتنا المغلقة أو نجد عنده حلول نبحث عنها ..... |