الفصل الثالث مريم وعيسى في القرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم
ولادة مريم وكفالة زكريا لها :
أن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين }33{ ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم }34{ إذ قالت امرأة عمران (1) : رب إني نذرت لك ما في بطني محررا , فتقبل مني إنك أنت السميع العليم }35{ فلما وضعتها , قالت رب إني وضعتها أنثى ,والله أعلم بما وضعت , وليس الذكر كالأنثى , وإني سميتها مريم , وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم }36{ فتقبلها ربها بقبول حسن , وأنبتها نبا تا حسنا , وكفلها زكريا , كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا (2) , قال : يا مريم أنى لك هذا ؟ قالت هو من عند الله , إن الله يرزق من يشاء بغير حساب }37{ (3) .
الله يهب لزكريا :
هناك دعا زكريا ربه , قال : رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء }38{ فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب (4) إن الله يبشرك بحيي مصدقا بكلمة من الله , وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين }39{ قال : رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر , وامرأتي عاقر , قال : كذلك , الله يفعل ما يشاء }40{ قال : رب , اجعل لي آية قال : آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا , واذكر ربك كثيرا , وسبح بالعشي والأبكار }41{ (5).
بشارة مريم بالمسيح :
وإذ قالت الملائكة : يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك , واصطفاك على نساء العالمين}42{ . يا مريم أقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين }43{ ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك , وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم , أيهم يكفل مريم ,(6) وما كنت لديهم إذ يختصمون }44{, وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه أسمه المسيح عيسى (7) بن مريم , وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين }45{ (8) .
* * *
وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار معين }50{ (9) .
مولد عيسى من الروح القدس :
وأذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا }16{ فاتخذت من دونهم حجابا , فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا }17{ . قالت إني أعوذ بالرحمان منك إن كنت تقيا }18{ قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا }19{ قالت : أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر , ولم أك بغيا }20{ قال : كذلك , قال ربك : هو علي هين , ولنجعله آية للناس ورحمة منا , وكان أمرا مقضيا }21{ فحملته فانتبذت به مكانا قصيا }22{ فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة (10) قالت يا ليتني مت قبل هذا , وكنت نسيا منسيا }23{ (11) .
* * *
والتي أحصنت فرجها فنفخنا(12) فيها من روحنا وجعلناها وأبنها آية للعالمين }91{ (13) .
* * *
ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها , فنفخنا (13) فيه من روحنا , وصدقت بكلمات ربها وكتبه , وكانت من القانتين }12{ (14) .
* * *
إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب , ثم قال له : كن فيكون }59{ الحق من ربك فلا تكن من الممترين }60{ (15) .
عيسى يتكلم وهو رضيع :
فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا }24{ وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا }25{ فكلي واشربي وقري عينا , فأما ترين من البشر أحدا فقولي : أني نذرت للرحمان صوما , فلن أكلم اليوم إنسيا }26{ (16) فأتت به قومها تحمله , قالوا : يا مريم لقد جئت شيئا فريا }27{ يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا }28{ (17) فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا }29{ قال : إني عبد الله , آتاني الكتاب وجعلني نبيا }30{ وجعلني مباركا , أين ما كنت , وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا }31{ وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا }32{ والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا}33{ (18).
* * *
ويكلم الناس في المهد وكهلا (19) ومن الصالحين }46{ قالت : رب , أني يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال : كذلك , الله يخلق ما يشاء .إذا قضى أمرا فأنما يقول له كن فيكون }47{ ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل }48{ ورسولا إلى بني إسرائيل (20) , إني قد جئتكم بآية من ربكم , إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير , فانفخ فيه فيكون طيرا , بأذن الله ,و أبرئ ألاكمه والأبرص , وأحي الموتى بأذن الله , وأنبأكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم (21) , إن في ذلك لآية لكم, إن كنتم مؤمنين }49{ ومصدقا لما بين يدي من التوراة, ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم (2) , وجئتكم بأية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون }50{ إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم }5{ (3) .
* * *
إذ قال الله يا عيسى بن مريم , أذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس , تكلم الناس في المهد وكهلا , وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل , وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني , وإذ تخرج الموتى بإذني , وإذ كففت بني إسرائيل عنك , إذ جئتهم بالبينات , فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر(24) مبين }110{ (25) .
هل المسيح أبن الله ؟ :
ذلك عيسى بن مريم وقول الحق الذي فيه يمترون }34{ ما كان الله أن يتخذ من ولد (26) , سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون }35{ (27) , بديع السماوات والأرض , أنى يكون له ولد , ولم يكن له صاحبة وخلق كل شئ وهو بكل شئ عليم }101{ (28) .
* * *
وانه تعالى جدّ ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا {3}(29)
* * *
وقالت اليهود عزير ابن الله (30) , وقالت النصارى : المسيح ابن الله , ذلك قولهم بأفواههم , يضاهون قول الذين كفروا من قبل , قاتلهم الله أنى يؤفكون }30{ اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله , والمسيح ابن مريم , وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا , لا اله إلا هو, سبحانه عما يشركون }31{(31) .
الحواريون أ نصار الله :
فلما أحس عيسى منهم الكفر قال: من أنصاري إلى الله ؟ قال الحواريون (32) : نحن أنصار الله , آمنا , واشهد بأنا مسلمون }52{ ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين }53{ ومكروا ومكر الله , والله خير الماكرين }54{ (33) .
* * *
يا أيها الذين آمنوا , كونوا أنصار الله , كما قال عيسى ابن مريم للحواريين : من أنصاري إلى الله؟ قال الحواريون : نحن انصار الله . فآمنت طائفة من بني إسرائيل . وكفرت طائفة , فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم , فأصبحوا ظاهرين }14{ (34) .
* * *
وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي , قالوا : آمنا واشهد بأنا مسلمون }111{ (35)
مائدة من السماء :
إذ قال الحواريون : يا عيسى بن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء , قال : اتقوا الله , إن كنتم مؤمنين }112{ قالوا : نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا . ونكون عليها من الشاهدين }113{ قال عيسى بن مريم : اللهم ربنا انزل علينا مائدة (36) من السماء تكون عيدا لأولنا وآخرنا , وآية منك , وارزقنا , وأنت خير الرازقين }114{ قال الله : إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين }115{ (37) .
من هم أبناء الله ؟ :
ومن الذين قالوا : إنا نصاري أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة , وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون }14{ .
وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه (38) قل : فلم يعذبكم بذنوبكم , بل انتم بشر ممن خلق , يغفر لمن يشاء , ويعذب من يشاء , ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما واليه المصير}18{
وقفينا على آثارهم بعيسى بن مريم , مصدقا لما بين يديه من التوراة , وآتينا ه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة , وهدى وموعظة للمتقين }46{ وليحكم أهل الإنجيل بما انزل الله فيه , ومن لم يحكم بما انزل الله , فأولئك هم الفاسقون }47{(39) .
الله واحد وليس ثلاثة :
يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق . إنما المسيح بن مريم رسول (40) الله وكلمته ألقاها إلى مريم , وروح منه, فآمنوا بالله ورسله , ولا تقولوا: ثلاثة(41)انتهوا خير لكم . إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد , له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا }171{ لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله , والملائكة المقربون , ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر , فسيحشرهم إليه جميعا }172{فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله, وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما , ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا }173{ (42) .
الله ليس المسيح بن مريم :
لقد كفر الذين قالوا : إن الله هو المسيح بن مريم , قل فمن يملك من الله شيئا ان أراد أن يهلك المسيح بن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ,ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما , يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير }17{ (43) .
* * *
لقد كفر الذين قالوا : أن الله هو المسيح بن مريم (44), وقال المسيح : يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم , أن من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار , وما للظالمين من أنصار }72{ لقد كفر الذين قالوا : إن الله ثالث ثلاثة, وما من اله إلا اله واحد, وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم }73{ أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه, والله غفور رحيم }74 { (45).
المسيح رسول :
ما المسيح بن مريم إلا رسول (46) قد خلت من قبله الرسل , وأمه صديقة , كانا يأكلان الطعام , انظر كيف نبين لهم الآيات , ثم انظر أنى يؤفكون }75{ قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا , والله هو السميع العليم }76{ قل : يا أهل الكتاب , لا تغلوا في دينكم غير الحق , ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل , وأضلوا كثيرا , وضلوا عن سواء السبيل }77{ لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود , وعيسى بن مريم , ذلك بما عصوا , وكانوا يعتدون }78{ كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون }79{(47) .
وإذ قال الله : يا عيسى بن مريم أانت قلت للناس اتخذوني وأمي الهين من دون الله ؟ قال : سبحانك , ما يكون لي أن أقول ما ليس بحق . إن كنت قد قلته فقد علمته , تعلم ما في نفسي , ولا اعلم ما في نفسك . انك أنت علام الغيوب }116{ ما قلت لهم إلا ما أمرتني به , أن اعبدوا الله ربي وربكم , وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم , فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم , وأنت على كل شئ شهيد }117{ إن تعذبهم فانهم عبادك , وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم.}118{ قال الله : هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم , رضي الله عنهم ورضوا عنه , ذلك الفوز العظيم }119{ لله ملك السماوات والأرض وما فيهن , وهو على كل شئ قدير }120{ (47) .
النبوة في ذرية نوح وإبراهيم :
ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهم النبوة والكتاب, فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون }26{ ثم قفينا على آثارهم برسلنا , وقفينا بعيسى بن مريم , وآتيناه الإنجيل (48) وجعلناه في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها , ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله , فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم , وكثير منهم فاسقون}27{ ( 49) .
عيسى يبشر برسول اسمه أحمد :
وإذ قال عيسى بن مريم : يا بني إسرائيل , إني رسول الله إليكم , مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا ( 50) برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد , فلما جاءهم بالبينات , قالوا : هذا سحر مبين }6{ (51) .
عيسى نبي جاء بالحكمة والبينات كبقية الأنبياء :
وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء . إن ربك حكيم عليم }83{ ووهبنا إسحاق ويعقوب كلا هدينا , ونوحا هدينا من قبل , ومن ذريته : داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين }84{ وزكريا ويحيى وعيسى والياس , كل من الصالحين }85{ وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا , وكلا فضلنا على العالمين }86{ ومن آبائهم وذريتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم }87{ ذلك هدى الله يهدي من يشاء من عباده , ولو أشركوا لحبط عليهم ما كانوا يعملون }88{ أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكمة والنبوة , فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين }89{ ( 52) .
* * *
شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا , والذين أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه, الله يجتبي إليه من يشاء, ويهدي إليه من ينيب }13{ (53) .
* * *
ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون }57{ وقالوا : أ آ لهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون }58{ إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل }59{ ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون }60{ وانه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم }61{ ولا يصدنكم الشيطان انه لكم عدو مبين }62{ ولما جاء عيسى بالبينات قال : قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه , فاتقوا الله واطيعون }63{ إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم }64{ فاختلفوا الأحزاب من بينهم , فويل للذين ظلموا من عذاب يوم اليم }65{ (54) .
* * *
ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل , وآتينا عيسى بن مريم البينات , وأيدناه بروح القدس . أ فكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم , ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون }87{
قولوا : آمنا بالله , وما انزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط , وما أوتى موسى وعيسى , وما أوتى النبيون من ربهم , لا نفرق بين أحد منهم , ونحن له مسلمون }136{
تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض , منهم من كلم الله , ورفع بعضهم درجات , وآتينا عيسى بن مريم البينات , وأيدناه بروح القدس , ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم , من بعد ما جاءتهم البينات , ولكن اختلفوا , فمنهم من آمن , ومنهم من كفر , ولو شاء الله ما اقتتلوا , ولكن الله يفعل ما يريد }253{ (55)
* * *
وإذا أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم , أخذنا منهم ميثاقا غليظا }7{ ليسأل الصادقين عن صدقهم , واعد للكافرين عذابا أليما }8{ ( 56)
* * *
قل آمنا بالله , وما أنزل علينا , وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط , وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم ولا نفرق بين أحد منهم , ونحن له مسلمون }84{(57) .
* * *
إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ,و أوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان . وآتينا داود زبورا }163{ ورسلا قد قصصناها عليك من قبل , ورسلا لم نقصهم عليك , وكلم الله موسى تكليما }164{(58)
اليهود والمشركون أعداء المؤمنين والنصارى يودونهم :
لتجدن اشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود , والذين أشركوا , ولنجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا : إنا نصارى , ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون }82{ وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا , فأكتبنا مع الشاهدين }83{(59)
هل قتل اليهود المسيح ؟ :
وبكفرهم (اليهود ) وقولهم على مريم (60) بهتانا عظيما }156{ وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم , رسول الله , وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا }157{ (61) بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما }158{ وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته , ويوم القيامة يكون عليه شهيد ا}159{(62)
الله يتوفى عيسى ويرفعه :
إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك (63) إليّ ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة , ثم إليّ مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون}55{ فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين }56{ وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم والله لا يحب الظالمين }57{ ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم }58{(64)
الهوامش:
1- ليس في الأناجيل أية إشارة إلى أم مريم وأبيها ولا عن ولادتها أو سابق حياتها وإنما يرد ذكر مريم عندما خطبت إلى يوسف فوجدها حبلى . ولا يعرف المسيحيون إن اسم أبيها عمران .
2- هذه الحادثة ليست مذكورة في الأناجيل أيضا , وكذلك كفالة زكريا لها . وما ذكر هو أن مريم عندما بشرها الملاك بيسوع ذهبت إلى بيت زكريا , لأن زوجته اليصابات نسيبتها , وأقامت عندها 3 أشهر , وكان ذلك بعد أن حملت اليصابات بيحي(يوحنا ) بستة أشهر , وهي امرأة كبيرة السن , قد تجاوزت سن الحمل . ويبدوا أن مريم رجعت إلى بيتها قبل ولادته , ولم يرد اي حوار بينها وبين زكريا . انظر لوقا ف 1 .
3- سورة آ ل عمران .
4- لم يكن زكريا ( حسب الإنجيل ) من أنبياء بني إسرائيل , بل كان كاهنا , وعندما كان يؤدي خدمته الكهنوتية ويحرق البخور داخل هيكل الرب , ظهر له الملاك وبشره بأن زوجته ستلد ابنا وتسميه يوحنا. وعندما خرج من الهيكل بقى صامتا لا يستطيع الكلام فعرف الشعب أنه رأى رؤيا داخل الهيكل , وظل أخرس حتى ولادة يوحنا الذي ولد قبل المسيح ببضعة أشهر . انظر : لوقا , المصدر السابق.الجدير بالإشارة أن هناك نبيا من أنبياء بني إسرائيل اسمه زكريا , معاصرا لحجي النبي , وله كتاب بهذا الاسم , وهو أحد أسفار العهد القديم , وقد كتبه في مستهل سنة 520 ق م . إذ أرسله للمسبيين من بني إسرائيل العائدين من السبي ليشجعهم على عبادة الله , من غير خوف . أي أن زكريا هذا قد عاش قبل ذلك بحوالي 500 عام . انظر : سفر زكريا , من أسفار العهد القديم .
5- آ ل عمران .
6- لم تذكر كفالة مريم في الأناجيل , كما لم تذكر بالمقابل خطبة مريم في القرآن الكريم . فقد خطبت مريم من قبل يوسف النجار ووجدت حبلى , فلم يعرفها حتى ولدت ,ومن ثم تزوجها وأنجب منها .
7- اسم عيسى هو يسوع في الأناجيل .
آ ل عمران
8- المؤمنون .
9- لا توجد إشارة إلى أية نخلة في الأناجيل والمعروف أنها ولدت في مغارة في بيت لحم .
10-مريم .
11-لم يذكر الفعل ( نفخ ) في الأناجيل وإنما أشير فقط إلى أنها وجدت حبلى (متى) أو بشرها جبريل بأنها ستلد ابنا ( لوقا) .
12-الأنبياء .
13-التحريم .
14-آ ل عمران .
15-لا توجد في أي من الأناجيل الأربعة أية إشارة إلى أن يسوع ( عيسى) قد تكلم في المهد , وكذلك موضوع الصوم وعدم الكلام , وان كان هذا الصوم معروفا لدي اليهود .
16-لم يرد أي حوار في الإنجيل بين مريم وبين الناس الآخرين وكذلك لم يرد بينها وبين خطيبها يوسف أي حوار عندما وجدها حبلى , كما لم يذكر أن لها أخا اسمه هارون . تجدر الإشارة إلى أن النبي موسى وهارون لهما أخت اسمها مريم , وهي امرأة نبيه , واسم أبيهم عمرام (بالميم ) وليس عمران (بالنون ) ومعلوم أن موسى وهارون ومريم هذه قد عاشوا قبل ولادة المسيح بحوالي 13 قرنا . انظر سفر الخروج , ف 6 , 15 .
17-مريم .
18-لقد ذكرنا أن الأناجيل لم تشر إلى أن عيسى تحدث في المهد , كما أنه لم يبلغ سن الكهولة , فقد صلب وعمره (33) سنة , أي انه كان في أوج الشباب .
19-لقد كان عيسى – حسب الأناجيل – يهوديا تعلم شيئا من التوراة , وكان يدعوا إلي الله , والالتزام بالشريعة . وقد كتب الإنجيل بعد صلبه بسنوات مختلفة , وهو عن سيرته , كما انه لم يقل انه رسول من عند الله .
20-لا يوجد في الأناجيل ما يشير إلى انه كان يخلق من الطين كهيئة الطير أو ينبأ الناس بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم , ولكنه كان يبرأ ألاكمه والأبرص , كما ذكر انه أحيا الموتى مرتين في حادثتين منفصلتين .
21-لقد احل يسوع كثيرا من المأكولات التي كانت محرمة في الديانة اليهودية ومنها لحم الخنزير . ومما نجدر الإشارة إليه أن المسيح أكد لبني إسرائيل انه ما جاء ليلغي الشريعة أو الأنبياء , بل ليكملها ( متى : ف 5) ولذلك ظلت شريعة موسى قائمة وادخل بعض التعديلات عليها , وان ما تثبت بعد ذلك كان بواسطة المجامع الكنسية الني انعقد أولها سنة 50م في أورشليم .
22-أ ل عمران .
23-لم يتهم المسيح بالسحر , وإنما خيف منه من انه يريد أن يكون ملكا على بني إسرائيل , فقاومه الإسرائيليون وتسببوا في صلبه , ولم يؤمنوا به كمخلص لبني إسرائيل ,
24-المائدة .
25-ليس في أسفار العهد القديم أن المسيح المنتظر سيكون ابن الله , وقد استقر هذا المفهوم فيما بعد.
26-مريم .
27-الأنعام .
28-الجن .
29- ليس في أسفار العهد القديم شخص اسمه(عزير) يقول عنه اليهود انه ابن الله , وانما هناك كاهن باسم (عزرا) عاش في القرن الخامس ق.م. دون كتابا عالج فيه موضوع رجوع بني إسرائيل من السبي ببابل وكيفية البدء في بناء الهيكل حيث توقف العمل فيه لفترة مما سبب المشكلات التي جابهتهم . وقد ظهر النبيان حجّي وزكريا ليحثا الشعب على الإسراع في استكمال البناء , فاستجابوا وتابعوا البناء حتى تم تشييد الهيكل
30-التوبة .
31-لعلهم تلاميذ يسوع الأثنى عشر وهم 1- سمعان (بطرس) 2- أخوه اندراوس 3- يعقوب 4- يوحنا 5- فيلبس 6- برثلماوس 7- متى 8- توما 9- يعقوب بن حلفي 10- سمعان الغيور 11- يهوذا أخو يعقوب 12- يهوذا الأسخريوطي الذي خان يسوع فيما بعد وسلمه لأعدائه فصلبوه .
32-آ ل عمران .
33-الصف
34-المائدة
35-المائدة المشار إليها هنا وردت في الأناجيل جميعا ولكن بأساليب مختلفة . لقد أخذ يسوع تلاميذه إلى مكان قفر ليستريحوا فتبعهم الناس من جميع المدن فأخذ يسوع يعلمهم . ولما تأخر الوقت قال له تلاميذه : أن يصرف الناس ليشتروا لأنفسهم طعاما . ولكنه قال لهم : انتم أطعموهم . وكان لديهم 5 أرغفة وسمكتان . فصار يقطع الأرغفة والسمكتين ويطعم الناس حتى شبعوا جميعا , وكان عددهم 5آلاف رجل وبقى 12قفة ممتلئة من الكسر وفضلات من السمكتين . وبالإضافة إلى هذه الحادثة فقد ذكر إنجيل متى ومر قس حادثة أخرى مماثلة . فقد ذهب يسوع مع تلاميذه إلى بحيرة طبرية وصعد الجبل وجلس هناك . فتبعتهم جموع كثبرة , ومعهم كثير من المرضى ومكثوا معه 3أيام وليس عندهم ما يأكلون .فسأل تلاميذه عن عدد الأرغفة التي معهم . أجابوا : سبعة , وبضعة سمكات صغار. فكسر الأرغفة و أطعم الجميع وكان عددهم 4آلاف , ما عدا النساء والأولاد , ثم صرف الجموع .
36-المائدة .
37- تقول اليهود : انهم الشعب الذي أختاره الله لنفسه من دون كل الشعوب . فهو إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب , حيث وعد الرب إبراهيم أن يعطي أرض كنعان لذريته ( التكوين : ف 12) أما النصارى فهم يدعون الله : أبانا الذي في السماوات , كما جاء في صلاة يسوع (لوقا: ف 11) . ولا يفهم منه الإنجاب والذريه بالطبع وإنما هو بمثابة الأب للخلق .
38-المائدة .
39-إن رأي الإسلام في السيد المسيح كرأيه في بقية الأنبياء والرسل , أرسلهم الله لهداية البشر . فالله واحد والرسل كثيرون . والمسيح واحد منهم .
40-لا يقول الإسلام بفكرة الأب والابن ولنفي ذلك قطعا جاءت سورة الإخلاص : قل هو الله احد 1الله الصمد 2 لم يلد ولم يولد 3 ولم يكن له كفوا احد 4 .
41- النساء .
42- المائدة .
43- لم يقل المسيحيون أن الله هو المسيح بن مريم , بل قالوا : هو الرب ابن الله , ولكنهم يقولون بالثالوث : الأب والابن والروح القدس , وهم واحد . وإذا كانت فكرة الأب والأبن مفهومه , فإن الروح القدس وعلاقته بهما يكتنفها شئ من الغموض .
44- المائدة .
45- لم يقل المسيح انه رسول , ولم يكن على علاقة متينة بأمه وأخوته منها كما يبدو . فقد كان يدعو إلى الإيمان والتوبة والالتزام بشريعة موسى مع إدخال بعض التعديل عليها . وقد قال عنه المسيحيون بأنه الرب ابن الله . أما الإسلام فقد قال عنه بعد اكثر من 600 عام بأنه رسول . بينما اليهود لا يعرفون عنه شيئا , ولا يزالون ينتظرون المسيح المخلص الموعود . انظر يوحنا : ف 19ومرقس : ف 6 .
46- ألما ئده .
47- لم يكن لدي المسيح كتاب يبشر به , وأن الأناجيل المذكورة كتبت بعد موته ب10 – 60 عاما , وهي عن حياته وتبشيره ودعوة بني إسرائيل إلى التوبة وقد دامت دعوته 3سنوات , فلم يكن عيسى يدعوا إلى دين جديد وإنما الالتزام بالدين اليهودي وشريعة موسى ليخلص بني إسرائيل من الخطايا ولكنهم لم يؤمنوا بأنه المسيح ولا بما كان يدعو إليه .
48- الحديد .
49- لا توجد مثل هذه البشارة في أي إنجيل من الأناجيل الأربعة .
50- الصف .
51- الأنعام .
52- الشورى .
53- الزخرف .
54- البقره .
55- الأحزاب .
56- آ ل عمران .
57- النساء
58- المائدة .
59- يزعم بعض اليهود أن احد العسكريين قد اتصل بمريم فحملت منه , والجدير بالإشارة أن الأناجيل لا تذكر شيئا عن حمل مريم على لسانها , وإنما تشير إلى أن زوجها يوسف النجار وجدها حبلى عندما خطبها واراد تطليقها فرأى في الحلم ملاكا أخبره بأن حملها من الروح القدس , فلم يطلقها وأنتظر حتى ولدت وتزوجها وهاجر بها إلى مصر . والأناجيل لا تشير بشيء إلى مزاعم اليهود هذه .
60- يتضح من هذه الآية أن المسيح لم يصلب كما تقول الأناجيل , ولكن الذي صلب هو شخص آخر شبه لهم أنه المسيح . ومع ذلك فإن القرآن الكريم يقول بأنه قد توفاه الله – كما أشرنا – ورفعه إليه .
61- النساء .
62- واضح من هذه الآية أن عيسى قد توفاه الله ورفعه إليه , ولكنه لم يحدد الطريقة التي توفي بها , وهي على أية حال ليست طريقة الصلب المعروفة التي تسبب بها اليهود بعد محاكمتهم ليسوع , كما تبينه الآية السابقة في سورة النساء .
63- آ ل عمران .
المصادر
1- الكتاب المقدس ( دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط , 1986 لم يذكر مكان النشر ).
2- الكتاب المقدس , الإنجيل وأعمال الرسل , ( دار المشرق , بيروت , 1984, ) ط1 .
3- الإنجيل ( لم يذكر الناشر ولا مكان النشر و يبدو أنه منشور في لبنان , 1982) المقدمة والملحق .
4- د . عبد الحسين زيني , مواضيع سور القرآن الكريم ( مخطوط )
5- محمد فؤاد عبد الباقي , المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم , ( مطابع الشعب , القاهرة 1378 هجري )
6- محمد فريد وجدي , المصحف المفسر , ( دار المعرفة , كتاب الشعب , لم يذكر سنة النشر ولا مكانه )
7- العقيد عبد الرزاق محمد علي , المدخل لدراسة الأديان والمذاهب , المجلد1 , ( الدار العربية للموسوعات , بيروت , بدون تأريخ )
8- الكتاب المقدس , كتاب الحياة , ط 4 ( 1992 , جي سي سنتر مصر الجديدة القاهرة )
9- إنجيل بر نابا ( الترجمة العربية )
10- د . عبد الحسين زيني , 3× 3 ( 3 أحلام في 3 ديانات ) ( مخطوط ) .
11- د. عبد الحسين زيني , هل الإنجيل كلمة الله ؟ (مخطوط)
انتهى
موقع دكتور عبد الحسين زيني
|