في أزقة المدينة
حيث ينزف الظلام
في طرقات المدينة
حيث تدفن الأمطار
يلاحقني خيالك هذا المساء
ككل مساء
ليلقي على كتفيٌ هدية
معطفاً من فراء الشتاء
يسري في جسدي
انهاراً من جليد
يمنحني بسخاء
كل ما لا أريد
و يحرمني بجفاء
من كل ما أريد
أكره خيالك
و كل هداياه الخيالية
و مطارداته الصبيانية
و الوعود
و الأحلام التي ادرك تماماً
إنها احلام
ما أردته
هو أن اراك
فلا تجعل من خيالك رسولاً
فليس له دفئك
ملمسك، نبض قلبك
له فقط عينان
تشعلان في صدري جليدا
اقسم بالألم الذي يجمعني به
و يبعدني عنك
اني سأهرب بعيداً
من ازقة المدينة
و من طرقات المدينة
و من المساء و الشتاء
سأرحل الى حلم اخر
أرض ليست من أملاكه
إذا ازهرت فيها الأزهار الصغيرة
و تنفس المرج من الأنهار
أعلم عندها انك ستعود
تائباً من الأسفار
ولن تجعل من خيالك بعد اليوم
رسولا
|