ذبح الصبحُ فمي
وطارتْ دموعي إلى "هناكهم"...
***
تؤضأ السَحَرُ بشيبِ جدي..
و أدّى بعدها صلاة الذكرياتْ
وجدتي
آه جدتي!!
ألتي علّقت -شيَلتها- على ذراع ِ نخلةٍ
فتساقط الحزنُ حولها طريا
وألفرحُ أيضاً
لكنهُ كان بخيلاً كدمع "المسعدة"!!
شجرةُ التينٍ في بيت جدي
تذرف في كل حين
دمعاً أبيضْ
-فكل شيء في هذا البيت أبيض عدا الأثواب التي علمتّنا الحزن-
يأتي المساء
كأي طفلٍ يحبو
فتزحف أصابعها الطرية تداعبُ شعري...
فأعود طفلاً هكذا...
"علوان"أو "علّوش" أو"عَلوة ْ لبيع الألم لا الخضرواتْ!!
حينها علمتّني جدتي أن المنافي الشاسعة
تُقطع بدمعةٍ واحدة...
لذا هي لمْ تبكي حينما عدتُ
خشية أن يتلقفني المنفى من جديد
كأي كرةٍ مثقوبة....
كنتُ أذكر الـ"چا"
حينما تخرج من فمها
تخرج معها الطيور والأهوار والنوارس ألتي
هربت من النهرِ إلى حضن ٍ أدفأ من قبر ِ نبيْ
ينسابُ النهارُ من بين أصابعها...
فقال جدي:
أحدهم سرق النارَ من الآلهة
لكنها سرقت الطيبة من الوطن ألذي كان.......طيبّا ً
وحدثّني أبي كيف أنه
في بداية أيامه ألتي عَلتها التجاعيد...
دخّن سيجارته الأولى
فأمرت النوارس ألا تبتسم له...
لكنها-بعد دقائق- أمرت نورسها المفضّل "جنوب"
بجلب علبة سجائر له..
***
في سطح الدار
لم تستطع أن تنام...
أزعجتها النجوم!!!
نزلت صفـّا صفـّـاً لتقبّل يديها...
***
كانت تلاعبني
"هلة وهلة وترحايب
وانته بعد كل شايب
هلة وهلة وترحيبة
وطاح المسچ من جيبة"
أفلا أطيح من جيب المنفى نحوك؟؟؟
***
جدتي
حتى في العراء
أرى الأبوابَ موصدة ً في وجهي!!
ملاحظة:كُتبت هذه القصيدة في أكثر من مدينة إيرانية منها"نياسر,كاشان,قم,طهران" ولا أعلم لماذا كلّما أمسكت القلم يقفز في ذاكرتي وجه جدتي ولا أكتب الا عنها. |