|
 |
من رنا جعفر ياسين إلى أطوار بهجت |
|
|
|
|
تاريخ النشر
27/02/2008 06:00 AM
|
|
|
الآلام الأكثر فظاعة هي الخرساء لا فرق بين عراقي وعراقي إلا بالخوف على الوطن
 الغالية أطوار صباح الجنة ... عامان وبضع سويعات تفصلنا عنك، عامان وبضع سويعات تعمد الخراب بلعنة القداسة، كيف انت الان؟ بحال افضل؟ ارواحنا تعربد، الالم بهاء الجسد الطاعن في الخيبة، وبين خطوط المدن اللافضة لنا مازلنا شتات بشر ( في القاهرة، حينما زرتها قبل عامين وبضعة اشهر شتائية، كانت المصالحة الوطنية مزعومة كما هي اليوم، مؤتمر تجار سياسيين، وزهرة بنفسج كنت تباغتين المزايدة تلك بحلم ان نحمل متاعنا في الصيف القادم لرؤية ام الدنيا، ولكن الصيف جاء وانت خارج نطاق ارضنا وقاهرتنا، من العراق حتي السماء، وانا من حجرة القتلة الي قاهرة لم تستطع ان تصف لي شكل عينيك في شوارعها المباهية بالفرح في كل زمان ) . مر وقت طويل، لم نتحدث عن شتائك البارد وصيفي الساخن، الاوغاد الذين ازهقوك والازلام الذين سلبوني رغبة الوطن، نعم لم نتحدث، ربما الوحدة الان تجمعنا اكثر، بيتي بلا طعم كما قبرك، لانهما خاليان من الصحبة، هكذا اتصور. ................. منذ عامين، نما الموت، وبات وفيرا، جاهزا، يحصد ارواح الحالمين، موزعا الفاجعة كحلوي اجنبية الصنع، تخدعنا. شقاء فريد يأخذنا، جدير بالحزن حد السأم. نعم، هي احلامنا المظلمة تعاند الكوابيس بشيء يشبه التذكر، ولكنها تكاد تئن من فرط الوجع. الموتي، انتم، تصطفون . ارقام هواتفكم . صوركم، اسماؤكم، ثرثرة الالم ساعة الانكسار. ................. ابعث لك رسالتي وقد ضاق بي الانتظار . افكر دائما .. كيف واجهتي السياف؟ أنا واجهته بالذهول، ربما لاني تعلمت درسك جيدا ً ( لا فرق بين عراقي وعراقي الا بالخوف علي هذا البلد، ايضا يا اطوار، لا فرق بين مقتول ومنفي الا بنبض وجعه اللامسموع ). ................. عزيزتي، كيف هي امي؟ أمازالت موبوءة بالحزن؟ طمئنيها، أنا اقترب كثيرا، لا مسافة تفصلني عنكم فقط برزخ حياة متبقية. هي طيبة يا اطوار، اعرف جيدا انها كانت بانتظارك مثلما اوصيتها، انتظرتك طويلا عند باب الجنة وانت كنت محروسة في ثلاجة الموتي في مستشفي اليرموك، التي تعرفها جيدا هي ايضا، ولكنها كانت قلقة عليك من قسوة العاملين فيها، آذوها في السابق، ولم تكن لتريد لك ذلك، لذا كانت أمي قلقة عند باب الجنة، هذا ما كان باديا عليها ساعة وصولك . أؤكد لك هي طيبة، حنونة ايضا، لن تشعري بالوحدة معها، ولكن هل اخبرتها كل شيء عني؟ اتمني الا تكوني فعلت؟ لانها ستحزن كثيرا وتقلق ايضا، هذه عادة الامهات يا اطوار. ( حدثيني عنك اكثر، كيف هي الجنة يا أطوار؟ الطقس بارد ام حار؟ هل هناك قتلة ايضا ً؟ مسلحون؟ عساكر؟ مفخخات؟ قتلي؟ اشلاء؟ اذن عليك نسيان كل هذا . ولكن، كيف هي احوال الاقامات معكم؟ هل تجددونها كل عام؟ ولكن عامكم في الجنة كم يساوي علي الارض؟ وهل اعتبروا جوازك غير نافذ الان؟ اعتقد انه كان من فئة s ، ماذا ستفعلين؟ هل تفكرين باصدار جواز اخر من بغداد؟ يصدر اسرع ولكنه مكلف بعض الشيء، ولكن من يوصله لك؟ اووووووووووووووه، امي ايضا، ولكن هي لم تستخرج جوازا اصلا، جوازها قديم، طمئنيني هل تحتاجون لكل هذا في الجنة؟ ) ................. ما هذا الهراء ؟؟؟ أطوار .. يصلبني عجز كبير، أهذي دائما في محاولة يائسة للعودة الي، الآلام الاكثر فظاعة هي الآلام الخرساء، هكذا يقول بودلير . ................. ولكن، ماذا تقرأين الان؟ اكيد هناك ستكتبين اجمل . ................. ................. اصرخي يا أطوار بهجت .. صرختنا منذ عامين مازالت مدوية ترج الوطن، انسي الوطن طويلا، طويلا، ارتكبتيه كثيرا في الماضي، انسيه الان، انسيه ابدا. انسي طفولتك وشقاءك، ولا تسمي الاحلام بأسماء القتلة، اعرف جيدا انك تشعرين بالغدر، ربما ترددين ما قلته أنا ذات يوم ( لوثنا التيه، فجلسنا نقتنص الخيبة، وما نكف عن رسم الاساطير )، لكنني اعرفك جيدا لن تتخلي عن الحلم، وهناك اعتقد أن الاحلام اسهل، بلا شرط او قيد او حتي ايديولوجيات تحلل وتحرم أو تبيح السفك . نحن ايضا تركنا كل شيء يا أطوار، العراق محض ذكري ودم، وقبوركم هناك كل ما تبقي في حضرة الهواء المسموم بالدخان، والماء الملوث بالدم . ضعي العراق قرب خريطته المدفونة، واحلمي، كوني بحلم اخضر له لون عينيك. اعشقي هناك، وتحضري لعيد الحب بلا رشاشة . كلنا علي الارض، امك وايثار، راجحة وميسم وانا، حتي الحطاب، مشتاقون لعناقك في القيامة القريبة. قبلات رنا جعفر ياسين
ranagallery@yahoo.com |
|
رجوع
|
|
|
|
|
|
|
انضموا الى قائمتنا البريدية |
| | |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|