س- صمت الجريدة أم صمت القيادة يارفيق أبو شاكر ؟ الرفيق أبو شاكر - الاثنان معا , ترابط المضطر الذي تجبره الظروف للاتكاء على الجدار الأخير , التجميد , للجريدة بسبب الظروف المادية , ولتنظيم القيادة المركزية , بسبب عدم الاتفاق على هدف مشترك واضح , ورغبة العديد من الرفاق في إبقاء اسم الحزب بعيدا عن سوق المزايدات السياسية . س- هل سيطول التجميد ؟ أبو شاكر - للحزب لا , فالنقاش موجود ومستمر بين المجاميع المنتمية سابقا , سواء في الداخل أو في الخارج , في بغداد وفي المحافظات , للخروج بصيغة توافقية ومحاولة الإجابة على السؤال الكبير , متى يحين الوقت وينهض الحزب سالما معافى فكريا وتنظيميا ؟ رفاقنا ينشطون من خلال بعض الأحزاب الماركسية والتجمعات حديثة العهد , والتي تستفيد من خبراتهم في المجالات الفكرية والتأسيسية والنقابية , نحن لإنزال في الساحة . س- تظهر بيانات متعددة الأفكار ومن حين لآخر ينسب أصحابها لأنفسهم صفة متحدثين باسم الحزب , أو يحاولون إعادة بناءه , بمسميات جديدة كاللجنة التحضيرية أو اللجنة القيادية , أو حتى بالاسم الصريح , هل هي محاولات من الداخل أو من الخارج ؟ . أبو شاكر- نعرف أكثرهم , هنالك من هم حسنوا النية يدفعهم الحماس , ولسنا حاليا في وارد التعاطي مع ذوي النوايا السيئة , أو متابعتهم فالإعلام كما تلاحظ قد اتسعت آفاقه ومصادره , وسهلت قضية النشرات , ولن نضيع وقتنا بالتفنيد أو الإثبات , قمنا كقيادة مؤقتة بإصدار قرار التجميد حاليا , وهو لازال ساري المفعول . س- هل نستطيع العودة إلى التاريخ وقراءة الأوضاع كجريدة وتنظيم ؟ أبو شاكر- الجريدة تسبق التنظيم , إصدارها الأول في الأربعينات وتغير الاسم مرارا والتنظيم هو ثمرة (انشقاق) ال1967 وطرح أفكار جديدة حول الوضعين الداخلي والخارجي , ومعروف ماحصل وقتها , ولكن التشتت هو ما أصاب الحزب في فترة السبعينات وخاصة الداخل عدا منطقة كردستان , حيث القتل مصير كل من تثبت عليه تهمة الانتماء بلا محاكمة او تساهل , وحتى من تواجدوا في قواعد كردستان , استعملت السلطة معهم أسلوب القصف بالطائرات , أو القنابل الموقوتة , في الثمانينات والتسعينات كنا نلتقي سرا ونتدارس الأحداث . واثبت الزمن صحة افتراضاتنا حول عدم الانقياد الأعمى للاتحاد السوفيتي السابق وضرورة استقلالية الفكر التنظيمي , كما ثبت صحة تحليلاتنا لمستقبل السلطة الفاشية الحاكمة , وابتعادها حال شعورها بالقوة عن تحالفاتها في الجبهة الوطنية ثم التنكيل بحلفاء الأمس , واستمرار النهج العسكري المغامر لبورجوازية الدولة الطفيلية , وهو ماكان بعض أسباب الخلاف مع قيادات اللجنة المركزية . الحرب مع إيران , دخول الكويت , أحداث 1991 , مزقت الكثير من النسيج الاجتماعي المتوازن للشعب العراقي , كما خربت عسكرة الشعب اغلب أسس المجتمع المدني , لتطفو وتبرز الدعاوى القومية والطائفية والعرقية , ومعها رغبة الاستئثار الذاتية مما سبب تراجع إن لم يكن اضمحلال كل تفكير يساري متجدد أو حتى ليبرالي متوازن , ناهيك عن الحضر الاقتصادي , وبرمجة تجويع الجماهير الراكضة او الزاحفة نحو لقمتها ومعيشتها اليومية , كنا ساعتها نقاوم ونسبح ضد التيار , وضد التمزق الذاتي الذي يحرق التنظيم , ويجعل التفكير بإعادة إصدار الجريدة حلم بعيد المنال , اكتفينا بالأخبار وإصدارات الخارج من بيانات وتعليقات , وما يصلنا من نشرات كردستان , وبدا ان حال الخارج لايقل سوء وحساسية , علما إن مخابرات السلطة كانت لاتكف عن التخريب , واستغلال من استطاعت كسبه من العملاء ودسهم بين أهل الداخل والخارج , مما تسبب بالكثير من الضربات غير المتوقعة والمشاكل والاعتقالات والإعدامات , وتقطع الاتصالات والتشتت , س- استمر الحال لحين السقوط 2003 ؟ . ابو شاكر- لنتحدث عن مابعد السقوط , وبداية بحثنا عن مافات ومحاولة لم الشمل , والتطلع نحو إصدار الجريدة واستشراف المستقبل , بدا الرفاق يتذكرون بعضهم , يتخطون السنين , يبحثون لأعدادهم عن موقع يستعيدون به النشاط , ويتصلون بقيادة الخارج , التي تملك الإمكانات , كما تصدر جريدة حديثة باسم (الغد ) , ستكون خير عون ومنعش لتعب أهل الداخل , أول لقاء وتجمع كان قرب ساحة الطيران حيث متحف الفن الحديث وتجمع لمناصري ثورة 14 تموز , تلاه الاستقرار في الطابق الأرضي لبناية الاتحاد العام للعمال السابق , وبداية العمل على إصدار بيانات ومنشورات وتوزيعها وحسب الإمكانات وتواجد الرفاق في بغداد والمحافظات , وتشكيل اللجان الساندة والمتخصصة , وتثبيت أرشيف ومراسلات ومكاتبات , والاتصال بقوى اليسار التي تقترب من توجهاتنا . س- وقيادة الخارج ؟ ابو شاكر - عادت بسلامة الوصول واستوطنت الكرادة , وتم التواصل , ونحن على أول الطريق برزت لنا أشباح الماضي بثوب جديد , لتخرجنا من مقر اتحاد العمال بحجة العائدية , توجب علينا وبالإمكانات المتواضعة , تأجير شقة واسعة في منطقة عمالية عند محلة سيد سلطان علي , وساندتنا القيادة العائدة ببعض الأثاث , واستطعنا عقد الاجتماع الأول لكادرنا , حضره 40 رفيق تداولنا فيه مختلف القضايا ومنها العمل على إصدار العدد الأول من كفاح الشعب بنسختها الجديدة . س- وجريدة الغد ؟ كانت منفصلة عنا تقريبا , إعدادا وإنتاجا تأتينا نسخها الجاهزة لنقوم بتوزيعها ! كما تباع في الشارع , أسبوعية مقالاتها اقرب للدراسات الفكرية منها لنبض جماهير شعب يعاني الأمرين , من تدمير وطنه إلى تواجد الاحتلال . س- وهل استمرت الغد ؟ أبو شاكر - تلاشت بعد أسابيع قليلة لتؤذن بأول انفصال بين أهل الداخل وقيادة الخارج العائدة . س- وكفاح الشعب ؟ بدأنا أول عدد بطريقة الاستنساخ , ننقل أخبار البلد والشعب , والرفاق , وما يرد ألينا من مقالات وتعليقات وحسب الإمكانية , بعدها تحولنا إلى مرحلة الطباعة وزيادة العدد. س - والتنظيم ؟ بمعنى عودة الحزب كقيادة مركزية ؟ أبو شاكر - توسعنا في بغداد والاقضية والنواحي , والمحافظات , ولكن التشتت السابق , لسنين طوال وعدم الأرشفة الكاملة والتواصل الجاد , سبب مجيء وتسلل عناصر مستغلة , قسم منهم جذبته الموضة , وقسم جاء للتخريب , لاحظنا بعد حين إن الزمن تغير , وان بقائنا واستمرارنا وتوسعنا يعتمد على التمويل اللازم للحركة , والمصروفات , اختلف الحاضر والواقع والإنسان , وحتى أساليب النضال , بدأنا نشكو العجز حتى من دفع المستحقات والإيجار وانتقالات الرفاق , والأنشطة الحزبية , السيد إبراهيم علاوي وقد طرح نفسه كالأمين العام للحزب والمؤتمن على الميزانية القديمة , بدا بالتقصير الى حد الانقطاع , وكأنه شعر إن حلم عودته منتصرا مشهورا قد تبخر , وليس من حوله غير العذاب والمصرف , والتواصل من جديد , حينها يبدو انه بدا التفكير بالانسحاب وترك سفينة العراق للغرق بدل محاولة تعويمها ليقفز منها الى الخارج المريح حيث عمله ومستقره . تراكمت الديون , وسحبت منا حتى قطع الأثاث البسيطة , اضطررنا بعد إلحاح الرفاق إلى التصويت على التخلي عن قيادة السيد إبراهيم علاوي , وترتيب قيادة مؤقتة , ثم تجميد الكثير من النشاطات , والانتقال إلى أمكنة ارخص , وإطالة الفترة بين كل إصدار وآخر لصحيفة كفاح الشعب , وتقطعت الأواصر ثانية مع الرفاق في المحافظات إلا ماندر ثم ...... ويصمت الرفيق أبو شاكر ويتنهد ثم يتناول قدح ماء . س- ثم توقفت الجريدة عن الصدور ؟ أبو شاكر - نعم , جاءني آخر المحررين وأكثرهم كفاءة وصبرا (أبو نجم ) يشكو الفاقة والإفلاس وعدم توفر سكن لأنه من المحافظات ثم رحل , جمدنا بعد توقف الجريدة ,نشاط الحزب رسميا , حتى لاتتحمل قلة قد تخطئ ,مسؤولية اكبر من طاقاتها , كما توقف تحرك موقعنا الالكتروني على محدوديته , بسبب تخلي رفاق لنا في ألمانيا عن إدامته وتمويله ! معضلتنا مادية لا أكثر ولا اقل , ولسنا مستعدين للتنازل لأي (آخر) غير مفهوم الغرض في سبيل الاستمرار . س- والمستقبل ؟ ابو شاكر - المشكلة هي الحاضر , وتحول الأحزاب إلى شركات ! سنكرر القول (ما العمل؟ ) هو نداء للرفاق في الخارج قبل الداخل للمساهمة بأي طريقة للحفاظ على منبر يساري حيا وإخراجه من ثلاجة التجميد و وطرح مبادرات مفيدة , سنعود في الداخل إلى بحر الشعب , كأسماك تسبح وقد أضناها التعب , ونحاول أن لا نقطع الاتصال مع بعضنا , ولا تتفاجأ يوما إن رأيت عددا جديدا من كفاح الشعب في الأسواق . |