توني بلير ثعلب السياسة البريطانية الجديد , والطامح إلى اكبر من (منصب) رئيس وزراء سابق , يركض ويجري نحو محاضرات عالمية مستمرة تؤمنها له شركات يتقاسم معها الأرباح يعوض من خلالها (نقائه) السابق وتعففه المادي خلال مسؤولياته الرسمية , والعيون المسلطة عليه تحسب الإسترليني الزائد , ليخرج من مولد رئاسة الوزراء منتصرا مغسولا بلا حمص , والعوض بالخبرة التي ستمطر له ذهبا عند تقاعده, ذلك مايفعله حاليا العزيز بيل آل كلينتون , وما تدره جولاته وحساب الكلمات الذهبية التي يتمشدق بها من وراء ميكرفون , لجمهور تناسى واقعة العشق والغرام الرئاسية والآنسة لوينسكي , ليتلقف الدر لا القبلات من فم العزيز الوسيم , ويزيد له في الكيل , ويحول زوجته المخلصة الصابرة المحتسبة إلى رئيسة مقبلة للولايات المتحدة الأمريكية , ولتعش الرأسمالية ذخرا وأملا للشعوب . ونعود للسيد بلير , ومجمل النفخ الإعلامي المنافق والمنفرد عالميا بمساحة الأحداث والمقدر لمسيرة تأثيراتها , لماذا يحتاج شخص كهذا حاليا الدخول في هذا المعترك ! أي التحول كمسيحي من الطائفة الانغليكانية السائدة في انكلترا إلى الكاثوليكية , وفي بلد هائل التطور تاريخيا في مسارات عديدة واضحة ومعروفة , متجاوزا ولاشك وعلى مستوى شخصيات بحجم ودرجة معرفة ووعي وذكاء السيد بلير , الحاجة الملحة كما يفهم من صيغة الخبر , لان يتبع السيد بلير (برنامج تنشئة وتكوين يستعد به للاندماج كلية مع مجتمع مذهبه الجديد) , كما ورد في تقرير ال bbc , أي تجارة جديدة بالدين والمذهب يتداولها ويحاكيها المستر بلير , يبز ويتغلب بها حتى على السيد القرضاوي وإبطال قناة الجزيرة , وعباقرة ومفكري ولاية الفقيه التاريخية , صعودا إلى بلاد العم سام وبقية الله في أرضه من الصهاينة الجدد , ومنافسي السيدة أوبرا خلف الميكرفون وساعات الظهور على الشاشة الصغيرة . منذ أن أشرقت شمس العلمانية الحديثة , وانكلترا لها قاعدة ولمفكريها ملاذ , حتى كارل ماركس ترك بلاده الألمانية , وتوجه مستوطنا , مكتبة لندن , والمصادر التاريخية المحفوظة , والحرية المؤمنة , ليبني من هناك أسس فلسفة , الدين فيها بنى فوقية , وما يتبقى منه يحظر افيون للشعوب , فما بال السيد بلير ثانية يبحث في وقت اشراقة القرن الواحد والعشرين , ليس عن الأفيون نفسة بل وحتى صنفه الردى , الطائفية ؟! وكأنه يؤسس في بريطانيا العظمى حيث عاش برنارد شو وتفلسف وسخر ومات , عن مدرسة مثالية جديدة تؤمن له مستقبل زاهر , وطريق أوسع تبليطا وسهولة سير نحو آخرة مجيدة , وجنان مخلدة . بلير يقرأ التاريخ ليس كماض كما يريدونا تصوره , ولكن كمستقبل يمهدون للشعوب لتسير في دروبه , ويحتاجون لذلك , مايبيعوننا إياه سلع بائرة ملونه زاهية يجربوها قبلنا , كما كانت يوما الأجداد , عندنا وعندهم , تقدم العذراء إلى شيخ القبيلة ليحكم على صلاحيتها وعذريتها قبل تزويجها من أبناء الرعية . ونستون تشرشل ربما كان هو حلم بلير ومثله الأعلى , تقدم بريطانيا والانكليز نحو ذرى المجد في القرن العشرين , بقراءاته التاريخية للأحداث المستجدة القادمة , ليبني عليها وحسب توجهاتها تحالفات بلده , فليس لبريطانيا عدو دائم آو صديق دائم بل مصالح مستمرة , ولذلك اعتبره أبناء جلدته الأول بينهم للقرن المنصرم , فهل يحلم السيد بلير الطموح أن يكون الأول بريطانيا للقرن الواحد والعشرين , راكبا حصان أو مطية الطائفية والدين , باعتبار انهما بيضة الأحداث المقبلة التي ستفقس حروبا ومذابح , تبعد الشعوب عن اهتماماتها الحقيقية وتشترى بضائع فاسدة قديمة كاسدة , تتعايش وتموت من اجلها طيلة هذا القرن الحالي . خسر طوني بلير كمسؤول رسمي رغم كل فذلكاته اللغوية , كما بريطانيا كداعية لتحرر الشعوب معركة البصرة لصالح إيران , والأحزاب والأفكار الطائفية والدينية , وتخسر العلمانية والحرية معركة , فهل سيحول السيد بلير كمتقاعد وداعية سلم وتحرر ومعتقدات دينية , تلك الخسارة إلى نصر مبين , باعتبار إن البصرة ستتحول مستقبلا إلى مركزا شعاع طائفي , لايحتاج إلى استيراد أو تدبير وقود ليبقى مستمرا وهاجا , باعتبار إن المركز المعني يطفو على بحر منه غزير ؟ كم كنا سنرى الرأسمالية قبيحة , لو لم تكن المنفردة الوحيدة بالساحة ؟ |