|
|
في الطريق إلى الحب |
|
|
|
|
تاريخ النشر
24/07/2007 06:00 AM
|
|
|
بفوضى واضحة أترك أوراقي على الطاولة في الزاوية القصية لجانب المكتب الصغير ، يحدث هذا لمرات عديدة تكررت في الآونة الأخيرة بشكل يلفت النظر ، أوعزت هذا بدون تردد لتساؤلات أرّقت حالي ، شغلتني كثيراً وحالت دون إكمالي الأوراق تلك ، حتى أني بدأت بجدية وبنية كاملة، غير أني أجلت ... وهي مازالت تترى متسربة إلى ذهني تلك التساؤلات ( لماذا أنتِ كلما اقتربتُ أو حاولتُ علّقتِ المواعيد على خيط رفيع ونثرتيها قبالة الشمس برتابة وصلت إلى عظم الساق المتعثر بأذيال الانتظار ، لماذا حقاّ؟) كل هذا لم يجعلني أن أتأخر عن القول بما تمتلكه الحروف والكلمات من أوصاف المحاسن كلها دفعة واحدة أضعها باطمئنان الصدق ونية الاقتراب على طبق الود ولم يفتني أن أراقب عروق الاستحياء في وجنتيكِ ، حتى أن احمرار خديكِ صار لوناً طريّاً يطويني بعيداً في عالم الانتظار ، وكلما حدث أكور كلماتي وألف أوراقي بتمتمات متعثرة هي الأخرى بالحذر الشديد ، قد لا تدركين أصواتها الكامنة ، لكننا معاً ندرك الطريق ، لذا نعلق الأماني ونصمت لحين من الدهر ، رغم أنكِ تحاولين الابتعاد بل تبتعدين وتصمّين أذنيك عن أمور غاية في الأهمية ، نيتك الدخول لعالم آخر ، وأنشغل أنا بمعاتبة فضول قلبي الذي يعاند كبريائي وأحاول المرة تلو الأخرى أراهن على كياستكِ واتزانكِ وصوتك الذي يمتليء بدفء الوثوق والاختيار ، فأنت تعلمين وكلماتك لا زالت ترن بسمعي المشدوه بها تلك التي أتوسدها لاعقاً كل الجروح الناضحة في المسافات التي تركتها العزيزات من أشيائك، حقّاً وسادتي هي دوماً ، كنت أراهن على خطواتك لا أفترض غير صدق الابتسامة ولا أقرر غير ما تضعين بهدوء في نبضات قلبي ، وحالما يستولي الفرح المباح على تكويرة أشيائي ، آلفك كلك بشراييني النابضة ، وأنام بقرب دفاتري تلك التي تدون أسرارنا ، ربما أنام ملء جفوني وربما أقلب أوراقي وأنت أدرى بهاجس الترحال الذي يرافقني ، حتى أني أكثرت القراءة في جداول عينيك ، وحاولت أن أفتح كوة أسراري وأعلنها أنت الأقرب ... غير أن المسافات التي طويت أدخلتني بحلقة الدوار والحيرة وكدت أن أكون وحدي أقلب وجهي بين الوجوه كلها هي الأخرى بعيدة وأنا الأبعد في سفينة أعدت وجهّزت تماماً كي أكون مسافراً بلا عنوان ماخلا ملامح عينيك التي انحفرت في ذاكرتي ، وحينما كانت عهودك تترى في أستار الليل وانكسارات النهار ، جاءني نبأ من سبأ لم أصدق ما جاء حتى تربعت على السفينة التي بدأت تمخر عباب الزمن وتبتعد ، تركت طاولتي وأوراقي وانشغلت بتلك التساؤلات ولم أصدق حتى توالي وتوارد علامات الحزن وتزاحم الاختناق الذي حال دون سماع صوتك وكما هو لابد لي أن أفترش الأرض التي وطأتها أقدامك وأنام على وسادة المواعيد المؤجلة إكسيري في الحياة الحب الذي قاله قلبي دون حياد ... |
|
رجوع
|
|
مقالات اخرى لــ وجدان عبدالعزيز
|
|
|
|
|
انضموا الى قائمتنا البريدية |
| | |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|