العراقُ الذي يبتعد
كلما اتسعت في المنافي خطاه
والعراقُ الذي يتئد
كلما انفتحت نصفُ نافذةٍ..
قلتُ: آه
والعراقُ الذي يرتعد
كلما مرَّ ظلٌّ
تخيلّتُ فوّهةً تترصدني،
أو متاه
والعراقُ الذي نفتقد
نصفُ تاريخه أغانٍ وكحلٌ..
ونصفٌ طغاة
------
الحلاج
أصعدني الحلاجُ إلى أعلى تلٍّ في بغداد
وأراني كلَّ مآذنها ومعابدها
وكنائسها ذات الأجراس
وأشار إلي:
- احصِ...
كم دعوات حرّى
تتصاعد يومياً من أنفاسِ الناس
لكن لا أحدَ
حاولَ أن يصعدَ
في معناهُ إلى رؤياهُ
ليريهِ..
ما عاثَ طغاةُ الأرضِ
وما اشتطَّ الفقهاءُ
وما فعلَ الحراس
------
نقود الله
على رصيفِ شارعِ الحمراء
يعبرُ رجلُ الدين بمسبحتِهِ الطويلةِ
يعبرُ الصعلوكُ بأحلامِهِ الحافيةِ
يعبرُ السياسي مفخّخاً برأسِ المال
يعبرُ المثقف ضائعاً
بين ساهو وحي السلّم
الكلُ يمرُّ مسرعاً ولا يلتفتُ
للمتسولِ الأعمى
وحدهُ المطرُ ينقّطُ على راحتِهِ الممدودةِ
باتجاهِ الله
--------
تهجدات
لم ترَ ربَكَ
إلا بالنصلِ وبالدم
وأنا أبصرهُ...
في الكلمةِ
في النغمةِ
في زرقةِ عينيها،
واليم
-------
آياتٌ
نسخت
آيات
وتريدُ لرأسِكَ أن يبقى
جلموداً
لا يتغيرُ والسنوات
يا هذا الفان
ولتنظر
كيف تحاورََ ربُّكَ والشيطان
أكثيرٌ أن تتعلمَ
كيف تحاورُ انسان
--------
لا ناقوسَ
ولا مئذنةٌ
-يا عبدُ-
لماذا
لا تسمع
ربَكَ
في
الناي
------
ربي
واحد
لا كاثوليكي
لا بروستانتي
لا سني
لا شيعي
مَن جزّأهُ
مَن أوّلهُ
مَن قوّلهُ
من صنّفهُ
وفقَ مذاهبهِ،
ومطالبه
ودساتره
وعساكره
فهو الجاحد
----------
خلفاءٌ أربعةٌ
تركوا التاريخ
وراءَهمُ
مفتوحَ الفم
وبقينا، للآن، ننشّفُ عنهم
بقعَ الدم
عجبي..
كيف لنصٍّ
أن يُشغلَ بامرأةٍ تحملُ أحطاباً
ويغضَّ الطرفَ
لمَن سيؤولُ
الحكم
---------
تأويل
يـملونني سطوراً
ويبوبونني فصولاً
ثم يفهرسونني
ويطبعونني كاملاً
ويوزعونني على المكتباتِ
ويشتمونني في الجرائدِ
وأنا
لم
أفتح
فمي
بعد.