محمد اعتقد انك ما زلت تذكرني، فقد التقينا يوم فارقت الدنيا عام ألفين ، كنت ذلك العراقي الذي حث كل من يعرف ان يخرج في مظاهرة من اجلك، يومها خرج العراقيون بالداخل والخارج من اجل طفولتك التي اراقها جندي اسرائيلي .
ومن اجل دمك التقيت وجوها لا احب رؤيتها، واصارحك اني اضطررت لمجاملتهم رغم انهم ممن صفقوا لقاتلي واوغلو بدمي، ولولاك انت لاعلنتهم اعداءا لكن دمك اضطرني ان اسامحهم عل وعسى ان يصححوا موقفهم يوم ما .
ورغم ان الجميع تاجروا بدمك حتى ابوك جمال الذي انجبك، فقد تركك خلف ظهره وراح يتسول باسمك من هنا وهناك واصارحك ايضا اني تألمت يوم رأيت والدك يسفح ماء وجهه بين يدي الدكتاتور البدائي في بغداد ، ويبدو ان ما حصل عليه من مال سحت قد ساعده كثيرا على نسيانك فانجب ولدا بعد عامين اسماه محمد.
العزيز محمد الدرة..
بين الامس واليوم في بغداد فقدنا محمدين كثر، منذ ان قاد عمك الوهابي احمد الخلايلة ( أبو مصعب الزرقاوي) قبيلة من المخدرين بفتاوى بن جبرين الوهابي الأخر لقتل كل محمد في العراق, والغريب يا محمد ان بعض اعمامك لم يجدوا ضيرا في ذلك , بل انهم سموه جهادا واستشهادا !.....
لانهم ببساطة لا يعترفون بالعراقيين مسلمين ولا بشرا، بل انهم لا يجدون قتل اطفالنا خبرا يستحق الذكر ، وان ذكروه موهوا العالم بعكسه كما حصل مع عائلة المواطن العراقي حسين طارش في حي البلديات في بغداد ، إذ قتل اعمامك من عائلته تسعة افراد، فيهم من هو اصغر منك سنا بل كان بينهم طفل رضيع اسمه ( مرتضى )، هل تصدق ان اعمامك وعشيرتك واهلك بدل ان يتعاطفوا مع اطفالنا وابنائنا الذين دفنوا احياء في مقابر صدام الجماعية استعاروا لسان جلادنا واتهموهم ، بانهم خارجون عن القانون ؟ هل تصدق يا محمد ان الجبن وصل ببعض اعمامك ان يفجروا بعض الجوامع السنية في ديالى وبغداد ويقتلوا ويجرحوا المصلين السنة فيها ، حتى يوهموا الناس ان الشيعة فعلوا ذلك؟
وحين توجوا انحدارهم بقتل اكثر من اربعين طفلا في بغداد الجديدة فقد اخرجوها اخراجا مسرحيا رديئا، ليزعموا ان ذلك القتل العشوائي جاء صدفة وبتدبير من الاطفال انفسهم.
العزيز محمد الدرة هل سمعت بالطفل العراقي يوسف ذي الخمسة اعوام الذي احرق المخدرون وجه البرئ في بغداد ؟
هل تعلم يا محمد ان انتفاضة المهجر العراقية التي خرجت وما زالت ضد فتاوى مشايخ التكفير والكراهية التي عاثت في ارض العراق وغير العراق الفساد والدمار , والتي اصبح الطفل يوسف احد رموزها , لم تشر وسائل الأعلام التي تباكت عليك أي خبر عنها ولا حتى خبرا سريعا عن مأساة الطفل البرئ يوسف ؟ ,
لانها تستهين بالطفل العراقي والدم العراقي وتجعله مباحا , انه نهجهم المبرمج كمصنع لإنتاج الأكاذيب , ودعني أقول لك , انهم سوف يستمرون في باطلهم لكنهم مع مرور الوقت سيصغرون متحولين إلى أقزام أمام النخلة العراقية التي تشمخ كل يوم , معرية حجمهم الحقيقي , لان يوسف والإنسان العراقي ولد لكي يعيش وغيره من الإرهابيين ومشايخهم ووسائل إعلامهم سيندحرون . وسيبقى العراق بيد أبنائه عزيزا مقتدر و قوة تسوق الفكر الوهابي المتهالك إلى جحوره وتفشل الأعلام العربي الطائفي البغيض , وسيبقى العراق يشع بمائه ونخله وناسه واحة للخير وللمحبة وللسلام .
|