منذ ان حضر الادباء والمثقفون العراقيون الى العاصمة المصرية القاهرة بدؤا يشكلون ظاهرة في المشهد الثقافي العربي واصبحوا رقما مهما في المعادلة الثقافية العربية ... وبدؤا بنشر نتاجاتهم الفكرية والادبية ,فبالامس كان خضير ميري في مكتبة مبارك العامة يناقش (جن وجنون وجريمة)كما رشح الاستاذ سعدي يوسف الى جائزة الابداع الشعري مع كبار الشعراء العرب واليوم احتفلت رنا جعفر باصدار كتابهاالموسوم (مسامير في ذاكرة )...
في اتليه القاهرة ملتقى الادب والفكر والابداع العربي والعراقي حيث يتجمع الادباء والمثقفون ليتذاكروا منجزهم الادبي وينقدوا بعضهم البعض ...وقد تمكن المثقف العراقي من ان ينفذ الى النفوس العربية حتى وقف المثقفون العرب له باحترام واشاروا الى ابداعه وصفقت له القلوب قبل الايادي ....فقد تحد ث
الدكتور ملك جودة الشاعر والاعلامي قائلا: حب المثقفين المصريين لابداع العراقي وقدرة هذا الابداع على النفوذ الى النفوس العربية والى الروح المصرية جعلهم يصفقون للادب والابداع العراقي بقلوبهم ويوفرون له ما يريد وهذا بالفعل ما حدث عندما قدمت الشاعرة العراقية رنا جعفر ياسين مجموعتها الشعرية الجديدة وهي من الشابات العراقيات اللائي ولدن وفي مهودهن طلقات الحروب حيث ولدت في عام الثمانين من القرن المنصرم ,ولكن ما طرحته هذه الشاعرة يومئ للقارئ والمثقف بان ثمة املا بان تكون هناك اوراق لنازك الملائكة المرحومة الرائدة قد باتت مخضرة وستخضر وستعطي ثمارها لاحقا باذن الله ...اما شاعرتنا
رنا جعفر ياسين فقد عبرت قائلة : المثقف بشكل عام وفي اي بلد هو رمز او علامة من علامات هذا البلد ولكن في ظل الظروف التي يعيشها البلد الان اصبح المثقف العراقي اكثر عرضة للتهديد والخطف والقتل واصبح يختار المنافي بشكل ارادي او بشكل قسري فهو مجبر ان يترك البلد ويحلق بابداعه وبروحه خارج العراق ,هنا في القاهرة نسبة كبيرة وعدد كبير من المثقفين العراقيين واصبحنا نسمع كل اسبوع هناك امسية اوامسيتين لمبدع عراقي يقدم شيئا.... يعرض كتابا.... اويحتفل بصدور كتاب كنا نتمى ان تكون هذه الامور في بلدنا ونحتفل في اتحاد الادباء العراقي بصدور الكتاب ونحضر جلسة نقدية لكن نتمنى ان يعود الامل من جديد ونعود الى وطننا ....كتابي( مسامير في ذاكرة )انا اعتبره كتابا مشحونا جدا بالسواد والحزن والحرب.... يمكن ان يكون هذا الكتاب كتب في فترة عانيت فيها من ضغوط نفسية بالعراق كنت اشاهد وبشكل يومي مشاهد القتل والانفجارات والجثث التي تخلفها اعمال العنف وكانت كل حادثة تشبه مسمار ينمو في ذاكرتي ....
من هنا ندرك ان ثمة ولادات جديدة وتحولات ظهرت في المنجز الثقافي العراقي النسوي وان هنالك اوراقا قد اخضرت وستشكل املا لاح بالافق في عالم الادب والثقافة التي كان مشهدها مقلا بالابداع النسائي بعد ان حفظت الذاكرة العربية اسماء بدءا من ليلى العامرية والخنساء وصولا الى نازك الملائكة .... هذا وقد انبرى خضير ميري
قائلا : المجموعة الشعرية لرنا جعفر انطوت على اساليب بالكتابة والتعبير شابتها بعض المباشرة والكل يعرف ان المباشرة قاتلة سواء كانت في الشعر او في الرواية او في اي فن جمالي اخر ,هنالك صياغات كان من الممكن ان تنتبه لها الشاعرة رنا جعفر واعتقد ان غياب النقد ايضا في حياة هذه الشاعرة بسبب تشتت التجربة داخل العراق وعدم تمركز الخطاب الثقافي العراقي بموازاة الخطاب النقدي ربما جعل الشعر يكتب احيانا دون الالتفاتة الى قيمة النقد اودون الاخذ بوعي نقدي كافي... ولكن بصورة عامة ان كتابا يصدر في هذه المرحلة يعد انجازا فكريا وثقافيا وخصوصا للمنجز النسوي العراقي ومبروك للشاعرة رنا جعفر هذا الاصدار....دخل
العراقي عالم الابداع بقوة الكتاب وبلاغة الشعر العراقي ولايخفى ان العراق بلد الابداع وموطن الشعرامتدادا من الاساطير الاولى كملحمة كلكامش التي ترجمت الى ثلاثين لغة في العالم وصولا الى قيثارة الدهر ابي الطيب المتنبي والى شاعر العرب محمد مهدي الجواهري ,فالاديب العراقي نجده دائما متحمسا لوطنه ومعطيا لبلده حتى من خلال المهاجر .... كما عبر الاستاذ
علي محمد سعيد المثقف والاعلامي العراقي قائلا : المنجز النسوي هو قليل وشحيح ايضا بالعراق والعالم العربي بصورة عامة والمنجز الابداعي النسوي تستطيع ان تعده على اصابع يدك الان لان الشاعرات قليلات جدا ,مجرد صدور مجموعة شعرية لرنا جعفر ياسين هو اضاف رقما مهما وكبيرا في هذه المرحلة للمنجز النسوي فهذه المجموعة استطاعت ان تثبت نفسها وتفرض حضورها على المشهد الشعري وانا اراهن على ان رنا جعفر ستكون احدى اللواتي يحملن راية الحداثة والتجديد خلال السنوات القادمة على مستوى المشهد الشعري العربي...
ولا يخفى ان القاهرة كمركز ثقافي وابداعي ليس من السهولة اقتحامه, فالعراقيون عانوا كثيرا في سبيل الوصول الى تحقيق اهدافهم وايصال رسالتهم فيها ولكنهم رغم ذلك اضحوا يمثلون ملمحا رئيسا ضمن هذا المشهد الكبير ففي كل اسبوع يقدم المبدع العراقي منجزا جديدا ...ونحسب ان تكون هذه الابداعات في رحاب الوطن الام العراق قريبا .
زيد الطائي
مراسل شبكة الاعلام العراقي
مكتب القاهرة
|