صحف كعادته خرج لشراء الصحف, وحينما وصل * للمكتبة العصرية, وتصفح بعضهن, اشترى بدلا منها... قلم ... وورق ابيض... وعاد بلا صحف . * المكتبة العصرية :أهم المكاتب في وسط مدينة العمارة مقال خرج من داره وهو يحمل مقاله الجديد , لإرساله لصحيفته التي ستصدر غدا , ألا انه فوجئ بقرار منع نشر مقاله عبر رصاصة اخترقت صدره فتناثرت أوراقه وسط الشارع ,أما المقال فقد وجده ولده الصغير بعد سبعة أيام حينما ابتاع من الحاجة أم حسين لفافة (كرزات).
ميتة موفقه قال ... شكرا لله و......لك يا دكتور .. وهو فرح جدا حينما اخبره الدكتور بان زوجته قد أنجبت ولدا ,ولم تسع فرحته الأرض ,وفيما هو ذاهب لإخبار أهله بهذا النبأ السعيد الذي حرم منه طيلة عشرة أعوام من زواجه , وحال دخوله لمنطقته ,انفجر صهريج كبير فأحرق سوق صباه وأصدقاءه ,فبكى وتألم , ولما عاد للمستشفى مجددا ابلغه الدكتور أن ولده قد مات لان بنيته ضعيفة جدا . ففرح كثيرا ولم تسع فرحته الأرض ... وقال للدكتور الحمد لله مات ميتة موفقه.. فتعجبا كل من كان في المكان لفرح الأب بوفاة ولده الوليد.
كابوس نهض من فراشه ,خائفا ومفزوعا ,من حلم بشع داهمة صباحا,فاستيقظ على صوت الصراخ والعويل الذي لف منطقته لانفجار سيارة مفخخة ,فسرعان ما عاد مجددا لفراشة ليرتمي بأحضان ذلك الكابوس الذي جثم على صدره في منتصف تلك الليلة . الضريح قطع طريقة من البصرة إلى كربلاء مشيا على الإقدام ,وكلما اجتاز محافظة ما,ازداد استعار قلبه حزنا وشوقا إلى الضريح ,وحينما حط برحاله بكربلاء ولاذ بالضريح ,استعرت نيرانه مجددا ,فقرر العودة مشيا من حيث أتى
مهجر لجأ هو وعائلته لدار أخيه هاربا من القتل ,فباع الأخ داره ليهجر أخيه .
مارنز بعد ان حتل الصمت المكان ,جلس على نور الشمع الخافت يراجع مذكراته ,وبنهاية مرحلة المراهقة ,اعلن الضوء استسلامه للظلمة , فأخرج من درج مكتبه اخر شمعة احرقها الظلام بعد خمس ثواني من دخول المارنز بغداد
|