... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  مقالات و حوارات

   
فؤاد التكرلي : كما في حياته الهادئة .. تسلل الى الموت

تاريخ النشر       13/02/2008 06:00 AM


توفي في احدى مستشفيات العاصمة الاردنية عمان الروائي العراقي الكبير فؤاد التكرلي عن عمر ناهز 81 عاماً ، وهو يعد من أبرز ممثلي تيار الحداثة في الكتابة القصصية والروائية العراقية ، فضلا عن أنه واصل انتاجه القصصي والروائي حتى وفاته.
 ولد التكرلي عام 1927 في محلة باب الشيخ ، ودرس الحقوق في بغداد، ثم عين قاضياً فأثّر هذا العمل في سلوكه وكتاباته الروائية المنفتحة على مآزق الحياة وتجاربها الواقعية.  
في فترة دراسته كتب القصة القصيرة، ولمع اسمه في خمسينيات القرن العشرين الى جانب الكاتبين القصصيين عبدالملك نوري وذوالنون أيوب، مشكلين معاً ثلاثي القصة القصيرة الحديثة في العراق. لكنه افترق عنهما سياسياً بنزعته الليبرالية المبكرة التي تلامس اليسار أحياناً، لكنها لا تغرق فيه كحال نوري وأيوب اللذين اندرجا في التيار الماركسي. وربما ساعد ذلك في إبقائه بمنصبه القضائي بعد انقلاب الثامن من شباط (فبراير) 1963.
دخل فؤاد التكرلي بقوة حقل الرواية حين أصدر في السبعينيات من القرن العشرين روايته «الرجع البعيد» . في هذه الرواية صور التكرلي مرحلة الستينيات القلقة في العراق وما شهدت من شروخ سياسية وأخلاقية، ووضع في هذه الرواية براهينه الفنية واسلوبه الهادئ مع مقاربة للواقع تجلت في استخدامه اللهجة العامية العراقية في الحوار.
بعد «الرجع البعيد» أصدر روايات عدة، قليلة الأحجام لكنها تحتفظ بالتماسك الفني الذي وسم روايته الأولى. والملاحظ ان مهنته كقاض أثرت في كتابته بقدر ما أثرت في شخصه، فاستفاد ككاتب من منصبه، ووصل الأمر به في رواية «التنور» الى كتابة محضر قضائي لمتهم يحكي سيرته.
روايات التكرلي تمزج بين الواقعية والتحليل النفسي للشخصيات، وعلى الرغم من انه بدأ واقعيا الا انه مال في بعض رواياته الى الرمزية كما في رواية المسرات والاوجاع.
يلزم التكرلي نفسه في رواياته وقصصه نوعاً من الحياد بسبب المسافة التي يضعها بينه وبين الشخصيات والمجتمع ، أما من الناحية الفنية فقد تجاوز التأثيرات الأولى بالرواية الروسية الواقعية الى الرواية التجريبية المنفتحة .
غادر التكرلي العراق في مطلع التسعينيات وتنقل بين سورية وتونس، وأقام منذ ثلاث سنوات في عمّان التي توفي فيها بعد إصابته بسرطان البنكرياس. متزوج من الكاتبة التونسية رشيدة التركي ولهما ابن اسمه عبدالرحمن، وللتكرلي ثلاث بنات من زواج سابق. كان التكرلي قليل الكلام فإذا تكلم فبصوت هادئ، ولا يعنيه كثيراً الظهور في وسائل الإعلام. وهو لم يمارس الصخب والتسرع مثل كثيرين من أهل الأدب والفن في العراق، بل كان يميل الى الصمت والانطواء. وتبدو أعماله هادئة كشخصيته، وداخل هدوئها يكمن العنف في طريقة السرد وفي تكوين الأبطال ومسرحة الحدث.



رجوع


100% 75% 50% 25% 0%





 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni