لا يحتاج الامر الى كثير من الكلام او الامثلة لمعرفة اهمية الرياضة ودورها في التقريب بين الناس ومد جسور المحبة والتضامن والشعور المشترك بالفرح او الحزن والانفعالات المتماثلة بين مجموعات كبيرة من البشر يختلفون في كثير من الاشياء مثل العمر والجنس والمستوى الثقافي والاقتصادي واهم من كل تلك الاختلافات ماهو موجود في مجتمعنا العراقي من اختلافات وتنوعات قومية ودينية ومذهبية ومناطقية و سياسية ومزاجية صنعتها ظروف واحوال معروفة لا حاجة لبيانها في هذا اليوم . لا يحتاج الامر الى ترديد الكلمات التي حفظناها عن ظهر قلب من ان الرياضة حب وطاعة واحترام بل نزيد عليها فنقول ان الرياضة مودة وراحة وانسجام لشعبنا الطيب المسكين الذي لم تنجح كل الهموم والاحزان والمصاعب والآلام التي لا تستطيع ان تتحمل قسوتها الجبال ,والتي يعيشها المواطن العراقي بتفاصيلها الكثيرة وتضحياتها الكبيرة التي جعلت مساحة الفرح تضيق وتصغر الى الحد الذي جعل الاحزان ودموع الامهات هي الصورة الوحيدة التي ينقلها العالم عن هذا الشعب الصابر المجتمعة عليه كل تحالفات ومؤامرات واحقاد القريب والبعيد, والتي لم تنجح طروحات ومشاريع ومناقشات وتصريحات عشرات الشخصيات السياسية والقوائم الحزبية والمناصب الكبيرة والصغيرة وجيش المستشارين والنواب والوزراء ومجلس الرئاسة و..و غيرهم من منح العراقيين ساعة واحدة من الهدوء والسلام والصفاء والمودة الحقيقية التي يحتاجها . كل هؤلاء مع احترامنا وتقديرنا لهم هزمتهم كرة القدم الصغيرة والتي هي جسم صغير مدور لا يملك بلاغة ولا فصاحة ولا يعرف لغة الكلام والتحالفات بل مهمتها ان تكون مطيعة وسريعة ورشيقة مع من يتعامل معها في ساحة اللعب , فالرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص هي لغة العالم الجديدة التي يعرفها الجميع والتي تُصرف من اجل مبارياتها وبطولاتها المليارات من الدولارات. انها كرة القدم ايها السادة او الرياضة بشكل عام والتي اذا حضرت سقطت وغابت السياسة ورموزها وشخصياتها وتحالفاتها ولم يبقى امام الحضور سوى متابعة اقدام اللاعبين التي (تضرب وتناول وتقطع وتناور) وغيرها من التعابير والكلمات التي تُعبر عن الاداء واللعب الذي يعشقه و يرتاح اليه المتفرجون والذين يتحركون ويتمايلون ويصفقون ويُقبل بعضهم البعض بمحبة ومودة وشعور بالتضامن والمشاركة الحقيقية الوجدانية والفعلية مع كل هدف او محاولة للوصول الى هدف الفريق المقابل . الفريق العراقي بكل لاعبيه الاساسيين والاحتياط وكادره التدريبي والاداري وكل الذين وقفوا ورائه من اجل تحقيق هذا الانجاز الرائع الذي ادخل الفرح والبهجة الى قلوبنا التي عشعشعت فيها الاحزان يستحقون كل تقدير ودعم واحترام , ونحن لا نريد الاشادة او الاشارة الى اسماء الذين سجلوا الاهداف او كانت لهم مساهة بارزة في مباريات الفريق لاننا نعتقد ان اللعب الجماعي والتعاون والحب الذي جمع بين جميع اللاعبين والمشرفين على الفريق هو الذي حقق هذه النتيجة الرائعة والتي نتمنى ان يتوجها ابناء العراق بالوصول الى المركز الاول , ونقول ابناء العراق وليس اسود او ليوث العراق التي شبعنا من هذه الاوصاف والمسميات ولم توصلنا الا الى هذا الوضع الذي تعرفونه ...نحن اليوم بامس الحاجة اليكم يا احبائنا يا ابناء العراق العليل... ايتها الحمائم البيضاء التي تتحرك بكل رشاقة وجمال بفانيلاتها البيضاء والتي كانت اشبه بحمام السلام الذي نتمنى ان يطوف ويدور ويحلق بكل سكينة وهدوء على كل ارجاء العراق .
عبدالستار رمضان Sattar88@hotmail.com
|