|
|
الشاعر أمجد محمد سعيد: القصيدة النثرية أصبحت مرتعاً لألعاب صبيانية! |
|
|
|
|
تاريخ النشر
31/03/2008 06:00 AM
|
|
|
الشاعر نتاج واقعه وارثه، وتبلور التجربة الشعرية لدي الشاعر وليدة هذا التكوين الممتد في عمق التاريخ، وما تختزنه ذاكرته من رؤي وأحداث محتشدة. والشاعر امجد محمد سعيد ولد وترعرع في مدينة الموصل تلكم المدينة التي تعبق بتأريخها، حيث تعتبر من أهم المدن التاريخية لكونها عاصمة الامبراطورية الآشورية في الالف الثاني قبل الميلاد وفيها تأسست أولي المكتبات في العالم التي عرفتها الانسانية العراق. ومن هذا المزيج التاريخي والارث الثقافي والفني والاجتماعي، احتشدت في مخيلة الشاعر أمجد محمد سعيد وتبلورت بقراءاته الادبية للقصة والشعر عموما منذ مطلع نصف القرن الماضي، ولما أحس الشاعر ان هناك هاجساً أخذ يؤرقه، وان صوت الشعر أخذ يصدح من مخيلته وروحه، فأخذ يؤسس مع رفاقه الشعراء آنذاك تجمعات أدبية وتحت تسميات شتي فمنها مثلا (تجمع باب الحديد الادبي) وكان في هذا التجمع الشعراء، معد الجبوري، عبد الوهاب اسماعيل، ذو النون الاطرقجي، عبد المجيد سعدون، وغيرهم. وفي بغداد أثرت تجربته الشعرية بعد دخوله الجامعة - كلية التربية - قسم اللغة العربية.. ونشر أول قصيدة له في جريدة الراصد عام 1967 وكانت بعنوان فيتنام وهي قصيدة التفعيلة، وفي بداية السبعينات قدم اول عمل شعري في مهرجان التمام الذي اقيم في مدينة الموصل وحضره فطاحل الشعراء العرب امثال شاعر العرب الكبير محمد مهدي الجواهري، صلاح عبد الصبور، أدونيس، البردوني، ونزار قباني. فنالت قصيدته الاستحسان ومنها كانت بدايته الشعرية. التقيناه في كافتريا المجلس الاعلي للثقافة في مصر وسألناه : #منذ نشأتك وأنت تكتب قصيدة التفعيلة.. ألم تجرفك الحداثة في تيارها؟ - أجاب: منذ كتبت الشعر وانا منحاز الي قصيدة التفعيلة التي كانت تطورا لقصيدة العمود، علي يد نازك الملائكة، وبدر شاكر السياب، وصلاح عبد الصبور الا اني وجدت ذاتي في كتابة القصيدة ذات التفعيلة.. والحقيقة ان كتابة القصيدة ذات التفعيلةهي اكثر صعوبة من قصيدة العمود أو النثر وعلي عكس مايعتقده الكثير من الناس! لان قصيدة العمود هي عبارة عن نسج وعلي منوال واحد كأنك تبني عمارة وكل طابق يشبه الطابق الذي يليه حتي بنفس مواد البناء، اما قصيدة التفعيلة فهي بناء متعدد الجوانب، متعدد الرؤي في تطور القصيدة وله اشكال واستخدامات مختلفة.. الا ان القصيدة النثرية ومع كل الاسف اصبحت مرتعا خطيرا لالعاب صبيانية ولمن هب ودب، وبهذا اساءوا لكتاب قصيدة النثر العمالقة امثال.. محمد الماغوط، وادونيس، وانسي الحاج.. واسماء كبيرة عملاقة. # وهل هجرت التفعيلة ايضا الي قصيدة النثر؟ - لا طبعا إلا أني أعمعق تجربتي لتعميق صوتي الشعري الخاص الذي اعتقد اني قد أنجزت ملامحه خلال السنوات العشر الاخيرة. خاصة بعد فوزي بالجائزة الاولي بالملحمة الشعرية (رقيم الفاو) عام 1989 في مسابقة الفاو الكبري وكنت الوحيد الذي فاز في مجال الملحمة، كما أصدرت مجموعة (قمر الاناشيد) و( قهوة ادونيس ) وهي قصيدة نثرية طويلة استنبطت فيها ادونيس شاعرا وانسانا. وهناك ايضا (عزف سوداني بأوتار عراقية) وانا اعتبر هذه المجاميع تطورا لنفسي الشعري الملحمي، حيث اخذت ادخل مابين المقاطع النثرية والعمود بحيث تؤدي غرضا فنيا وفكريا في بناء القصيدة. # هل تجربتك الشعرية تضع حلا للقلق والحيرة الانسانية؟ - ان التجربة الشعرية عموما هي محاولة للمشاركة في تفسير العالم وهي ايضا محاولة للمشاركة في اقتراح ماهو اجمل لهذا العالم المليء بالاحباط والقتل والشرور، واهتم ان يكون الموضوع الذي اتناوله موضوعا انسانيا شاملا حتي وان كان يتحدث عن سقوط ورقة. # الشعر حاليا شعر مهارات وصياغة أكثر منه شعرا ينطق من الوجدان، هل اصبح الشعر الوجداني معضلة في هذا العصر؟ - المرحلة الحالية تجاوزت علي مايبدو الاهتمام بمسألة الكتابة الوجدانية التي كانت سائدة في منتصف القرن الماضي حيث كانت الرومانسية سائدة في الكتابات الشعرية.. الا ان الشعراء اخذوا يبتعدون الي اشكال جديدة تتناسب مع تطور التجربة الشعرية نفسها ، فالشعراء العرب في القرن الماضي تأثروا بالترجمات الجديدة التي جاءت من اوربا والتي كانت قد تجاوزت المرحلة الرومانسية الي منطقة اخري تشتغل عليها القصيدة. #هل منجزك الشعري ينتمي الي تصدعات الروح ام الي المهارة الادبية؟ - ينتمي الي المهارة الادبية ، واذا كانت التصدعات حالة انسانية موجودة فأشعر انني قد صهرتها داخل القصيدة. # أين يقع ثقل التمثيل الجغرافي الشعري في الوطن العربي؟ -هناك اصوات شعرية متميزة لادخل بالمكان في تشكيلها أو تطويرها وانما بنت تجربتها ضمن الساحة العربية الشاملة ولا يسعدها ان تتمنطق بحزام شعري ضيق، والتغني بالقصيدة الجميلة هو الاساس وليس من اي قطر جاءت. # أي من شعراء الحداثة أثري علي تجربتك الشعرية ؟ -ان ثقافتي الشعرية متأثرة بمجمل ماقرأته من الشعر العربي، والشعر المترجم منذ بدايتي ولحد الان، فقد قرأت الشعر الجاهلي وشعر العصر الاسلامي، والعصر الاموي، وشعر العصر العباسي، والحديث ومن كل هذا الابداع العربي يولد الشاعر. #احيانا يحدث تصدع في تجربة الشاعر يؤدي الي صمته، هل تجد ان الصمت ضرورة شعرية؟ -أنا من الذين يخشون الصمت الذي يصيب عددا من الشعراء والذين يسكتون نهائيا.. ولذلك تجدني دائم الاطلاع علي ماينشر مستفيدا منه في حدود تعاملي معه لأن الشاعر علي تماس مباشر بالعالم والموجودات والناس ، فالصمت يعني موت الشاعر سريريا. # هل النقد عموما يصير شرخا في تجربة الشاعر، ام هو متمم لإبداعه؟ - سأصدقك القول.. هناك انحسار في النقد بشكل عام في وطننا العربي! فهناك المئات من المجاميع الشعرية التي تصدر في الوطن العربي، ولن تجد ناقدا نوه عنها او ذكرها.. وبعض النقاد غير موضوعيين في تناولهم للنصوص، لانها تنبع عن العلاقات الشخصية .. هذا بالاضافة الي التبرع بالامسيات الشعرية، كما ان تناول نصوص بعض الشعراء غير مؤسس بالاطر النقدية الصحيحة. # هل للمرأة متسع في تجربتك الشعرية؟ - كان للمرأة ولا يزال صدي معتدل في مجمل تجربتي الشعرية واذا كنت قد تناولت احيانا المرأة كانثي وتغزلت بجمالها فانني كثيرا ما استخدمت هذا الاطار الانثوي كرمز لتجارب اخري خارج هذا الكائن الجميل. عموما فان المرأة والشعر هما في حالة من الانصهار والتواشج بحيث قلما تجد شاعرا لايتغني بهذا الكائن الرائع. # ماذا تطمح بعد هذا العمر الشعري؟ - الي كتابة قصيدة جديدة.
|
|
رجوع
|
|
مقالات اخرى لــ نبيل شاوي
|
|
|
|
|
انضموا الى قائمتنا البريدية |
| | |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|